هل تكذب الهيئات الصحية المعنية بمرضى السكري على المرضى ؟
قرائي الأعزاء
نشر الصحافي الفرنسي Jérémy Anso في 5 يونيو 2014 مقالاً على مدونته يتهم فيها جمعيات مرضى السكري، المفترض بها أن تحمي المرضى، بنشر “توصيات خطيرة” تذهب في الاتجاه المعاكس تماماً للشفاء من السكري بواسطة النظام الغذائي.
ما يعلنه صحيح:
كل النشرات الصادرة عن الهيئات المعنية بالسكري تدير ظهرها بطريقة مدهشة جداً، وحتى صادمة، للطرق العلاجية الفعالة والمثبتة علمياً، كي تركز على الأدوية المضادة للسكري القليلة الفعالية.
تجنبوا أدوية السكري
الأدوية المضادة للسكري النوع الثاني، هي مثل التبويل في السرير.
في لحظتها، نشعر بالراحة…لكن سرعان ما نندم على ما فعلناه.
هناك أدوية عديدة يبدو لكم أنها فعالة:
تواصلون الأكل والعيش كما من قبل، ومع القليل من الأدوية، يعود مستوى السكر طبيعياً ! إنها معجزة…
لسوء الحظ، هذه الأدوية تسبب خللاً في عملية الأيض، تجعلكم تسمنون، تفاقم من الخلل لديكم. وتصبحون مرضى أكثر فأكثر.
نذكر أن الأشخاص المصابين بالسكري النوع الثاني لديهم الكثير من السكر في الدم.
هذه المشكلة تنتج عن النظام الغذائي الغني جداً بالسكريات (النشويات)، عن النقص في النشاط الجسدي ونادراً عن استعداد وراثي.
لكن وجود الكثير من السكر في الدم أمر خطير:
إنه يؤذي الأعصاب، الأوعية الدموية، يمكن أن يتلف العينين، يسبب غرغرينا تستوجب البتر، ويرفع بشكل قوي احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
عادةً، لتجنب وجود الكثير من السكر في الدم، يصنّع البنكرياس الأنسولين، وهو هورمون يقوي امتصاص الخلايا لسكر الدم، وهذا ما يجعل السكر في الدم ينخفض.
كلما صنع جسمكم أنسولين أكثر، كلما اعتادت عليه الخلايا أكثر. فتصبح عندها مقاومة للأنسولين. عندها يصنع البنكرياس أنسولين أكثر فأكثر وهذا ينهكه. في هذه المرحلة، يصبح مريض السكري النوع الثاني مجبراً على أخذ حقن الأنسولين للبقاء على قيد الحياة، أكثر ثم أكثر، وهذا ما يجعله أكثر بدانة ويزيد من خطورة مضاعفات السكري. هذا هو إذن تطور المرض الذي يجب تجنبه مهما كان الثمن.
لكن هناك نظام غذائي يساعد على محاربة السكري النوع الثاني
أظهرت دراسة نشرت في سنة 2011 “الدور الذي يقوم به النظام الغذائي لمنطقة البحر المتوسط في الوقاية من عدة عوامل خطورة للسكري، مثل محيط الخصر، ارتفاع ضغط الدم والسكري بحد ذاته. يتعلق الأمر بنظام غذائي أساسه الحبوب الكاملة، الكثير من الخضار، خصوصاً الخضار ذات الأوراق، الفواكه، السمك، زيت الزيتون، القليل من اللحم، القليل من منتجات الحليب. بالعكس، جبنة الماعز أو الغنم الطازجة مستهلكة أكثر. وطبعاً الماء. ولكن ليس هناك مأكولات مصنوعة من السكر.
من جهة أخرى، برهنت الدراسات “الدور الإيجابي جداً للصوم المتقطع في عملية الأيض، وخصوصاً في حالة السكري النوع الثاني” و “استعادة خلايا بيتا في البنكرياس لوظائفها (إفراز الأنسولين) عند الالتزام بريجيم منخفض السعرات الحرارية”.
لكن الهيئات الصحية التي ترعى مرضى السكري لا تتكلم عن أي من هذه الدراسات
بالعكس، إنها تتجاهل بشكل كامل العلاج بالصوم المتقطع. والأسوأ، إنها تتجرأ على التأكيد أن مرضى السكري النوع الثاني يجب أن لا يلتزموا بأي نظام غذائي خاص !!
ليس هناك نظام غذائي خاص بمرضى السكري النوع الثاني ؟؟
لقد قرأتم جيداً:
إنها لا تنصح بأي ريجيم غذائي خاص من أجل مرضى السكري النوع الثاني. مع أن الغذاء السيء هو من الأسباب المباشرة لهذا المرض !
لكنها، بالعكس، توصي بكل بوضوح باتباع نفس النظام الغذائي الذي تنصح به السلطات لكل الناس عموماً : تناول النشويات في كل وجبة وثلاث إلى أربع حصص من منتجات الحليب يومياً.
هذا الريجيم يرتكز على استهلاك 50 إلى 55% من السعرات الحرارية على شكل نشويات (سكر)، وهذه كارثة على مؤشر السكر. فيما يتعلق بمنتجات الحليب يقول Jérémy Anso إن :
“الحليب هو قنبلة أنسولين، لأن لديه مؤشر أنسوليني مرتفع”. تناول 4 حصص من منتجات الحليب يعادل “40 إلى 48 غ من السكر (8 إلى 10 مكعبات سكر) وهي تمتلك نفس تأثير مؤشر السكر الموجود في الخبز الأبيض ! باختصار، كارثة على البنكرياس، الكبد وأعضاء أخرى”.
كيف تسمح هيئات مخصصة لتوجيه مرضى السكري لنفسها بأن تعطي نصائح مشابهة للمرضى ؟؟
لأنها ممولة من شركات الأدوية…
ومن الواضح أن هذه الشركات لا تجني أي فائدة من أن يعرف مرضى السكري النوع الثاني أنهم يمكن أن يشفوا عن طريق تغيير نظام حياتهم، لأنهم هكذا سيتخلون عن كل الأدوية.
يبدو لي من الطبيعي أن لا تتقبل جمعيات المرضى التي تريد أن تبقى مستقلة أي مبالغ مالية من هكذا شركات. لأنها ستفضل هكذا أن تخبر المرضى أن السكري النوع الثاني هو مرض لمدى الحياة.
إنها مشكلة حقيقية أظن أن مرضى السكري النوع الثاني يجب أن يعرفوا عنها.