البكتيريا المفرط في الأمعاء: ما هو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة أو داء سيبو SIBO وما هي أعراض هذه الحالة المرضيّة؟
نذكّر بأن الجهاز الهضمي لكل شخص راشد في صحة جيدة يحتوي على مجموعة واسعة من الكائنات الدقيقة تُسمى الفلورا المعويّة. وهذه الفلورا المعويّة ضروريّة للهضم وللجسم بشكل عام. في حال فرط النمو البكتيري، تبدأ كمية كبيرة من البكتيريا والفيروسات بالصعود والانتشار في الأمعاء الدقيقة.
يؤدّي وجود هذه الكائنات غير المرغوب فيها إلى إطلاق مبكر لعملية تخمّر الأطعمة، ما يزيد من انتاج غازات الأمعاء: هيدروجين، ميثان… وتظهر هذه الحالة المرضيّة، على غرار متلازمة القولون العصبي، على شكل نفخة، غازات، مغص، ارتداد معدي أو حتى مشاكل في المرور المعويّ.
علاوة على ذلك، يتسبب هذا المرض بتآكل جدار الأمعاء، وبسوء هضم الكربوهيدرات وسوء امتصاص العناصر الغذائية (ما يؤدي إلى مختلف حالات النقص فيها)، التي تقوم الميكروبات بالاستحواذ عليها. ويمكن لهذه الحالة المرضيّة أن تؤدي إلى سلسلة من المشاكل الأخرى الملحقة، تماماً كما هو الحال مع القولون العصبيّ: تعب مزمن، اكتئاب، صعوبة في التركيز…
تجدر الإشارة إلى أنّ مرض الفلورا المعويّة هذا لا يُشخّص غالباً بسهولة، إذ أنّ قلة من الأطباء يعرفونه إلا في الدول الناطقة بالإنكليزية.
يمكن لهذا المرض أن ينتج عن:
- تراجع في إفراز عصارات الهضم ما يساعد على انتشار البكتيريا. ويمكن لهذا النقص أن ينجم عن تناول بعض الأدوية (مثبطات مضخة البروتون والمواد الأفيونيّة)
- مشكلة في حركة الأمعاء الدقيقة
- أمعاء قصيرة جداً أو نتيجة بعض العمليات الجراحيّة، مثل استئصال القولون
- عدم مضغ الطعام بشكل كافٍ
- الافراط في استهلاك الكحول أو القهوة أو المشروبات الغازية
- التوتر أو الضغط النفسي الذي يؤثر سلباً في حركية الأمعاء ومناعتها
- نعلم أيضاً أنّ بعض الأمراض مرتبطة بهذا المرض، مثل التهاب المعدة المناعي، التهاب البنكرياس المزمن، الفيبروميالجيا (الألم العضلي الليفي)، تشمّع الكبد أو حتى السكريّ. تجدر الإشارة إلى أنّ 78% من الذين يعانون من القولون العصبيّ يصابون أيضاً بمرض فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة.
ما هي الحلول لهذه الحالة المرضيّة؟
ندعو الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مصابون بهذا المرض لاستشارة الطبيب الذي سيقوم بعد تأكيد التشخيص، بوصف مضادات حيويّة لمحاولة وضع حدّ لانتشار البكتيريا. وثمة وصفات طبيعيّة عديدة أيضاً في حال الإصابة بهذا المرض:
- يمكن لتناول المكملات الغذائيّة أن يكون مفيداً لحل مشكلة النقص في العناصر الغذائيّة الناتج عن المرض. ونتحدّث هنا تحديداً عن تناول الفيتامينات A, B12, D والأوميغا-3 والمغنيزيوم.
- يمكن لبعض الأشخاص أن يتفاعلوا بشكل ايجابيّ مع تناول البروبيوتيك probiotics (وهنا أيضاً يُفضّل أن تستشيروا الطبيب)، لكن يُنصح عموماً بتناولها بعد العلاج الطبيّ لئلا نضيف بكتيريا جديدة إلى البكتيريا الموجودة. ومن الأفضل أن نتجنّب تماماً البريبايوتيك prebiotics التي ستعمل على تغذيّة البكتيريا الضارة.
- ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الإمساك أن يراهنوا هنا على زيادة كمية الألياف والمياه المستهلكة ويمكنهم على الأرجح أن يتناولوا مكملات من البسيليوم فضلاً عن ممارسة الرياضة.
- ويمكن أيضاً التفكير في حلول بديلة أخرى: استخدام المواد الطبيعيّة (تحثّ بعض الدراسات على اللجوء إلى البرباريس، البروبوليس، النيم وفطر ريشي)، الزيوت العطريّة، الوخز بالإبر…
- يمكن للحميات الفقيرة بالكربوهيدرات المسماة فودماب FODMAP، والخالية من اللاكتوز والغلوتين أو الغنيّة باللحوم والدهون أن تكون مفيدة. من ناحية أخرى، يمكن لنظام باليو paleo الغذائي (الذي يستبعد الحبوب والحليب ومشتقاته والسكر…) أو للصوم المتقطع (أيّ عدم تناول الطعام لفترة تتراوح بين 16 و24 ساعة) أن يترك آثاراً ايجابيّة على الشخص الذي يعاني من هذا المرض.