حبوب منع الحمل: كانت العروس الجديدة يكاد يغمى عليها وأن تصاب بسكتة دماغية وبأزمة قلبية وأن تموت كل يوم عندما كانت تتناول حبوب منع الحمل. لسوء الحظ لم يكن لديها أدنى فكرة أن الأمر خطير. حتى طبيبها الخاص كان يظن أن هذه العوارض لاتشكل أي تهديد. ولأكثر من مرة وضِعَت هذه العوارض في خانة خسارة الماء من الجسم. ولم يقل لها أحد إنّ هذا النمط لمنع الحمل هو الذي يسبب لها جلطات في الدم.
إسمها كايت وهي سيدة أعمال في الثامنة والعشرين من العمر. وقد تُلِيَت قصتها في What Every Woman Needs to Know about Blood Clots (ما الذي يجب على كل امرأة معرفته حول الجلطات) ونشِرَت على موقع الإنترنت التالي “National Blood Clot Alliance “Stop the Clot”.
بدأت هذه العوارض بالظهور عند كيت خلال شهر العسل في هاواي.
كانت تشعر بألم شديد في ربلة قدمها لدرجة أنها كانت تستيقظ في الليل. ذهبت إلى جراح العظم الذي أخضعها لتصوير شعاعي ولم يلحَظ أي مشكلة فأرجعها إلى منزلها. ونسيت الموضوع. وبعد 7 أشهر أغمي عليها في المطار بعد سفرة لها. وقال لها الطبيب إنها مصابة بجفاف.
ومن دون أن تعرف، ظهرت في ربلة قدم كايت جلطة وريدية عميقة وبدأت الجلطات تنفصل عنها وتتّجه نحو الرئتين. وبحسب الدكتور جاك أنسل وهو طبيب أخصائي في أمراض الدم وعضو في National Blood Clot Alliance’s Medical & Scientific Advisory Board ” يمكن لهذه الجلطات ان تهدد الحياة بالخطر في 10 إلى 15 % من الحالات وأن تسبب الموت الفوري”. ويقول الدكتور أنسل على موقع الإنترنت للتحالف :” إن أول علامة للإنصمام الرئوي قد تكون الموت”.
وبفضل والدة كايت الممرّضة وهي التي اقترحت أن تكون ابنتها مصابة بالانصمام الرئوي، خضعت كايت لعلاج نجت بفضله من الموت. وقد تم اكتشاف الانصمام الرئوي قبل أن تموت كايت ضحيته. ولكن نساء كثيرات لسن محظوظات مثل كايت ولا يدركن الحقيقة إلا بعد فوات الأوان.
الحقيقة هي أن “خطر الجلطات عند المريضات اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل هو أكبر بـ 3 و5 مرات من الأشخاص الذين لا يتناولونها”.
ويعني هذا وجود الجلطات في الدم التي قد تسبب سكتة دماغية أو أزمة قلبية أو عمى أو ضررًا دماغيًا أو الموت. ولكن لا يتمّ تحذير النساء من خطر الجلطات إثر تناولهنّ اليومي لحبوب منع الحمل، وهذا أمر خطير بل خداع وإهمال لا مبرر له.
وبحسب تقرير شركة سي بي سي الكندية في حزيران 2013 أن صانع حبوب منع الحمل باير قد دفع أكثر من مليار دولار كتعويض لآلاف الملاحقات القانونية بسبب هذه الحبوب في الولايات المتحدة. وهذه النفقات مرتبطة بنوعين من الحبوب المانعة للحمل الخفيفة ياز وياسمين. وفي الوقت عينه كشف تحقيق السي بي سي أن الصيادلة يعتقدون بأن وفاة 23 امرأة كندية مرتبط بهذه الحبوب.
ميرندا سكوت، شابة في الثامنة عشر من عمرها كانت تتمرّن في النادي الرياضي للجامعة الكولومبية البريطانية عندما سقطت أرضًا وماتت. واظهر الطب الشرعي أنها توفيت بسبب جلطة دم في جسمها. وكانت قبل وفاتها تتناول “ياسمين”. واليوم تساهم أمها وعدد من أفراد عائلات النساء اللواتي تضررن أو توفين بسبب هذه الحبوب في تحقيق كندي قيد الإجراء ضد صانع هذه الأدوية.
وبينما باير يدفع تعويضات كبيرة تقول الشركة إن هذه المنتجات المانعة للحمل هي طبية. كما تقول إليزابيث كيسلينغ التي تكتب للمجلة النسائية Ms إن النساء ينخدعن بهذا التمويه. بالحقيقة، النساء اللواتي توصف لهن هذه الحبوب يفتقرن للاطلاع ولا يجرين الفحوصات الكافية قبل تناول الحبوب.
وتقول كيسلينغ أثناء ذكرها لنساء تعرّضن لهذه النتائج:” اليوم، تموت نساء شابات بسبب شيء من المفتَرَض أن يساعدهن، إنه شيء يصيب النساء بشكل خاص. تعاني آلاف من النساء من الآثار الجانبية التي تهدّد حياتهن بالخطر أو تدمّر صحتهن مثل الإصابة بالعمى والاكتئاب والانصمام الرئوي.”
وأشارَت إلى شهادة إحدى المستخدمات لهذه الحبوب نشرَت على موقع xojane.com مشدّدة على ما قالته هذه المرأة التي كادت أن تموت ضحية الانصمام الرئوي بسبب حبوب منع الحمل، وسألت المرأة الأطباء في المستشفى: ” أليس الأمر غريبًا؟” هزّ الأطباء رؤوسهم ثم قالوا لها إنهم يعاينون دائمًا نساء مصابات بالجلطات بسبب التحكّم بإنجاب الأطفال.
فهي موجودة وتوصَف للنساء وسط دوامة من الفوضى، وسط التناقضات والأكاذيب ومع حالات وفاة وعمى ومرض في عداد النساء. ويقول الأطباء الذين يصفون هذه الحبوب للنساء إن التحكم بإنجاب الأطفال لا يشكّل أي خطر عليهنّ شرط ألا يدخنّ. ويقول الأطباء الموجودين في قاعات الطوارئ للنساء إنهم يعاينون دائمًا نساء مصابات بالجلطات بسبب أدوية منع الحمل”. تدفع شركات الأدوية مليارات الدولارات كتعويض عن الملاحقات القانونية وتؤكد أن حبوب منع الحمل الخاصة بها تمّت الموافقة عليها.
هل حدثت لأي امرأة تعرفونها هذه الحالة ؟ جلطة أو أعراض بسبب حبوب منع الحمل لم يستطع الأطباء معرفة سببها ؟ يهمنا في ifarasha أن تعطونا رأيكن وتجربتكن في التعليقات. شاركوا هذه الرسالة مع أكبر عدد ممكن من النساء اللواتي لم ينبههن أحد لهذا الخطر الخفي.