ما لا يخبركم به أحد عن الكريمات الواقية من الشمس
هل تعلمون أنّ معظم الكريمات الواقية من الشمس تحتوي على مضادات التهاب؟
وهذه إشكاليّة في الواقع… فهذه المواد تثبط ردود فعل الجسم الالتهابيّة الطبيعيّة (احمرار، ضربات شمس…) التي ينبغي أن تنبئكم بأنكم تجاوزتم المدة الزمنيّة المعقولة والمنطقيّة للتعرّض للشمس.
لقد صُممت الكريمات الواقية من الشمس لكي تكبح الأشعة فوق البنفسجيّة لبعض الوقت، 3 ساعات عموماً، ما يسمح لكم بالتعرّض لأشعة الشمس لوقت أطول من دون أن تلحقوا الضرر ببشرتكم.
بعد مرور الساعات الثلاث، وعندما تتراجع فاعلية حاجب الأشعة فوق البنفسجيّة، تصبح البشرة حساسة من جديد. عندئذ، يُفترض أن تظهر ردود الفعل الالتهابيّة المعروفة: ضربة شمس، احمرار.
لكن مصنّعي هذه الكريمات يضيفون إلى منتجاتهم مواد مضادة للالتهاب تمنع الجسم من أن يرسل رسائل استغاثة وتحذير، علماً أنّ هذه المواد المضادة للالتهاب تبقى نشطة لوقت أطول من المواد التي تحمي من الأشعة.
وفي حين أنّ البشرة تبدأ بالاحتراق بعد 3 ساعات، يبقى رد الفعل الالتهابيّ غائباً مدة 12 ساعة!
هذا خبيث… فالضرر الذي يلحق بالبشرة حقيقي لكنكم لن تدركوا ذلك…
بالتالي، يمكننا أن نعتبر أنّ هذا الأمر يزيد من خطر إصابتكم بسرطان الجلد من دون أن تدركوا وجود مثل هذا الخطر. وقد كشف باحثون من جامعة نانت الفرنسيّة هذه الفضيحة.
كيف اكتشف الباحثون ذلك؟
يُقاس مؤشر الحماية من الشمس في الكريم عموماً بحسب عامل الحماية من الشمس SPF . لكن ولأسباب أخلاقيّة، لا يُقاس على البشر أو الحيوانات أو حتى على الخلايا.
وتكمن المشكلة في أننا لا نقيس إلى أيّ حدّ يؤخّر الكريم الالتهاب، علماً أننا لا نستطيع أن نحدد القدرة المضادة للالتهاب للكريم الواقي من الشمس سواء بمراجعة عامل الحماية أو بدراسة لائحة المكوّنات.
لتقويم هذه القدرة، جرت تربيّة فئران سويسرية في ظروف معياريّة في المختبر بغية إجراء الاختبارات. المبدأ هو التالي: قياس سماكة أذن الفئران، وضع واقٍ من الأشعة فوق البنفسجيّة على الأذن اليمنى ومنتج وهمي على الأذن اليسرى ومن ثم وضع محلول معقّم على كل أذن بغية التسبب بتورّم بسيط. بعدئذ، يتم قياس سماكة الأذن مجدداً، حيث أظهرت بعض المنتجات مفعولاً لافتاً مضاداً للالتهاب عبر منع التورّم بنسبة تتجاوز 70%!
تجدون في ما يلي لائحة بالكريمات التي خضعت للاختبار والنتائج التي سُجّلت. والكريمات التي تحتوي على النسبة الأكبر من مضادات الالتهاب هي تلك التي يتجاوز عامل الحماية الفعلي فيها ذاك المعلن:
يجب أن تعلموا أيضاً أن فاعلية عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجيّة تتراجع مع مرور الوقت… وتتسارع هذه العمليّة أكثر مع التعرّض للضوء (يُقال إنه يتفاعل كيميائياً عند التعرّض للضوء). بالتالي، ينبغي احترام تاريخ صلاحيته.
لا تنسوا هذا عندما تتعرضون لأشعة الشمس لوقت طويل. يمكن للكريم أن يكون مفيداً، لكن يُفضّل عند الخروج في نزهات طويلة أن تغطوا رأسكم وأن ترتدوا ملابس طويلة كما يفعل الطوارق في الصحراء.