ارتجاع المعدة والمريء : 5 نصائح لمعالجته بطريقة طبيعيّة

إنّ الارتجاع المعدي-المريئي (ارتجاع المعدة والمريء) مشكلة شائعة نسبياً، يزيد من حدّتها استهلاك بعض الأطعمة أو زيادة الوزن. إليكم بعض النصائح للحدّ من هذه المشكلة، لا بل التخلّص منها.
الارتجاع المعدي المريئي، اضطراب ينبغي مراقبته
تشير جمعية طب الجهاز الهضمي، والجمعية العلميّة الطبيّة لأمراض وسرطانات الجهاز الهضمي إلى أنّ 10% من الناس يعانون بانتظام من الارتجاع المعدي المريئي.
يحصل الارتجاع بشكل عام عندما تتسبب الحموضة المفرطة للحمض المعديّ الموجود في المعدة بصعود هذه الأحماض نحو المريء.

ويفاقم هذا الاضطراب الهضمي الخلل في القسم السفلي من المريء، لاسيّما على مستوى الحجاب الحاجز والعضلة العاصرة للمريء، هذه العضلة الصغيرة التي تتخذ شكل حلقة والتي تقضي مهمتها تحديداً بمنع الارتجاع.
وبحسب الجمعية نفسها أيضاً، يواجه الكلّ هذا النوع من المشاكل في الهضم في وقت ما من حياتهم. ويتحوّل هذا الارتجاع المعدي المريئي إلى إشكالية ويعتبره الأطباء مرضاً عندما يتسبب بأضرار وجروح أو بأعراض على مستوى المريء.
في الواقع، يمكن للارتجاع أن يتسبب بالعديد من المشاكل مثل الإحساس بحرقة، انزعاج على مستوى الصدر أو على مستوى الأغشيّة المخاطيّة، الخ… كما يمكن لهذه الظاهرة أن تتسبب بمشاكل أكثر خطورة، كانتشار الخلايا التالفة.
لهذا السبب يُعتبر الارتجاع المعدي المريئي اضطراباً لا بد من مراقبته ومكافحته أيضاً.

ما هي أسباب الارتجاع المعدي المريئي؟

تؤكّد الجمعيّة بشكل قاطع أنّ “زيادة الوزن عامل أساسيّ في ظهور الارتجاع، حتى وإن لم نكن نعاني من البدانة.” “فالبدانة” على مستوى البطن تمارس ضغطاً مفرطاً على المعدة والعضلة العاصرة ما يجعل الحاجز الطبيعي ضعيفاً ويساهم في زيادة الارتجاع.
من ناحية أخرى، يمكن لعناصر أخرى خارجيّة أن تزيد الارتجاع كاستهلاك الأطعمة الفائقة الحموضة والتي لا يحتملها الجسم، والافراط في استهلاك الأطعمة القابلة للتخمّر…
أعراض الارتجاع المعديّ
حريق في المعدة، حموضة، انزعاج على مستوى الصدر، إحساس بانسداد الحنجرة، الخ.. هذه هي الأعراض الواضحة للارتجاع المعديّ.

premium freepik license

كيف نسكّن هذا الارتجاع المعدي المريئي؟

ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي أولاً بمعالجة الارتجاع المعديّ عبر اتباع بعض الارشادات البسيطة والسهلة على مستوى النظافة والنظام الغذائي، وذلك قبل التفكير بأيّ علاج بالأدوية.

1. قسّموا وجباتكم

تملأ الوجبات الدسمة والكبيرة المعدة بشكل مفرط ما يجعلها تمارس ضغطاً شديداً على العضلة العاصرة التي تعجز عن الحفاظ على ضغطها فتترك الأحماض المعديّة تمرّ.
يكمن الحل في اعتماد وجبات أساسيّة خفيفة واستتباعها بوجبتين صغيرتين خلال النهار لتجنّب انخفاض معدل السكر في الدم.

2. لا تخلدوا إلى النوم بعد تناول الطعام مباشرة

إنّ الهضم عملية تتطلّب وقتاً (8 ساعات كمعدّل وسطيّ). إذن، يكمن الحل المثالي في أن نترك للمعدة الوقت الكافي كي تفرغ قبل الخلود إلى النوم. فالاستلقاء وبفعل عامل الجاذبيّة يمارس أيضاً ضغطاً على المعدة، وبالتالي على العضلة العاصرة، ما يساهم في ظهور ارتجاع الأحماض. بالتالي، يمكننا أن نحدّ من احتمال حصول الارتجاع المعديّ عبر الحرص على عدم الخلود إلى النوم (سواء في الليل أو للقيلولة) قبل مرور ما لا يقل عن ساعتين على تناول وجبة الطعام.

3. اتباع حميّة لخسارة الوزن

يشكّل الوزن عاملاً أساسياً وحاسماً في مسألة الارتجاع المعديّ، ومن الضروري أن نتبع حمية لخسارة الوزن لمواجهة الارتجاع بشكل فاعل. تُعدّ ممارسة الرياضة، وتقليل السعرات الحراريّة، واستهلاك الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان وتلك الغنيّة بالبروتينات غير الدهنيّة، الخ… حلولاً ممكنة لخسارة الوزن. واحرصوا أيضاً على مضغ الطعام بشكل جيد أيضاً كي تتجنبوا زيادة العبء على المعدة وتحميلها بشكل سريع جداً وكي تتركوا الوقت الكافي للدماغ كي يُطلق الاحساس بالشبع.

4. حددوا الأطعمة التي تفاقم الارتجاع وامتنعوا عن تناولها

نشير إلى أنّ الأطعمة التي ينبغي تجنّبها هي بشكل عام الأطباق المعدّة بالصلصة، والأطباق الحريفة والكثيرة التوابل، واللحوم الدهنيّة (ضلوع الخروف…)، اللحوم المقددة والمصنّعة، بعض أنواع الجبنة، الزبدة، المربى، الحلويات، الشوكولا، المشروبات الغازية، الكحول… تتطلب الأطباق الكثيرة الدهون وقتاً طويلاً كي تُهضم: تبقى المواد الدهنية وقتاً طويلاً في المعدة، فتُضعف الحجاب الحاجز والعضلة العاصرة وتساهم في ارتجاع الحمض.
في المقابل، يجب إعطاء الأولويّة للخضار المطهيّة، والفواكه (والأفضل بعيداً عن الوجبات)، واللحوم الخالية من الدهون ( دجاج، أرانب…)، الأرز، الماء…

على أيّ حال من الصعب أن نتمكّن من تصنيف الأطعمة التي تتسبب بالارتجاع المعديّ بشكل حاسم. في الواقع، إنّ مسببات الارتجاع متباينة للغاية بحسب الأشخاص. بالتالي، إن كنتم تعانون من الارتجاع فمن الأفضل أن تحددوا بأنفسكم الأطعمة التي تسببه، لتعرفوا ما عليكم أن تمتنعوا عن تناوله وما ينبغي أن تختاروه.

5. اكتشفوا المواد الطبيعيّة الأكثر فاعلية

دعونا أخيراً نستعرض المواد التي يمكنها أن تساعدكم على تخفيف هذا الانزعاج على مستوى المعدة والمريء. يُعرف ألجينات الصوديوم sodium alginate أولاً بأنه يشكّل نوعاً من جل الحماية الذي يطفو على سطح العصارات الهضمية، فيساعد بالتالي على إبطال مفعولها المزعج على الأغشيّة المخاطيّة.
يساهم كل من بيكربونات الصودا وكربونات الكالسيوم من ناحيتهما في تخفيف حموضة العصارات الهضميّة (بما أنها عناصر قلويّة). وتساهم بعض خلاصات النباتات أيضاً في الحفاظ على صحة الهضم وسلامته مثل الدردار الأحمر slippery elm والعرقسوس.
نشير أيضاً إلى أن الزنجبيل يُستخدم تقليدياً في الحفاظ على صحة عملية الهضم.

في الختام، يكفي لكي نكافح الارتجاع المعدي-المريئي بفاعلية أن نتبع عموماً بعض النصائح البسيطة على مستوى النظام الصحي والنظام الغذائي، كما يمكن أن نضيف إليها بعض المكملات الغذائيّة المعروفة بقدرتها على الحفاظ على صحة عملية الهضم.