أطعمة تسبب الموت المبكر: كيف نُتلف الفلورا المعويّة في 15 يوماً
منذ زمن ليس ببعيد، لم نكن نتساءل عما نضعه في أطباقنا. كنا نعلم ما فيها. والسبب بسيط وهو أنّ الطعام كان يُحصد أو يُقطف أو يُجمع مباشرة: من الأرض أو من على الشجر أو من الأجمّة، أو المزرعة أو الحقل.
كان الدرب إلى الطبق قصيراً ولم يكن مزروعاً بالمواد المضافة أو المكوّنات والمركّبات المتكوّنة حديثاً.
أما اليوم فقد اختلف الأمر حيث نجح قطاع الصناعات الغذائيّة، بمساعدة أفواج من شركات الإعلان، في الترويج “لمأكولات معدّلة جداً” مصنّعة بالكامل وليس للبعض منها أيّ أصول طبيعيّة.
إنها الأشياء المأكولة المجهولة أو غير المحددة OMNI
يعود أصلها إلى فترة ما بعد الحرب العالميّة الثانية، مع تطوّر التقنيات التي سمحت بفصل المكوّنات الغذائيّة وتنقيتها.
ويشرح الدكتور انطوني فارديه، الباحث في التغذية الوقائيّة، التالي “بعد عزل هذه المركّبات، يتم خلط مكوّنات جديدة، وتوليفها لإنتاج منتجات جديدة أو إعادة تشكيل الأطعمة بشكل اصطناعي”.
“بفضل تجزئة أو تقسيم القمح إلى طحين أبيض، ونخالة، وغلوتين، ونشا القمح، وشراب الجلوكوز… استطعنا أن نصنع الخبز الطري الكامل.”
يأخذ القطاع الصناعي الطحين الأبيض ويضيف إليه النخالة والقليل من الغلوتين. وهكذا، يعيد تشكيل طحين القمح الكامل. يضيف إليه الزيت والسكر والخميرة، وتكتمل المسألة.
لكن المدهش أكثر هو أن نرى إلى أيّ حد نراوغ ونماطل لنعترف بالأضرار التي تسببها هذه المأكولات المعدّلة جداً. فالمعطيات العلميّة حول هذا الموضوع واضحة وضوح الشمس:
تابعت دراسة تدرس العلاقة بين الغذاء والصحة، حوالى 45000 متطوّع على مدى ثمانية أعوام، وقد تبيّن لها وجود “علاقة ذات دلالة إحصائيّة” ما بين ارتفاع استهلاك المأكولات المعدّلة جداً وارتفاع معدلات الوفاة، لكافة الأسباب مجتمعة:
“إنّ ارتفاع حصة الأطعمة المعدّلة في قائمة طعامنا بنسبة 10% يرتبط بارتفاع إمكانية الوفاة بمعدل 14%.
يرتبط استهلاك الأطعمة المعدّلة بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان (يصل إلى 18%) وسرطان الثدي (يصل إلى 22%) فضلاً عن أمراض مزمنة أخرى مثل البدانة أو ارتفاع ضغط الدم.
لكن هذا لم يمنع بعض الباحثين ووسائل الإعلام من إظهار بعض الحذر الشرس إزاء هذه النتائج، بحجة أنها مجرد “دراسة مراقبة”.
لا نحتاج إلى ذكاء خارق كي نفهم الاستراتيجية التي يتبعها الصناعيون وشركائهم: كسب الوقت.
وهذا الوقت هو تحديداً المشكلة.
تابعوا المقالة التالية : أطعمة في نظامنا الغذائي تخرب الجهاز الهضمي في خلال 15 يوماً