كيف يمكننا خفض ضغط الدم عن طريق التنفس؟

خفض ضغط الدم عن طريق التنفس: غالباً ما تعطي التقنيات غير التقليديّة نتائج أفضل من العلاجات الكلاسيكيّة والتقليديّة.
يعترف الدكتور بريبي من مستشفى جورج بومبيدو في باريس بأنّ العلاجات التقليدية لارتفاع ضغط الدم لم تتطوّر أبداً منذ 10 سنوات وأننا نلحظ بالتأكيد فشلاً في النتائج.
يرى الطبيب أنّ الأدوية نجحت في أفضل الأحوال في جعل وضع المرضى يستقر وأشار أيضاً إلى أنّ استكمال هذه العلاجات بتقنيات غير تقليديّة يعطي نتائج ايجابيّة للغاية تسمح بخفض ضغط الدم درجات عدة. وتقوم إحدى هذه التقنيات على ضبط التنفّس والتحكّم به.
والتنفّس وظيفة في الجسم تتحكّم فيها إرادتنا ولاوعينا في آن واحد. لكن الكثيرين يتنفسون من دون أن يدركوا ذلك خلال القسم الأكبر من حياتهم، علماً أنّ التنفّس هو الفعل الأهم في جسمنا إذ يسمح بتزويد الخلايا بالأوكسجين بشكل مستمر. يمكننا أن نعيش أياماً عدة من دون طعام وبضع ساعات من دون ماء، لكننا لا نستطيع أن نبقى على قيد الحياة سوى بضع دقائق من دون أوكسجين.
خفض ضغط الدم
premium freepik license
لا يتنفّس معظم الأشخاص إلا بشكل جزئي أيّ أنهم لا يستخدمون قدراتهم التنفسيّة بشكل كامل. يسمح الشهيق العميق والكامل بأن نُدخل إلى الجسم حتى 2.5 ليتر من الهواء أكثر مما نفعل عند التنفّس بشكل عادي.
هذه الكميّة الإضافيّة من الأوكسجين تجعل العمل الخلويّ أكثر فاعليّة، وتخفّض معدل الموجات الدماغيّة ووتيرة نبضات القلب، كما تساعد على تلاشي ردود الفعل على التوتر وتوسّع الأوردة والشرايين (تفتح الأوردة ويزيد دفق الدم مع انخفاض الضغط)، كما تسمح أيضاً بالتخلّص بسرعة أكبر من فضلات الأيض (بفضل الزفير الكامل أيضاً)، وبحرق كمية أكبر من الدهون. ولعل الأهم أنها تولّد شعوراً عميقاً بالاسترخاء والراحة.
يعمل التنفّس الكامل على تهدئة الأعصاب ويحيّد ردود الفعل الهرمونيّة الناجمة عن التوتر والضغط النفسي، كما يطرد سموم التعب.
في كتابه أسرار الشفاء في قلبك، يصف الدكتور دافيد سرفان-شرايبر تقنية تناغم القلب كما تمارسها Heartmath Institute. وهذه التقنيّة هي في الواقع تقنية استرخاء تقوم على تهدئة خفقات القلب عبر استعمال عمليات التنفس العميق في بادئ الأمر ومن ثم التركيز الذهني على القلب في المرحلة الثانية والثالثة. نصل عندئذ إلى تهدئة نبضات القلب وخفض ضغط الدم. يسمح الاسترخاء الجسدي-الذهني بالحصول على النتيجة نفسها بسهولة أكبر.
إنّ السعي خلف الهدوء والاسترخاء أمر حيويّ. وتذكّروا أن التوتر والضغط النفسي يؤديان لا محالة إلى ارتفاع ضغط الدم. وتُعدّ تقنيات الاسترخاء الجسدي-الذهني والتنفّس الكامل أفضل الوسائل للتحكّم بضغط الدم والتغلّب على ارتفاعه وقد أثبت العديد من الدراسات هذا الأمر بشكل واضح وقاطع.
تعليقات
Loading...