الشيلاجيت: منافع ومخاطر دموع الهمالايا
ما هو الشيلاجيت؟
يسمى أيضاً موميجو أو بيتومين ويعتبر غير قابل للتصنيف، فهو ليس من النبات فعلياً وليس من المعادن كلياً، بل يبرز تحديداً كإفرازات من صخور الجبال العالية على ارتفاع يتراوح بين 2000 و4000 متر، تظهر تحت تأثير الحرارة. يتم جمعه بشكل أساسي من سلسلة جبال الهمالايا، ما جعله يحمل التسميّة الشعريّة “دموع الهمالايا”، لكننا نجده أيضاً على منحدرات جبال ألطاي، والأورال والقوقاز.
يبدو الشيلاجيت شبيهاً بالقطران، مع لون يتراوح بين البنيّ الفاتح والبني الداكن وهو يتمتع بتركيبة فريدة تعكس الغنى الكبير الفيزيوكيميائي للمواد المترسبة التي ينتج عنها. وهو يجمع بين الدبال (مادة عضويّة تنتج عن تحلل النبات) فضلاً عن مواد عضويّة ومعدنيّة أخرى تراكمت في الصخر على مدى آلاف السنوات، في بيئة بعيدة عن التلوّث.
تعود الآثار الأولى المكتوبة لدموع الهمالايا إلى أكثر من 3000 عام، إذ ورد ذكرها في النصوص المقدّسة المكتوبة بالسنسكريتيّة. تروي الأسطورة أنّ قرود الهمالايا البيضاء الكبيرة اعتادت أن تمضغها ما منحها القوة والعمر الطويل. وهكذا، قرر البشر بدورهم أن يستفيدوا من هذه المادة الفريدة وأدركوا سريعاً مزاياها وفوائدها على الجسم والعقل.
ما هي منافع دموع الهمالايا؟
يحتوي الشيلاجيت وحده على 85 معدناً وعنصراً نادراً مختلفاً، كالسيلينيوم ما جعل منه مزيجاً قوياً يستخدم في طب الأيروفيدا. يحتوي على كافة خصائص المركّب الذي يطيل العمر وينشّط الجسم ويحافظ على شبابه. ويصنّف ضمن المركبات المكيّفة، وهو يثمّن بسبب مقدرته على تحسين عمل النباتات الأخرى وتكثيفه.
على المستوى الجنسي، يساهم الشيلاجيت في دعم الوظيفة الإنجابيّة لاسيّما لدى الرجل عبر العمل على آليات تكوّن الحيوانات المنويّة. وفي المقابل، يساهم في إراحة المرأة أثناء الحيض، مع الحفاظ على دور مؤكد بعد انقطاعه.
ويساهم الشيلاجيت في الحفاظ على صحة عقليّة جيدة عبر العمل على مستويات مختلفة. يثمّن الشيلاجيت في الهند بسبب قدرته على تحسين أداء المهام الإدراكيّة إلى أقصى حدّ. وينصح به المعالجون لأنه يساعد على الهدوء والاسترخاء. حاولت الدراسات التي أجريت على الجرذان أن توثّق دوراً مثبطاً محتملاً على بعض فئات الخلايا العصبيّة في الجهاز العصبي المركزيّ.
تجدر الإشارة إلى أنّ خصائصه المجددة هي التي أكسبته شهرته الواسعة. ويعمل مكوّنه الرئيسي وهو حمض الفولفيك كمنظّف طبيعي للجسم. في الواقع، ندين بمعظم مزايا الشيلاجيت إلى هذه المادة الحمضيّة أيّ حمض الفولفيك (مع مادة dibenzo-a-pyrones).
وتشير بعض الدراسات بشكل خاص إلى تقارب عالٍ من حمض الفولفيك مع الميتوكندريون (المتقدرات) وهي “محطات توليد الطاقة” في خلايانا، والمسؤولة عن تحويل السكر إلى طاقة (الأدينوسين الثلاثي الفوسفات ATP). وهذا ما يفسّر جزئياً دور الشيلاجيت في هضم وأيض السكريات والدهون وقدرته على أن يساعد في الحفاظ على وزن مناسب.
ونشير أيضاً إلى أنّ الشيلاجيت يحتوي على جزيئات أخرى عديدة، بنسب متنوعة بحسب مصدره، وهي على الأرجح تلعب دوراً في مجموع المنافع المسجّلة له: حمض الإيلاجيك، أحماض دهنيّة، تربين، ستيرول، بوليفينولات، والدهون الفينولية…
المكملات من الشيلاجيت: ما هي المخاطر؟
يتحمّل الجسم المكملات من الشيلاجيت بشكل جيد عموماً. ولم يتم تسجيل أيّ تفاعلات دوائيّة حتى يومنا هذا. لكن تناول مكمل غذائي من الشيلاجيت يمكن أن يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى ارتفاع في معدلات الكرياتينين. وبالتالي، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى أو من ارتفاع في معدلات حمض اليوريك (الحامض البولي) بعدم تناوله وذلك على سبيل الاحتياط.
وبما أنّ الشيلاجيت يحتوي على كميات لا يُستهان بها من الحديد، لا يُنصح به للأشخاص الذين يعانون من داء ترسّب الأصبغة الدمويّة (وهو مرض وراثي يؤدي إلى تراكم الحديد في الجسم).
أخيراً، يمكن للشيلاجيت في حالته الطبيعيّة أن يحتوي على شوائب متعددة مثل المعادن الثقيلة، السموم الفطرية أو ميكوتوكسين أو بيلوميرات الكينون. إذن، من الضروري أن نحصل على مكملات تمت تنقيتها من الشوائب بغية الاستفادة منها بشكل آمن.
أيّ مكمل من الشيلاجيت نختار؟
إذا كان لا بد من اختيار الشيلاجيت المنقّى، فثمة معايير أخرى لا بد من أخذها بعين الاعتبار على مستوى النوعية.
ولتحسنوا اختيار النوع، ادرسوا جيداً نسبة العناصر النشطة (وتحديداً حمض الفولفيك وهو العنصر النشط الأساسي) فضلاً عن طريقة التصنيع التي ينبغي أن تكون خاضعة لمعايير سلامة صارمة.