النقص بالفيتامين K : قالها عالم الكيمياء الحيويّ الهولنديّ سيس فيرمير بكل صراحة ومن دون مواربة. فبعد أن درس سكّان هولندا على مدى أربعين عاماً، توصّل إلى الاستنتاج التالي: “النقص في الفيتامين K خطير لا بل مضرّ ومؤذٍ بقدر تدخين علبتيّ سجائر في اليوم”.
إن كنتم تعانون من نقص في هذا الفيتامين كما هو حال هولندي واحد من أصل 3:
- فستصبح الأوعية الدمويّة لديكم أقل مرونة
- ستعرّضون أنفسكم لخطر الإصابة بتجلطّات في الدم
- كما تعرضون أنفسكم لخطر الإصابة بترقق العظام…
في الواقع، يتخذ هذا الفيتامين شكلين: K1 و K2.
والشكل الأول مسؤول عن تخثّر الدم، وهو الذي يُعطى للمولود الجديد لتجنّب مشاكل تخثّر الدم إذ أنّ حليب الأم لا يحتوي على هذا الشكل من الفيتامين. فالنباتات تقوم بتوليفه.
يلعب الشكل الثاني دوراً أساسياً وهاماً في مواجهة أمراض العظم والمفاصل فضلاً عن الخَرَف. وتتولى الفلورا المعويّة توليفه.
ولعل المسألة الأهم في حال كنتم تعانون من نقص في هذا الفيتامين، هو أنكم ستضاعفون من خطر فقدان قدرتكم على الحركة واعتمادكم على ذاتكم مقارنة مع أولئك الذين لديهم معدلات كافية منه.
وستزيدون أيضاً من خطر إصابتكم بالسرطان (نقص في الفيتامين K بنسبة 25% يعني ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 25%)، لأنّ هذا الفيتامين يمنع نمو الخلايا السرطانيّة.
هذا سبب إضافي كي تراقبوا معدلاته في الجسم!
احرصوا على ألا تعانوا من نقص فيه!
أما الأطعمة الأكثر غنى بالفيتامين K1 فهي: السبانخ (حفنة من السبانخ النيئة تعادل 181% من الكمية اليوميّة الموصى بها)، السلطة الخضراء، الملفوف على أنواعه، البروكولي، الهليون، فضلاً عن زيت الصويا وزيت الكولزا، من دون أن ننسى الطحالب.
ونجد الفيتامين K2 في: كبد الحيوانات والأجبان، لكن نجده بشكل خاص في الأطعمة المخمّرة كالميزو، الناتو، الشوكروت (أو الملفوف المخلل)، لأنّه منتج بكتيري!
تحذير: إن كنتم تتناولون الأدوية المسيّلة للدم من فئة “مضادات الفيتامين K” فحدّوا من استهلاككم لهذه الفيتامينات (حصة واحدة في اليوم).
هل علينا أن نتناول مكمّلات غذائية من هذا الفيتامين؟ لا يوجد مكمّلات من هذا الفيتامين إلا للمواليد الجدد. لكن الفيتامين K2 قد يكون مهماً لمواجهة ترقق العظام، وفي حالات التسوّس المتكررة، وللوقاية من أمراض القلب والشرايين أو الأمراض العصبيّة… والسرطان.
علامات النقص؟ ظهور متكرر للكدمات، نزيف من الأنف، براز أسود داكن أو ترقق العظام.
تنبيه :
هل وجدتم القاسم المشترك بين الفيتامينات الأربعة: A-D-E-K؟
أحسنتم: كلها قابلة للذوبان في الدهون!
وهذا يعني أنّ الجسم لا يتخلص منها مع الماء في البول، بل في الدهون. بالتالي، ثمة احتمال أن تتراكم في الجسم لاسيّما في الكبد.
إذن، لا ينبغي أن نفرط في تناول الفيتامينات لمجرد أنها ضرورية للجسم. في حال الشك، يمكنكم إجراء فحص للفيتامينات ومراجعة الطبيب المعالج.
سنحدّثكم في مقال آخر عن الفيتامينات الأخرى القابلة للذوبان بالماء، والمثيرة للاهتمام أيضاً!
وهذا دليل آخر على أنّ التوازن أمر أساسي ولا بد منه في مسألة الصحة!
المصادر :
[1] https://madame.lefigaro.fr/bien-etre/un-manque-de-vitamine-k-040516-114102
[2]https://www.santelog.com/actualites/autonomie-de-la-personne-agee-la-vitamine-k-une-cle-de-la-mobilite
[3] https://www.lanutrition.fr/les-news/les-apports-en-vitamine-k-inversement-associes-avec-la-mortalite
[4]https://www.julienvenesson.fr/un-adolescent-de-17-ans-devient-aveugle-a-cause-de-sa-mauvaise-alimentation/
[5]https://www.cochrane.org/fr/CD007719/ARI_la-vitamine-pour-prevenir-la-cecite-chez-les-enfants-souffrant-de-la-rougeole
[6]https://www.science-allemagne.fr/medecine-et-sante/une-etude-allemande-sur-le-cancer-assure-quau-moins-13-des-cancers-pourraient-etre-evites-grace-a-la-vitamine-d/
[7]https://www.has-sante.fr/jcms/c_1670152/fr/la-has-ne-reconnait-pas-d-utilite-au-dosage-de-vitamine-d-en-routine#:~:text=Voir%20aussi-,La%20HAS%20ne%20reconna%C3%AEt%20pas%20d’utilit%C3%A9%20au,de%20vitamine%20D*%20en%20routine&text=Le%20traitement%20par%20vitamine%20D,pour%20les%20professionnels%20de%20sant%C3%A9.
[8] https://www.thierrysouccar.com/sante/info/soleil-synthetiser-de-la-vitamine-d-sans-danger-2188