إليكم الحقيقة: نقص الدهون كارثة على الصحة

نحن نتحدّث هنا عن “الدهون المفيدة” بالتأكيد.
ولئلا تشعروا بالضياع، المسألة بسيطة وسهلة جداً. يجب أن نحفظ في ذهننا أنّ ثمة ثلاثة أنواع من الدهون:
• الأحماض الدهنية المحوّلة. باختصار: مواد ضارة توضع في البسكويت والحلويات والخبز الصناعيّ والمرغرين، الخ… إنها نتاج التحويل أو التعديل الكيميائي: تتطلب صناعتها ضغطاً مرتفعاً، وحرارة عالية، ومحفّز معدني وغاز الهيدروجين.
كما أنّ المصنّعين يستخدمون بشكل عام أسوأ أنواع الزيوت النباتيّة لإنتاجها.
وفي ظلّ هذه الظروف، لا نستغرب إذا ما زادت الدهون المحوّلة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين (أظهرت دراسة فرامينغهام للقلب على سبيل المثال أنّ الأشخاص الذين يستبدلون الزبدة بالمرغرين أكثر عرضة للوفاة بسبب مرض في القلب) والسرطان أيضاً.
  • الأحماض الدهنيّة المشبعة، من مصدر حيواني (زبدة، كريما، دهن بقري، دهن بط أو أوز، ألخ…) أو نباتي (زيت جوز الهند، زيت النخيل) ليست سيئة أو ضارة.
راجعت دراستان نُشرتا في مجلات طبيّة معروفة (المجلة الأميركيّة للتغذية الإكلينيكية American Journal of Clinical Nutrition والمجلة الطبيّة البريطانية British Medical Journal) كافة البيانات المتوفرة حول هذا الموضوع وتوصّلتا إلى الاستنتاج نفسه: الدهون المشبعة لا تشكّل خطراً على القلب.
في الواقع، إنّ الأحماض المشبعة لا تتأكسد بسهولة، ما يجعلها ثابتة جداً عند تعرّضها للحرارة وأقل ميلاً إلى انتاج مركّبات مسببة للسرطان. بالتالي، إنّ الزبدة أو زيت جوز الهند ممتازة للطهي.
  • الأحماض الدهنيّة المتعددة غير المشبعة (أوميغا-3 وأوميغا-6 بشكل خاص) الممتازة للصحة. تقلل الأحماض الدهنية أوميغا-3 (ونجدها في الأسماك الصغيرة الدهنية، زيت الزيتون، زيت الكتان، زيت الكولزا، المكسرات، الخ…) خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالالتهابات.
النقطة المهمة هنا هي أننا نحتاج إلى كمية متوازنة من الأوميغا-3 والأوميغا-6. بالتالي، يجب أن تكون النسبة بين الأوميغا-6 (حمض اللينولييك) والأوميغا-3 (حمض اللينولنيك) 4/1، في حين أنها تتجاوز في الواقع 20/112.
يمكن أن يترتب على عدم التوازن هذا نتائج كارثية على الصحة:
  • زيادة خطر الإصابة بأزمة قلبيّة: أظهرت دراسات عدة أنّ استهلاك الزيوت النباتية الغنية بالأوميغا-6 يساهم في الإصابة بأمراض القلب.
  • تسريع الشيخوخة والمساهمة في الإصابة بأمراض الالتهابات المزمنة (داء المفاصل، سكري، الخ…). ويكمن السبب في أنّ فائض الأوميغا-6 يُضعف خلايا الجسم ويجعلها تتآكل عبر إخضاعها “لإجهاد تأكسديّ” يجعلها تصدأ تدريجياً.
لهذا السبب، يجب أن تحرصوا على احترام التوزان المناسب بين الأوميغا-6 والأوميغا-3 في نظامكم الغذائي.
دعونا نشير على سبيل المثال أنّ النسبة التي يسجّلها زيت دوار الشمس كارثيّة وهي 71/1؛ وينطبق الأمر نفسه على زيت البذور مع نسبة 72/1 وزيت الذرة بنسبة 57/1. ودعونا نضيف أنّ هذه الزيوت تُستخرج عموماً على درجة حرارة عالية أو بواسطة مذيّبات بتروكيميائية. ولا بد أنكم أدركتم الآن لما أنصحكم “بالهروب منها مهما كان الثمن”.
اختاروا فقط الزيوت (الجيدة)
دعوني أنهي حديثي بشيء من الإيجابية. فبعد سنوات من التوصيات الرسميّة التي تحتوي على تفاهات وهراء مطلق، بدأت الأمور تتقدّم في الاتجاه الصحيح.
وبعد سنوات من النصائح التي تدعو المواطنين إلى استهلاك الكربوهيدرات والحد من استهلاك المواد الدهنية، ينصح برنامج الصحة والتغذية الوطني اليوم بالعودة إلى الدهون الجيدة أو المفيدة ولاسيّما الزيوت.
تابعوا المقالة التالية : هل انت بدين، مريض، مكتئب ؟ السبب هو نقص الدهون
الدهون المفيدة