مضادات للطفيليات والديدان تشفي من السرطان: هل اكتشفنا العلاج الجذري للمرض ؟

مضادات للطفيليات والديدان: أحدثت الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة جون هوبكينز للطب ضجة كبيرة منذ عام تقريباً:
الميبيندازول mebendazole هو دواء للديدان مخصص للحيوانات ويماثله الفينبيدازول fenbendazole للإنسان. يقي هذا الدواء من ظهور وانتشار سرطان البنكرياس وأورامه لدى الفئران التي تم تعديلها جينياً لتُصاب بهذه الأنواع من الأورام.
هذا مدهش، أليس كذلك؟
عندما يدخل الدواء إلى أمعاء الدودة، يجوّعها ويقضي عليها. تخيّلوا هذا الأمل الكبير حين نعلم أنّ سرطان البنكرياس من أخطر السرطانات وأشدّها صعوبة! كما أنّ الميبيندازول مكسب كبير لعلاج سرطان القولون!
يعمل الباحثون حالياً على إعادة تموضع هذا الدواء الطارد للديدان.
لكن هذا ليس الأمل الوحيد الذي تحمله الأدوية المضادة للطفيليات.
لنأخذ الإيفيرمكتين ivermectine، وهو دواء آخر مضاد للطفيليات يشيع استعماله للخيول:
في هذه الحالة، لا يعمل مضاد الطفيليات على هذه الأخيرة مباشرة بل على تثبيط جينة مرتبطة بسرطان المبيض (الجينة KPNB1 تحديداً).
ثمة اكتشاف آخر حديث جداً: يبدو أنّ الإيفيرمكتين قادر حتى على تثبيط الخلايا الجذعيّة للأورام ووقف مقاومة العلاجات الكيميائيّة.
هذه مسألة مثيرة فعلاً للاهتمام عندما نعلم أنّ الأبحاث بشأن السرطان تتخبّط…
إلا إذا…
طفيل الكلب، قاتل الخلايا السرطانيّة… عند الانسان؟
لا بد أنكم تعرفون العلاج المناعيّ ضد السرطان. يقوم هذا العلاج مبدئياً على مساعدة جهاز المناعة على تدمير الخلايا السرطانيّة بنفسه، بدلاً من القضاء عليها مباشرة كما هو الحال في العلاج الكيميائي.
ولهذه الغاية، غالباً ما تُستخدم الفيروسات المعدّلة… ولعلنا سنستخدم مستقبلاً… الطفيليات!
سجّلت جامعة تور في فرنسا اكتشافاً مذهلاً: المقوّسات الكلبيّة Neosporacaninum هي طفيليات تسبب المرض لدى الكلاب إنما ليس لدى الإنسان، وهي تتمتع على ما يبدو بخصائص مضادة للسرطان مثيرة جداً للاهتمام:
  • يمكن لها أن تدمّر الخلايا التي تصيبها
  • تتسبب برد فعل مناعيّ خلويّ قويّ
  • تقلل عدد علامات كبح المناعة التي تعزز نمو الأورام.
يجري باحثون آخرون حالياً اختبارات على هذه الطفيليات في ما يتعلق بأنواع أخرى من السرطان، بما في ذلك السرطانات غير القابلة للشفاء مثل الورم الدماغي.
في الواقع، تتمتع بعض الطفيليات البشريّة مثل التوكسوبلازما (أو المقوسة الغوندية) والتريبانوسوما كروزية (أو المثقبيّة الكروزيّة) هي أيضاً بتأثير مضاد للأورام على بعض أنواع الخلايا السرطانيّة. يمنع البعض منها تكاثر الأورام فيما تفعّل الرد الفعلي المناعي وموت الخلايا المبرمج.
أخيراً، يبدو أنّ العضدية الشريطيّة Taenia crassiceps قادرة على تنظيم رد الفعل الالتهابيّ أو الاستجابة الالتهابيّة التي تعزز ظهور السرطان في حين أنّ المشوّكة الحبيبييّة أو الدودة المائيّة تتمتع أيضاً بآليات مختلفة مضادة للسرطان…
أترون: لم تقل الطفيليات كلمتها الأخيرة بعد!
ماذا لو خصصنا ميزانية معيّنة لاستكشاف هذه الروابط المثيرة للاهتمام بين الطفيليات والسرطان، بدلاً من تخصيص المليارات لإيجاد لقاحات مضادة للسرطان؟
تابعوا الجزء الأول من المقالة : دواء للكلاب يصبح علاجاً للسرطان عند البشر
الديدانالطفيليات