الفيتامين C، الفيتامين D والزنك : كيف تحارب فيروسات الرشح والانفلونزا وتقوي جهاز المناعة ؟

كيف تحارب فيروسات الرشح: إنّ موسم البرد مؤاتٍ بشكل خاص لظهور حالات مثل الرشح أو الانفلونزا. وهي حالات ناتجة عن فيروسات ولا تؤثر فيها المضادات الحيويّة.

يجب التدخّل بشكل طبيعيّ لتجنّب الالتهابات الثانويّة الناتجة عن البكتيريا. ما من دواء لعلاج الرشح أو الانفلونزا، والأدوية العديدة التي نجدها في الصيدليات تقوم فقط بتخفيف الأعراض المزعجة أو إخفائها وحتى أنها قد تبطل تماماً أنظمة الدفاع في الجسم، كالحمى على سبيل المثال.

الزنك:

أجريت دراسات عديدة حول قدرة الزنك على علاج حالات الانفلونزا وتقصير مدّتها بشكل خاص. وفي إحدى هذه الدراسات، تناول 100 مشارك من نساء ورجال، أقراص من غلوكونات الزنك، كل ساعتين. أما النتيجة فجاءت انخفاضاً للمدة الطبيعية للمرض بمعدل النصف فضلاً عن تراجع في الأعراض كآلام الحنجرة واحتقان الأنف وسيلانه وآلام الرأس والسعال. تُظهر الدراسات المخبريّة أنّ الزنك يتدخّل في تكاثر الفيروسات المسؤولة عن حالات البرد، كالفيروس الأنفي وفيروس الهربس البسيط.
أخيراً، لا تنسوا أن تستهلكوا الكثير من السوائل، ويفضّل أن تكون ساخنة، وأن تعمدوا إلى تهوئة الغرفة التي تقضون فيها معظم وقتكم بشكل جيد. يجب أن تبقى هذه الغرفة دافئة مع الحفاظ على رطوبة كافية. استخدموا جهازاً لنشر الزيوت العطرية لتطهير الهواء. تعدّ زيوت الأكاليبتوس والصنوبر والخزامى (لافندر) أفضل الخيارات في حالات الرشح والانفلونزا وعند إصابة المجاري التنفسيّة.

الفيتامين D:

يرى الدكتور جون جي كانيل، وهو طبيب، أنّ النقص في الفيتامين D مسؤول عن ضعف الكثير من الآشخاص في مواجهة فيروسات الانفلونزا وغيرها من حالات العدوى. ويؤمن العديد من الأطباء الآخرين الآن بهذه النظريّة التي أكّدتها أبحاث مختلفة. خلال أشهر الخريف والشتاء، لا بدّ للأشخاص البالغين في مناطق شمال أوروبا وأميركا الشماليّة، من أن يتناولوا 2000 وحدة دوليّة في اليوم من هذا الفيتامين على شكل مكمّل غذائي (فيتامين D3). وفي الصيف، لا بدّ من التعرّض لما لا يقل عن 10 دقائق لأشعة الشمس، ويفضل أن يكون ذلك في الصباح الباكر، وتناول 500 إلى 1000 وحدة دولية في اليوم على شكل مكمل غذائي.
في حال انتشار الوباء، ينصح الدكتور جوليان ويتاكر، وهو طبيب، بتناول جرعة يوميّة تصل إلى 50000 وحدة دوليّة، خلال الأيام السبعة الأولى. تصلح هذه الجرعات للبالغين ويجب أن تخفّض بمعدل النصف بالنسبة إلى الأطفال في عمر 12 سنة وما دون. ويجب اتباع توصيات الأخصائي أو المصنّع بالنسبة إلى الأطفال دون السادسة من العمر.

الفيتامين C:

خلافاً لما يدّعيه البعض في الأوساط الطبيّة، إنّ الفيتامين C مفيد فعلاً في علاج الرشح.
حلل الدكتور هاري هميلا، دكتوراه من جامعة هلسنكي في فنلندا، نتائج 21 دراسة خاضعة للمراقبة والمتابعة، مع أدوية وهميّة، أجريت منذ العام 1971. تبيّن له أنّ هذا الفيتامين لا يغيّر إمكانية الإصابة بالرشح إلا أنّ كافة الدراسات أثبتت تراجع مدة أعراض الرشح وحدّتها.

أظهرت الدراسات كلها أنّ الأشخاص الذين يتناولون غراماً أو أكثر في اليوم من هذا الفيتامين (أيّ 1000 ملغ)، أصيبوا بالرشح لكنه دام لوقت أقصر كما كانت أعراضه أقل حدّة. وكتب الدكتور هميلا: “إنّ المعدل الوسطي لتراجع مدة الأعراض وحدّتها بلغ 23%، وهي نسبة لا يستهان بها حتى وإن كانت لا تشكّل وعداً بتخفيف الأعراض بشكل كامل.”

سجّل الأشخاص الذين تلقوا غراماً من الفيتامين C في اليوم، في معظم هذه الدراسات، تراجعاً بنسبة 19% في حدة الرشح لديهم. في المقابل، بلغ التراجع لدى الأشخاص الذين تناولوا ما بين 2 و6 غرامات في اليوم من هذا الفيتامين نسبة 29%.