هل من الطبيعي أن تؤدي حبوب منع الحمل إلى الموت؟ (2)

عندما تكشّفت فضيحة حبوب منع الحمل الجديدة في بداية أعوام 2010، أدرك الكثير من النساء أنّ وسيلة منع الحمل هذه يمكن أن تكون خطرة.
لكن حبوب منع الحمل تسببت أيضاً بوفاة نساء لم يعدنَ هنا ليتحدّثنَ عما جرى لهن.
مما لا شك فيه أنّ حالات الوفاة هذه نادرة جداً إلا أنها تحدث كما كشف تقرير وكالة الدواء (ANSM) في العام 2013: (يقدّر ان نسبة الوفيات بسبب الانسداد الرئوي الناجم عن استخدام حبوب منع الحمل هي كما يلي : 6 من 20 ناتجة عن الجيلين الأول والثاني من حبوب منع الحمل و14 من 20 ناتجة عن الجيلين الثالث والرابع من حبوب منع الحمل.)
إذن، اكتشفنا في العام 2013 أنّ خطورة حبوب منع الحمل من الجيلين الثالث والرابع هي ضعف خطورة حبوب الجيل الثاني. لكننا اكتشفنا في الوقت عينه أنّ حبوب الجيل الثاني يمكن أن تسبب الوفاة أيضاً.
يتحدث التقرير عن 6 حالات وفاة في فرنسا خلال 11 سنة في ما يتعلّق بالجيل الثاني من حبوب منع الحمل.
يُعدّ هذا الرقم ضئيلاً (بضع حالات من بين ملايين النساء)… لكنه في الوقت نفسه ضخم إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الهدف من هذه الأدوية “وهو منع الحمل”.
للنساء الحرية طبعاً في اختياراتهن ومنع الحمل ليس المشكلة بالتأكيد. لكن هل شرح الأطباء للنساء أنهن يعرّضن أنفسهن لهذا الخطر، حتى وإن كان نادراً؟ هل علمن أنّ حبوب منع الحمل يمكن أن تتسبب بإصابتهن بانسداد رئوي، حتى لو كنّ بصحة جيدة ولا يدخنَّ؟
هل أخبرهن أحد عن الطرق الأخرى التي تجعلهن بمأمن من حمل لا يرغبنَ فيه؟ أذكّر هنا أنّ ثمة طرق طبيعيّة 100% لمنع الحمل: تتطلّب هذه الطرق الكثير من الحذر والانتباه لكنها لا تشكّل من ناحية أخرى أيّ خطر على النساء.
أما النساء اللواتي يبحثن عن فاعلية تامة ومن دون جهد، فلديهن خيار اللولب النحاسيّ. وهذه الأداة ليست غير مؤذيّة تماماً لكنها أقل خطورة بكثير من حبوب منع الحمل… وأكثر فاعلية لتجنّب الحمل!
ونعود ونكرر السؤال من جديد، هل تم شرح هذا الأمر للنساء؟
لا، للأسف.
تطلّب الأمر فضيحة حبوب منع الحمل من الجيلين الثالث والرابع لنتحدّث أخيراً عن خطر الإصابة بالإنسداد الرئويّ!
وهو ليس الخطر الوحيد للأسف:
تابعوا المقالة التالية : هل تعلمين أن سرطان الثدي لديك قد يكون سببه حبوب منع الحمل ؟ (3)
انسداد رئوي