مشكلة الأسنان: تصلّب الشرايين، داء السكري من النوع 2، التدهور العقلي أو مرض ألزهايمر… ماذا لو كانت أسنانك هي أصل المشكلة؟
التهاب اللثة هو مرض بكتيري والتهابي يمكن أن يتطلّب سنوات قبل أن يصبح ظاهراً (أيّ قبل أن تلاحظ أنّ لثتك تتراجع عن أسنانك).
أما المشكلة فهي أنّ هذه البكتيريا المسؤولة عن التهاب اللثة يمكن أن تتحرك عبر الدورة الدموية وتصل إلى الدماغ أو الشرايين أو حتى البنكرياس.
إذا لم يتم التخلّص جيداً من هذه البكتيريا وإذا كانت الأعضاء المصابة “ضعيفة” بعض الشيء، فقد فتح الباب أمام الالتهابات. فهذا “الاستيطان” المطوّل يشكّل أرضاً خصبة لظهور أمراض الالتهابات التي يعرفها الجميع:
أمراض القلب والشرايين، داء السكري، الزهايمر، البدانة، السرطان، التهاب المفاصل الروماتويدي، بركنسون، التهاب الرئة…
ولعل أغرب ما في الأمر أنّ هذه البكتيريا “تظهر” حرفياً في أماكن من الجسم لا يُفترض بها أبداً أن تتواجد فيها مثل:
- ويحات التصلّب لدى الأشخاص الذين يعانون من تصلّب في الشرايين: أظهرت الدراسات أنّ التهاب اللثة يفاقم تصلّب الشرايين. والعكس بالعكس أيّ أنّ تورّم جدران الشرايين يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللثة.
- في المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي: أصبحنا نعلم اليوم أنّ أحد أسباب الإصابة بالتهاب اللثة هو البكتيريا Aa. بعد تحليل السائل اللثويّ، وجد الباحثون أنّ التغيّرات التي تحدثها هذه البكتيريا هي نفسها التي نجدها في مفاصل المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.
- في البنكرياس: إنّ الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 أكثر عرضة بمعدل 3 مرات للإصابة بالتهاب اللثة من الأشخاص الأصحاء. تتراجع قدرة الجسم على ضبط معدلات السكر لدى مرضى السكري الذين يعانون في الوقت نفسه من التهاب في اللثة.
بالإضافة إلى هذه العلاقة ما بين التهاب اللثة وظهور الأمراض المزمنة، فإن سقوط الأسنان يعدّ أحد المضاعفات الممكنة لتراجع اللثة وانكماشها.
التهاب اللثة وتراجعها وفقدان الأسنان: عاملا خطر الإصابة بالتدهور الإدراكيّ أو مرض ألزهايمر؟
لعل التدهور الإدراكي لا ينتج عن التهاب اللثة وحده إلا أنّ هذا الالتهاب يبقى عامل خطورة بارزاً. توصّل أحد الأساتذة في جامعة نيويورك إلى استنتاج مخيف نسبياً بعد أن أجرى أبحاثاً على أكثر من 35000 شخص: “كلما كثر عدد الأسنان التي تسقط، كلما كان خطر الإصابة بالتدهور الإدراكيّ والخرف أكبر . إنّ الأشخاص الذين خسروا بعضاً من أسنانهم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر بنسبة 48% وبالخرف بنسبة 28%، مقارنة مع أشخاص مشابهين لهم يحتفظون بأسنانهم كلها.”
إذن، لنعيش طويلاً وبصحة جيدة، من الضروري أن نحافظ على نظافة مثاليّة على مستوى الفم والأسنان!
ولهذه الغاية، يمكننا أن نعتمد مجدداً على الأعشاب الطبيّة والزيوت العطرية!
تابعوا المقالة التالية : الثلاثي الطبيعي الخارق لعلاج التهاب اللثة وانحسارها وتنظيف الفم وتعقيمه