العلاقة بين الشمس والسرطان: ما لا يخبركم به أحد أبداً

العلاقة بين الشمس والسرطان: تطلق وسائل الإعلام التقليديّة حملة الرعب والقلق سنوياً على الشمس. تكثر التحذيرات من التعرّض لأشعة الشمس وتتضاعف وتتنافس هذه الوسائل في وضع عناوين تثير الخشية من الأشعة فوق البنفسجيّة. ويظهر الكثير من أطباء الجلد المرموقين في الصحف وعلى الشاشات ليشرحوا لنا أنّ الشمس تضرّ البشرة بشكل خطير وتزيد من إمكانية الإصابة بسرطان الجلد. إن كنتم لا ترغبون في تلقّي هذا السيل من الكلام فأنصحكم بأن تحموا أنفسكم منه عبر مقاطعة أكشاك بيع الصحف والمجلات وإطفاء جهاز التلفزيون.
مما لا شك فيه أنّ الكلام الذي يقال في حملة الهيلوفوبيا أو الخوف من الشمس هذه ليس خاطئاً كله. وصحيح أنّ الشمس يمكن أن تكون شريرة إذا ما امتصصنا أشعتها بنسبة عالية ومن دون أيّ وقاية. الكذب يكمن في إغفال المعلومات، إذ “ينسون” دوماً أن يخبروكم أنّ النجمة التي تنير الأرض هي نعمة لسكّانها وأنها تمنحهم الراحة والصحة.
الشمس هي ترياق حقيقي. لكن ما يغفلون عن ذكره بشكل خاص هو أنّ ضررها الوحيد أيّ إمكانية أن تسبب السرطان، ليس واضحاً ومثبتاً بقدر ما يبدو. إليكم هذه الحقيقة التي يتم إخفاءها عموماً بشأن العلاقة بين الشمس والسرطان.
الشمس مضادة للسرطان بشكل عام
أولى الحقائق المحجوبة عن الناس هي أنّ حمام الشمس هو طريقة ممتازة لحماية الذات من السرطان. هل تعلمون على سبيل المثال أنّ التعرّض لأشعة الشمس يمكن أن يخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدل النصف؟ أظهرت دراسة واسعة أنّ النساء الأكثر تعرّضاً لأشعة الشمس فوق البنفسجيّة أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من اللواتي لا يتعرّضن لأشعة الشمس وذلك بمعدل الضعف. وتشير هذه الدراسة نفسها إلى أنّ معدل الوفاة بسبب سرطان البروستات أقل بمرتين لدى الرجال الذين يقيمون في مناطق مشمسة. بمعنى آخر، يمكن خفض معدل الإصابة بهذين النوعين من السرطان، وهما الأكثر شيوعاً، بنسبة 50% بمجرد اللجوء إلى العلاج بأشعة الشمس، التي تتجاوز فاعليتها كافة الإجراءات الوقائيّة والعلاجات التي ينصح بها الطب التقليديّ. إنه علاج مجانيّ ولا ينضب وهو ذو تأثير مذهل.
في دراسة أخرى، تابع الباحثون 30000 سويدياً على مدى 20 عاماً وقد تبيّن أنّ النساء اللواتي يتجنّبن الشمس أكثر عرضة للوفاة من النساء اللواتي يتعرّضن لأشعة الشمس بشكل معتدل وذلك بنسبة 50%، وبنسبة 130% من اللواتي يتعرّضن لأشعة الشمس بشكل منتظم. نشير إلى أنّ العمر المديد ناتج عن انخفاض معدل الوفاة بسبب أمراض القلب والشرايين وتراجع معدل الوفاة لكافة الأسباب بالإضافة إلى السرطان. ويأتي السرطان في آخر هذا الترتيب الشمسيّ المفيد. لكن عندما نعيش لوقت أطول، فمن الطبيعيّ أن يرتفع احتمال أن نصاب بمرض سرطانيّ ما وأن يؤدي ذلك إلى الوفاة، ما يدفع العلماء للقول بأنّ تأثير الشمس المضاد للسرطان يقلل من تقديره بالتأكيد.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفائدة الأهم تم تسجيلها لدى المدخّنات، حيث أنّ غير المدخّنات اللواتي يتجنّبن الشمس يسجّلن نفس إمكانية الوفاة الذي يُسجّل لدى المدخّنات اللواتي يتعرّضن لأشعة الشمس!
إلى متى ستبقى صور المحتضرين والجثث مرسومة على مظلات البحر؟ إنّ التفسير الرئيسيّ لهذه الحماية هو بالتأكيد الفيتامين D. كلما تعرّض الجلد للشمس أكثر، كلما قام الجسم بتوليف هذا الفيتامين الثمين الذي يندر وجوده في الطعام.
وفي حين أنّ الفائدة من تناول المكملات من هذا الفيتامين تبقى مثار جدل، لا يشكك أحد في العلاقة بين وجوده في الأنسجة والقدرة على مقاومة السرطان بشكل أكبر. كما أنّ وجود معدلات عالية من الفيتامين D في الدم مرتبط بخفض خطر الإصابة بسرطان الدم الحاد، وسرطان الرأس والرقبة، والمريء والقولون والبنكرياس. ويعود هذا إلى تكوين الميكروبات المعويّة، وذلك وفقاً لدراسة أجريت حديثاً.
السرطانالشمس