هورمون في الجسم قد يكون السبب في أمراض القلب…والعلاج بسيط ومتوفر !

هورمون يسبب أمراض القلب: ارتفاع معدل الهوموسيستين في الدم يعني خطر الإصابة بأمراض القلب

لكن ما هو الهوموسيستين؟ وكيف يمكن لبعض الفيتامينات من المجموعة B أن تحدّ من هذا الخطر؟
إنّ كانت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة هارفرد لم تقرّ سوى مؤخراً بأنّ الهوموسيستين يمكن أن يكون مرتبطاً باضطرابات القلب والشرايين، فإن الأخصائيّ في علم الأمراض في “مستشفى شؤون المحاربين القدامى” في ولاية رود آيلند، الدكتور كيلمر ماكولاي وضع فرضيّة أنّ الهوموسيستين يمكن أن يلحق الضرر بالشرايين منذ زمن بعيد. في الواقع، درس الدكتور ماكولاي هذا الاحتمال في العام 1969.

لكن نظرية الدكتور ماكولاي لم تثر اهتمام الباحثين إلا مؤخراً فأُجريت الدراسات والأبحاث على الهوموسيستين.

في العام 1992، بيّن الباحثون في جامعة هارفرد أنّ الرجال الذين يسجّلون معدلاً أعلى من المعدل الوسطي بنسبة 12% من الهوموسيستين في الدم، معرّضون 3.4 مرة أكثر لخطر الإصابة بأزمة قلبيّة.

وأظهرت دراسة أخرى نشرتها المجلة الأوروبيّة للتحقيقات السريريّة أنّ 40% من الأشخاص الذين يقعون ضحية سكتة قلبيّة، يسجّلون معدلاً عالياً من الهوموسيستين في الدم. أما الأشخاص الذين لم يصابوا بسكتة قلبية وشكّلوا مجموعة المراقبة، فقد سجّل 6% فقط منهم معدلاً عالياً من الهوموسيستين.

والهوموسيستين هو ناتج وسطيّ من تفاعل الميثيونين. والميثيونين هو حامض أمينيّ يمكن للجسم أن يحوّله إلى حامض أميني آخر هو السيستئين. لكن هذا التحوّل لا يحدث بشكل مباشر إذ ينبغي على الجسم أن يحوّل الميثيونين إلى هوموسيستين. ويمكن لمستقلب الميثيونين هذا أن يتحوّل لاحقاً إلى سيستئين.

premium freepik lisence
دور بعض الفيتامينات

في الواقع، يرى الدكتور ماكولاي أنّ الفيتامين B6 يسمح بتحويل الهوموسيستين إلى سيستئين في حين أن الفيتامين B12 وحمض الفوليك يسمحان بتحويل فائض الهوموسيستين إلى ميثيونين. يتم عادة تحويل الهوموسيستين بسرعة إلا أننا نصادف حالات حيث لا تجري عملية التحوّل بالشكل والسرعة المطلوبين. وفي هذه الحالة، يميل الهوموسيستين إلى الركود في الجسم. ووجود الهوموسيستين بكميات كبيرة في الدم يساعد على ظهور التصلّب العصيدي إو تصلب الشرايين أيّ على تراكم اللويحات الدهنيّة على جدران الشرايين. وتحت تأثير الهوموسيستين، تكبر اللويحات الدهنيّة في الشرايين وتعمل على تضييقها أكثر فأكثر ما يجعل مرور الدم صعباً. عندئذ، يمكن أن تتكوّن الجلطات في الأوعية الدمويّة وقد نتعرّض لخطر الإصابة بسكتة دماغيّة إذا ما تشكّلت هذه الجلطات في الشرايين التي تغذي الدماغ. وإذا ما تشكّلت هذه الجلطات في شرايين القلب، فنصبح عرضة للذبحة القلبيّة أو الجلطة القلبيّة.

لنتجنّب وجود الهوموسيستين بكميّة كبيرة في الدم، لا بد من أن نحرص على تحوّله بسرعة إلى سيستئين.

ويحتاج الجسم لكي يقوم بهذه العمليّة إلى ثلاثة فيتامينات من المجموعة B على الأقل: حمض الفوليك B9، الفيتامين B6 والفيتامين B12. ويؤكّد البعض أنّ الكولين، وهو فيتامين آخر من المجموعة B، معنيّ أيضاً بخفض معدل الهوموسيستين.

إذا ما تناولنا بشكل يوميّ مكمّلاً غذائياً من فيتامينات المجموعة B، فسنعمل على خفض كمية الهوموسيستين في الدم بشكل كبير ويمكننا بالتالي أن ننجو من تصلب الشرايين الناجم عن ارتفاع معدل الهوموسيستين في الدم. تعمل الفيتامينات B كلها بشكل متضافر ما يعني أنّ حُسن استخدام أحد فيتامينات المجموعة B يتطلّب وجود فيتامينات أخرى من المجموعة نفسها. ولهذا السبب، يجب أن نجد فيتامينات المجموعة B الأخرى بالإضافة إلى الفيتامين B6، والفيتامين B12 وحمض الفوليك في تركيبة جيدة. وفي مثل هذا المكمّل من الفيتامين B، يجب أن نجد على الأقل 1ملغ من حمض الفوليك، 35 ملغ من الفيتامين B6 و25 ميكروغرام من الفيتامين B12.

أمراض القلبالفيتامين