ظهور الخلايا السرطانية
إذا سألتم أيّ طبيب عن أعظم اكتشافات القرن العشرين، فسيجيبكم بالتأكيد:
- المضادات الحيوية: سمح اكتشاف البنسيلين على يد الكسندر فلمينغ في العام 1928 بإنقاذ حياة ملايين الأشخاص.
- اكتشاف تركيبة الحمض النووي: فتح اكتشاف اللولب المزدوج في العام 1953 الطريق أمام علم الوراثة الحديث والطب الشخصي.
- التصوير الطبي: أدى تطوير الأشعة السينيّة، السكانر، التصوير بالرنين المغناطيسي إلى ثورة في التشخيص وفهم الأمراض.
بقي اكتشاف واحد. اكتشاف ضخم وعظيم.
اكتشاف أصبح اليوم منسياً.1940: اكتشاف “الحقل L”
في العام 1940، اكتشف الدكتور هارولد بير، وهو أستاذ في جامعة يال وإخصائي التشريح العصبي، “الحقل L” وهو مجال كهروديناميكي موجود لدى كافة الكائنات الحيّة.
بعد أن اقتنع أنّ الحياة ليست مجرد عملية كيميائيّة، استخدم أجهزة قياس جهد حساسة جداً. وسرعان ما لاحظ أنّ الجهد الكهربائي لدى الكائنات الحيّة يختلف بحسب دورات القمر والشمس وبحسب الأمراض أيضاً…
استطاع بفضل قياس الحقل L لبيضة السمندل أن يتنبأ، وقبل أن تنقسم الخلايا الأولى، أين سيتشكّل الدماغ والنخاع الشوكي والأعضاء المختلفة. ويشير هذا إلى أن الحقل L هو المصفوفة الحقيقيّة التي توجّه النمو الجسديّ.
لاحظ الدكتور بير أنّ “الحقل L” يتغير بحسب دورات القمر والشمس. وهذا يثبت بحسب رأيه أنّ الكائنات الحيّة متصلة بطاقات كونيّة غير مرئيّة.
لكن الاكتشاف الأكثر إبهاراً الذي توصّل إليه هذا العالم والذي كان من المفترض أن يُحدث ثورة في مقاربة الطب منذ 80 عاماً فهو…
“الحقل L” للتنبؤ بظهور السرطان؟
تمكن الدكتور بير عبر قياس الحقل L لدى فئران المختبر من أن يحدد تلك التي ستُصاب بالسرطان… قبل ظهور الخلايا السرطانية الأولى بأسابيع عدة.
إنّ التغيّرات بين “الحقل L” السليم و”الحقل L” المرتبط بالسرطان قابلة للقياس بوحدات الجهد الكهربائي، بالميلوفولت عموماً.
كان اكتشافه هذا لا يُصدّق.
يمكن وبحسب نتائجه، اكتشاف المرض قبل أن يظهر في الجسم وينتشر عبر قياس “الحقل L”!
تتابع اليوم مجموعة من العلماء أبحاث الدكتور بير. وقد اكتسبت أعمالهم الكثير من الزخم بحيث أصبحت قادرة على شرح أمراض لا تزال ضمن زاوية الموت بالنسبة إلى الطب التقليدي والتخفيف من حدتها والتخلص منها.
أمراض المناعة الذاتية، الفيبروميالجيا، التهاب المفاصل، ارتفاع ضغط الدم، القولون العصبي، داء السكري من النوع 2…
هذا العلم المخفي أصبح أحد ركائز الطب الجديد. طب يجمع كافة الاكتشافات التي تم نسيانها وتجاهلها في حين أنها قادرة على أن تغيّر قواعد اللعبة بالنسبة إلى صحتكم.