لعل الأهم والأبرز في خصائص الأوميغا-3 هو تأثيرها على الذاكرة وشيخوخة الدماغ. أنتم تعلمون أنّ الدماغ يتقلّص مع التقدّم في السن. وهو يضمر كما يُظهر التصوير بالرنين المغنطيسي:
سأطرح عليكم سؤالاً شخصياً بعض الشيء:
هل تشعرون بأن دماغكم يعمل بفاعلية أقل من قبل؟
أنا أيضاً أشعر بهذا منذ بضع سنوات وهو أمر طبيعي. اطمئنوا، لا ذنب لكم في ذلك. وثمة أخبار جيدة على سبيل التغيير. حلل علماء في جامعة كاليفورنيا العريقة دماغ رجال ونساء يبلغون من العمر 67 عاماً كمعدّل وسطي. وتبيّن أنّ أولئك الذين يتناولون كمية أقل من الأوميغا-3 لديهم أدمغة أصغر حجماً فضلاً عن أنهم يعانون من مشاكل أكثر في الذاكرة ومن نقص في اليقظة الذهنيّة. باختصار، أولئك الذين يسجّلون نقصاً في الأوميغا-3 لديهم دماغ بطيء كما يسجّلون ضموراً فيه. وتذهب دراسة أخرى في الاتجاه نفسه: أعطى الباحثون أوميغا-3 لأشخاص تجاوزوا الخامسة والستين من العمر. كان هؤلاء يعانون من مشاكل إدراكيّة أو معرفيّة طفيفة… فما الذي حصل؟ بعد عام واحد فقط، تقلّص دماغهم أقل من أولئك الذين لم يتلقّوا سوى دواء وهميّ. هذا مذهل، أليس كذلك؟
فمن منا يرغب في أن يشيخ وقد فقد ذاكرته؟
أن نفقد كل شيء وننسى كل شيء، حتى أسماء أحبّتنا. لا بدّ من أنكم رأيتم الأضرار التي يلحقها الزمن بدماغ أحد الأقرباء. لقد صدمني جداً ما رأيت.
- عندما سألتني عمة أبي عن اسمي 12 مرة
- وعندما بدأت جدتي العزيزة “تفقد تركيزها” واعتقدت أنها عادت إلى ثلاثينات القرن الماضي…
- ووالدي الذي بدأ يجد صعوبة في متابعة حوار كامل، على الرغم من أنه لا يزال شاباً نسبياً
وكافة الأشخاص الضائعين في مراكز رعاية المسنين الذين لم يعد لديهم أيّ معلم أو نقطة مرجعية. هم موجودون هنا لكن الدماغ في مكان آخر.
ما أتعس هذا الوضع. ويا لها من نهاية مريعة.
أنا مستعد لأن أفعل أيّ شيء كي أتجنّب هذا وأجنّبه لمن أحبهم. لهذا، من الضروري أن نمنح أنفسنا كافة الوسائل للحفاظ على دماغ سليم وفي صحة جيدة.
- الوسيلة الأولى: أن نبقى نشطين جسدياً وفكرياً
- الوسيلة الثانية: أن ننام جيداً لأن النوم العميق يصلح الدماغ
- الوسيلة الثالثة: أن نحرص على أن يبقى معدل الأوميغا-3 في الدم جيداً
المسألة بسيطة وتطبيقها لا يحتاج إلى كثير من الجهد. لهذا، أدعوكم لأن تبدأوا العلاج الآن. لا تنتظروا حتى الأسبوع المقبل أو حتى إلى الغد بل ابدأوا اليوم. فهذا مهم جداً.