نقص المعادن والفيتامينات في الجسم : قد يكون السبب هو القمح
ما العلاقة بين نقص المعادن والفيتامينات في الجسم والحساسيّة على غلوتن القمح ؟
أشارت المجلة الطبيّة Advances in Nutrition إلى أول حالة نقص في الزنك في الولايات المتحدة في العام 1969. كان المريض البالغ من العمر 21 سنة يعاني من نقص في غاما غلوبولين الدم (ما يمنع جهاز المناعة من انتاج كميّة كافية من الأجسام المضادة) ومن قصور الغدد التناسليّة (نقص في التستوستيرون)، ومن داء الجيارديات (اسهال ناتج عن طفيليّة مجهريّة)، وداء الأسطوانيات (التهاب ناجم عن الديدان الأسطوانيّة) والبلهارسيا (الناجمة عن ديدان طفيليّة هي ديدان البلهارسيا) وداء التقزّم.
أظهر العلاج بالزنك تراجعاً في تطوّر هذه الأمراض. وفي الدراسة نفسها، تلقّت فتاة في الثانية من عمرها تعاني من التهاب الجلد النهائيّ المعويّ الحاد، المعروف بأنه أحد الأعراض الحادة لسوء امتصاص الزنك، دواءً مضاداً للطفيليات وأُخضعت “لنظام غذائي شبه خالٍ من اللاكتوز”، لكنها لم تتحسّن. وبما أنّ معدلات الزنك بدت متدنيّة جداً لديها، تم إعطاءها الزنك:
“تفاجأنا عندما وجدنا أنّ تقرّحات الجلد والأعراض التي طالت الجهاز الهضمي من معدة وإمعاء قد اختفت بعد تناول الزنك. وما إن ننسى أن نضيف الزنك إلى النظام الغذائي للطفلة حتى تعاني من انتكاسة لتعود وتتفاعل على الفور مع جرعة العلاج بالزنك التي تؤخذ عن طريق الفم. يعزو الباحثون النقص في الزنك إلى النظام الغذائيّ الاصطناعيّ الذي تلقّته المريضة.
على أيّ حال، أدرك الباحثون سريعاً أنّ الزنك يلعب دوراً أساسيّاً في التسبب بظهور هذا الاضطراب الوراثيّ النادر وأنّ التحسّن السريري يعكس تصحيح معدلات الزنك لدى المريض. تم تأكيد هذه الملاحظة الأولى بسرعة لدى مرضى آخرين يعانون من التهاب الجلد النهائيّ المعويّ في العالم كله.”
وجد واضعو الدراسة أنّ تاريخ النقص في النحاس يتزامن مع تاريخ الأعراض العصبيّة. وفي دراسة أخرى أجرتها Mayo clinic في العام 2014، سجّل 9 من أصل 44 مريضاً يعانون من داء السيلياك أعراضاً عصبيّة، ما دفع الباحثون إلى اعتبار داء السيلياك، أو الحساسية على غلوتين القمح، مسؤولاً عنها.
تتطابق الاستنتاجات مع دراسات مماثلة في العالم بأسره، وذلك بحسب الدراسة المنشورة:
- وجدت دراسة أجريت في ايطاليا على أكثر من ألف مريض يعانون من داء السيلياك، وهم راشدون وأولاد تجاوزوا الرابعة عشرة من العمر، أنّ 50% منهم يعانون من نقص في الفيريتين وهو بروتين موجود داخل الخلايا الدمويّة التي تحتوي على الحديد ويتحكّم في إطلاقه وتخزينه وأنّ 73.8% يعانون من نقص في الفولات أو حمض الفوليك “عند مقارنة هذه النتائج على مستوى الضمور الزغبيّ.”
- في الدنمارك، اكتشفت دراسة أخرى أجريت على 93 شخصاً راشداً يعانون من داء السيلياك أنّ 30% من المرضى مصابون بفقر الدم، 40% يعانون من نقص الحديد، 17% يعانون من نقص الفيتامين B12 و 33% يعانون من نقص الفيتامين D و20% يعانون من نقص حمض الفوليك و51% منهم يعانون من نقص الزنك.
- من بين 37 راشداً تم تشخيص إصابتهم مؤخراً بداء السيلياك وقد شاركوا في دراسة فنلنديّة، 32% من المرضى كانوا يعانون من فقر الدم، و37% يعانون من نقص حمض الفوليك (نقص الفولات في خلايا الدم الحمراء)، و16.2% يعانون من نقص في الفيتامين B12 و35% يعانون من نقص في الفيريتين.