الكتف المتجمّد ومرحلة انقطاع الحيض: ما هي العلاقة بينهما؟

انقطاع الحيض: بعد أن أحسّت بألم خفيف في كتفها، ظنّت هذه السيدة أنه ناجم عن التواء بسيط في إحدى العضلات من جراء التمارين الرياضيّة في النادي. لكن هذا الشعور المزعج تفاقم في خلال شهر بحيث أنها لم تعد تستطيع أن ترفع ذراعها الأيسر أو أن تدير عنقها وراحت تعاني عند الاستحمام أو عند ارتداء ملابسها.
لجأت إلى الطبيب فشخّص حالتها وأعلمها أنها تعاني مما يُعرف “بالكتف المتجمّد أو المتيبّس”، وهو ألم وتيبّس ينتجان غالباً عن إصابة ويمكن أن يستمرا لأشهر ما يجعل النشاطات اليوميّة الاعتيادية صعبة. لكنها لم تتعرّض لأيّ إصابة، فما سبب إصابتها بهذه الحالة؟
وجاء التفسير المفاجئ: انقطاع الحيض. ففي تلك الفترة، بدأت السيدة تعاني من أعراض انقطاع الحيض الشائعة كهبّات الحرارة، وانعدام التركيز ومشاكل في النوم لكن لم يخطر لها يوماً أن يكون “الكتف المتجمّد” أحد الأعراض.
قد تبدو العلاقة بين حالة الكتف المتجمّد وانقطاع الحيض مستبعدة إلا أنّ بعض الأبحاث تؤكد ذلك. وتحصل هذه الحالة عندما تلتهب كبسولة الأنسجة التي تحيط بالمفصل وتثخن ما يضيّق المساحة المتاحة للحركة، وهذا هو السبب الرئيسي للتيبّس.
وتصاب بعض النساء بألم في العنق لأنّ التيبّس في الكتف يدفع العضلات في العنق إلى التعويض عن قلة الحركة فيه.
غالباً ما ينتج هذا الألم عن إصابة كالوقوع أو حتى عن حركة بسيطة كمحاولة الوصول إلى غرض ما في المقعد الخلفي للسيارة لكنه شائع أيضاً لدى مرضى السكري حيث أنّ معدل السكر المرتفع في الدم بشكل مستمر يمكن أن يجعل الأنسجة المحيطة بالكتف أكثر كثافة.
لكن، وبحسب أهل الاختصاص، تبقى النساء بين عمر 40 و60 سنة، أيّ في مرحلة انقطاع الحيض، الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو: لماذا؟
تربط الأبحاث بين تراجع معدلات الاستروجين في مرحلة انقطاع الحيض وازدياد احتمال الإصابة بتيبّس الكتف. وفي دراسة أجرتها إحدى الجامعات الأميركية شملت 1952 امرأة، تبيّن أنّ النساء اللواتي لا يتناولن علاجاً تعويضياً بالهرمونات لتعويض انخفاض معدل الاستروجين أكثر عرضة للإصابة “بالكتف المتجمّد” بمعدل 99% من اللواتي يخضعن لهذا النوع من العلاج.
ويشير الأطباء إلى أنّ الاستروجين يلعب أدوراً عديدة هامة في صحة العضلات والعظام فهو يتمتع بخصائص مضادة للإلتهاب كما يدعم نمو العظام وصحة النسيج الضام.
ومع انخفاض معدل الاستروجين خلال فترة انقطاع الحيض، يمكن للكولاجين وهو جزء لا يتجزأ من النسيج الضام الذي يشكّل العضلات والأربطة والأوتار، أن يصبح أصلب، ما يقلل من مرونة المفاصل بما في ذلك الكتف.
كما يؤدي تراجع معدلات الاستروجين إلى ارتفاع في مستويات السيتوكينات، وهي مواد تؤدي إلى الالتهاب في مفصل الكتف. وهذا الالتهاب يمكن أن يسبب الألم، والتيبس في الأربطة.
ما من علاج شافٍ حالياً لهذه الحالة لكن العلاجات المتاحة تسمح بتحسين الأعراض فيما تجري عملية الشفاء الطبيعيّة.
يمكن للعلاج الفيزيائيّ وللرياضة أن يساعدا في الحفاظ على قوة الكتف، علماً أن بعض التمارين قد تسبب ألماً إضافياً في المراحل الأولى من الإصابة بالكتف المتجمّد.
في الواقع، غالباً ما تعزو النساء هذه الحالة إلى التعب المزمن أو إلى حركة خاطئة ما وقلة منهن يعلمن أنها مرتبطة بمرحلة انقطاع الحيض وأنا واحدة منهن.
يمكن اللجوء إلى الطب البديل لتخفيف الألم وعلاج الحالة مثل الوخز بالإبر. كما يساعد استخدام الكمادات الدافئة والباردة في تخفيف الألم.
ويستخدم زيت الزيتون في علاج ألم الكتف المتجمدة بالزيوت حيث يحسّن الدورة الدمويّة ويخفف من تصلّب الكتف وتورّمه.
أما على صعيد الأعشاب، فتساعد الأشواغاندا على تقليل الالتهاب وتعزيز صحة المفاصل ما يجعلها مفيدة لتخفيف أعراض حالة الكتف المتجمدة.
كما تساعد تمارين العلاج الطبيعي على شفاء الحالة واستعادة أكبر قدر ممكن من حركة الكتف كما تساهم في تخفيف الألم.
انقطاع الحيض