إنها فاكهة لها فوائد جمّة للصحة وهي نبتة مذهلة بسبب خصائصها العلاجية.
ما نتحدث عنه هو التوت الأبيض وهو نبتة يتم اكتشاف فوائدها يوماً بعد يوم. يحتوي التوت على 80.8% ماء، 1.5 بروتين، 1.4% مواد دهنية، 13.9% سكريات، 1.5% ألياف، وهو من أغنى الفواكه بالحديد. إذ تحتوي بعض أنواعه على 3% حديد وهي نسبة عاليةٌ تقارب نسبته في أغنى مصادره كاللحوم والخضار المورِقة الغنية بالحديد كالسبانخ (3.2%) والهندباء (3.1%) والخس. من هنا فإن شهرته بأنه يقوي الدم ليست وليدة الصدفة إطلاقاً بل هي صحيحة مئة بالمئة تُستعمل هذه الشجرة لتدعيم الألواح الخشبية ولدود القز. ولكن ثمرة التوت الأبيض قيمة جداً نظراً للفوائد الصحية التي تقدمها فهي تعالج أمراضاً كثيرة كمرض عضلة القلب التاجية والسكري والأورام.
ويستعمل التوت لمعالجة حالات مرضية أخرى مثل آلام العضلات والأربطة وإلتهابات المفاصل والضغط المرتفع والكوليسترول العالي وطنين الأذن والدوخة وتساقط الشعر.
عندما نتناولها يتفكك السكر الموجود فيها ببطء في الأمعاء ويمتصها الدم وهذا ما يجعلها من الفواكه التي تسيطر على معدل سكر الدم فتحمي من السكري.
ومن مكونات التوت الأبيض المهمة البكتين (Pectin)، وأحماض الفواكه كحامض الستريك وحامض الماليك والفلافونويدات وخاصةً الروتين (Rutin).
ولهذه الأخيرة أي الروتين تأثيرات وفوائد طبية هامة فهي تعمل كمضاد قوي للتأكسد، وكمضاد للإلتهابات ومضاد لمرض السرطان. الأهم من ذلك أنها تقوي جدار العروق الصغيرة، من هنا فهي تُستخدم كعلاجٍ فعَّال للمرضى الذين يعانون من ضعف وهشاشة الشرايين والأوعية الشعرية وكثرة ظهور الكدمات والرضوض على الجلد نتيجة ذلك. وقد تُساعد مادة الروتين على تقوية عروق الدماغ وبذلك فهي تقي من الإصابة بالنزف الدماغي الخطير والمميت في أحيان كثيرة
قد استفاد صنّاع الأدوية من هذه المميزات، فنجد أقراص (الروتين + الفيتامين C) متوفرة في الصيدليات. هي توصف بكثرة في علاج العديد من الحالات المرضية المزمنة بسبب خواصها المضادة للتأكسد والتي تؤمن حماية الجسم ووظائفه في تلك الحالات. هذا إضافةً إلى فوائدها في الوقاية من بعض أنواع السرطان، واللافت في هذا الموضوع أن تناول عدّة حصصٍ من الفواكه والخضار يومياً. يؤمِّن لنا مقداراً وافياً من الفيتامين C يكفي ـ بحسب الدراسات ـ للوقاية من السرطان، في حين أنّ تناول أقراص الفيتامين C بجرعاتٍ مرتفعة لم يُظهر أيّة فائدة في الوقاية من هذا المرض الخطير.
وما يميِّز التوت الأبيض وفصيلة التوتيات كلِّها ـ احتواؤه على عنصرٍ كيميائي دوائي هام هو الإيلاجيك أسيد (Ellagic acid)، وهذا المركّب هو محارب قوي يدافع بعدة طرق في وجه المرض الأكثر فتكاً في عصرنا هذا ألا وهو مرض السرطان.
ويُعتبر الإيلاجيك أسيد من أقوى مضادات الأكسدة ما يعني أنه يدافع عن الجسم في وجه الجذور الضارة التي تخرِّب الخلايا السليمة. مسبِّبةً فجوات في جدار هذه الخلايا وهو ما يؤدي إلى بدء عملية تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية.
ومن ناحية أخرى يفيد هذا الأسيد في التخلص من العوامل المسرطِنة وهذا ما تؤكده الأبحاث التي أُجريت في هذا الخصوص.
ففي العديد من هذه الأبحاث أُعطيت مجموعة واحدة من الحيوانات المخبرية مستخلص الإيلاجيك أسيد مع مادة مُسرطنة في حين أعطيت المجموعة الأخرى المادة المسرطِنة فقط. ولوحظ في إحدى الدراسات أن المجموعة التي أعطيت الإيلاجيك أسيد انخفض لديها نسبة الإبتلاء بسرطان المريء بنسبة ملحوظة. وفي دراسة أخرى مع مجموعة أخرى انخفضت نسبة إصابة الحيوانات بسرطان الكبد حتى حدود 70% لدى المجموعة التي أُعطيت الإيلاجيك أسيد.
ومن العناصر المهمة أيضاً التي يحتوي عليها التوت العنصر الكيميائي النباتي المعروف بالريسفيراترول (Resveratrol). اشتهر كثيراً في الأعوام الأخيرة على أنه يحمي القلب ويقويه، ويقي من الإصابة بمرض السرطان ويقوي مناعة الجسم.
وأخيراً، فإن التوت يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف إذ يحتوي نصف كوب من التوت الأسود على 3 غرامات من الألياف ما يضعه في مقدمة الفواكه التي تحارب الإمساك وما يُسبِّبه من عوارض مؤذية