هل هناك أوبئة حقيقية تهدد البشرية فعلاً أم أنها مجرد فيلم رعب رخيص ؟

أوبئة تهدد البشرية: إنهم يختارون لنا الأمراض طيلة الوقت
إن مرض جنون البقر ولربما أيضاً مرض الهزال المزمن الذي يصيب الأيائل، مرتبطان مباشرة بمعاملة الحيوانات السيئة والمشينة.
من ناحية أخرى، نحن نعلم أنّ السبب في ظهور مرض لايم هو مختبر بكتريولوجي أو جرثومي وأنّ الأمر نفسه ينطبق على كوفيد-19.
كما يمكن أن يخترعوا أمراضاً اعتباراً من اضطرابات فيزيولوجية لا وجود لها. وهكذا، نجد حالياً “ما قبل السكري”، ما يعني علاجاً فورياً… علاج ثمة الكثير ليُقال عنه والكثير من التساؤلات حوله. أو متلازمة الأيض التي لا تتعدى كونها اختلال في الجسم بسبب البدانة.
وأصبح التنكّس الناجم عن الشيخوخة يعتبر مرضاً، حتى أنّ شيخوخة الجسم نفسها بدأت تعتبر مرضيّة.
وينطبق الأمر نفسه على انقطاع الحيض أو ضمور العضل، بحيث أصبح من شبه المستحيل أن نكتشف إن كان هناك فعلياً صحة مستدامة ممكنة أو ما إذا كان علينا أن نبقي أجسامنا تحت المراقبة والمتابعة وأن نعيدها باستمرار إلى الطريق المستقيم.
خلف هذا الفيلم الرخيص، الدولة البوليسيّة
لدى المواطن العادي دوماً شيئاً يخفيه ويُلام عليه، في أيّ دولة بوليسيّة. يجب أن يخشى الشرطة لأنها قادرة على أن تجد شيئاً ما ضده. ولهذا السبب، نجده لا يثور. فهو خائف جداً.
لكن حكوماتنا أكثر ذكاءً وخبثاً وجشعاً إذ أدركت أنّ الفرد يمكن أن يكبت خوفه. ولئلا يشكك في النظام القائم ويتحداه، يكفي أن نثير لديه الخوف بشكل متواصل. فهذا أقل كلفة على مستوى القمع، ويعود بفائدة مالية على قطاع صناعة الدواء وعلى السياسيين أنفسهم عبر مجموعات الضغط العائدة لها- في إطار الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال حيث أصبح الفساد ممأسساً أي اتخذ طابعاً مؤسساتياً. هذا “أفضل” بالتأكيد من تلقيّ الأموال من تحت الطاولة من قطاع صناعة الدواء.
والأفضل من ذلك، هو أنّه يسمح للسياسيين بأن يُظهروا إهمالاً تاماً: مواشي مجنونة، أسلحة جرثومية تُطلق بسبب الاستهتار، نظام صحي مهمل أو خاضع لتكنوقراطيّة غاية في العبثيّة…
عندما نخيف الأفراد بشكل مستمر، عندما تسمح لكم ساعاتكم الخاصة الموصولة بالانترنت بأن تتحققوا من حالتكم الصحيّة بشكل آني، فلن تروا سوى أنفسكم ولن تلحظوا السيطرة التي تُمارس عليكم.
ولهذا السبب، يطلقون كل ثلاثة أشهر، إما عن إهمال وإما عن تواطؤ، وباءً جديداً.
“ناموا جيداً أيها الطيبون الشجعان، لقد نجوتم من الوباء الأخير… الذي ما وجد إلا لأنه سُمح له بأن يكون.”
لكن في الحقيقة، لا تثقوا بالصحف المجانية إذ لا ينبعث منها إلا الشعور بالرعب واختاروا الصحافة المستقلة. الحدث في حدّ نفسه ليس مهماً بقدر السيطرة التي يسمح بممارستها علينا.
الدكتور تييري شميتز.