لماذا قد يكون ارتفاع ضغط الدم مفيداً لكم ؟ (3)
لمَ لضغط الدم نواحٍ جيدة؟
ارتفاع ضغط الدم هو ردّ فعل طبيعي يقوم به الجسم. والهدف ليس إزعاجكم بل إنّ الهدف الرئيسي هو دفع الدم اللازم إلى الأعضاء والأنسجة كي تعمل بشكل صحيح.
أذكّر بأن الدم هو “الأم المرضعة” للجسم لأنه ينقل الأوكسجين والعناصر الغذائيّة الحيويّة عبر الجسم كله.
ويحتاج الدم كي يصل إلى مقصده، إلى ما يكفي من “الضغط” في الأوردة والشرايين والشعيرات الدمويّة. من دون ضغط كافٍ، يمكن أن تتعرّض أعضاؤكم لنقص في الغذاء وأن ينتهي بها الأمر بأن تتعطل وتتوقف عن العمل بشكل صحيح. فالدماغ الذي لا يحصل على كمية وافية من الدم على سبيل المثال يتجه وبشكل سريع نحو التدهور الإدراكي.
لاحظنا بشكل عام أنّ الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم تُضعف الأعضاء التي يُعدّ وصول الدم إليها هو الأصعب، أيّ الأعضاء الواقعة “عند أطراف السلسلة” مثل الكليتين.
لا بد أنكم ترون الآن المشكلة الكبرى التي تنجم عن خفض الضغط بشكل اصطناعيّ.
أولاً، إنّ ارتفاع ضغط الدم مؤشّر على وجود خلل ما في الأوعيّة الدمويّة. إذا قمتم بخفضه بواسطة الدواء، فالأمر أشبه بعض الشيء بوضع لاصق لإخفاء الضوء الأحمر الذي يظهر على لوحة التحكم في السيارة.
اختفى العارض لكن أسباب الخلل بقيت. مما لا شك فيه أنّ ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير يمكن أن يؤدي إلى سكتة دماغية نزفيّة (تترافق مع نزيف) (لأنّ ضغط الدم القوي جداً يُضعف على الأرجح الأوعية الدموية في الدماغ التي يمكن أن تتمزّق فتسبب نزيفاً فيه).
بالتالي، يُعتبر خطر الإصابة بسكتة دماغية هو السبب الذي يبرر إعطاء الأدوية للأشخاص المعرّضين للخطر. لكن لا ينبغي أبداً أن نبدأ بمعالجة الضغط في بداياته بالدواء قبل أن نفعل كل ما في وسعنا لخفضه بشكل طبيعي.
يجب حتى في حالة الضغط المرتفع والمزمن، أن نبذل قصارى جهدنا كي نخفّضه بشكل طبيعي، حتى نتمكّن من الاستغناء عن أحد الأدوية على الأقل (لكن حذار أن تتوقفوا عن تناول دواء الضغط بشكل مفاجئ ومن دون موافقة الطبيب).
يمكنني أن أتوقف عن الكلام هنا لأني قلت ما هو أساسي. لكني أنصح المهتمّين بالموضوع بأن يتابعوا القراءة لأني سأشرح لكم بالتفصيل ما هو ضغط الدم وكيف تعمل الأدوية فعلياً.
تابعوا المقال التالي : لماذا يرفع جسمكم ضغط دمكم وفي أي حالة يكون ارتفاع ضغط الدم مفيداً ؟