الأفكار الخاطئة لالتهاب المفاصل: التي مازلتم تسمعونها من طبيبكم أو في وسائل الإعلام، تسارع في تقدم مرض التهاب المفاصل…وفي تفاقم أوجاعكم!
إليكم كيف:
الخرافة المؤذية رقم 1: التهاب المفاصل لا يمكن تجنبه مع التقدم في العمر.
لقد اعتقدنا لزمن طويل أن غضروف المفصل مثل نعل الحذاء: يتآكل مع الوقت ولا يمكننا أن نفعل شيئاً بخصوصه لسوء الحظ.
أتعرفون ما هي الغضاريف؟ إنها الأغلفة البيضاء الصغيرة التي تحمي أطراف عظامكم. تعرفون المادة البيضاء التي تربط عظمي فخذ الدجاجة. لديكم نفس الشيء في مفاصل الركبتين، الأصابع، الخ.
هذا الغضروف ضروري لإمتصاص الصدمات والمساعدة على تحريك عظام مفاصلكم بشكل متناسق.
عندما لا يعود لديكم غضاريف، ستتآكل عظامكم، تحتك ببعضها، تتلف وتسبب لكم آلاماً لا تحتمل. يمكننا تشبيهها بسيارة تسير دون عجلات. يجب إذن أن تفعلوا كل شيء كي تتجنبوا الوصول إلى هذا.
المشكلة، أن المرضى يتلقون منذ زمن طويل نصيحة كارثية!
انطلاقاً من مبدأ أن التهاب المفاصل هو “تآكل”، كانوا ينصحون الأشخاص الذين يعانون منه أن لا يقوموا بأي نشاط جسدي!
فمن البديهي أنكم إذا أردتم المحافظة على نعل الحذاء من التأكل، عليكم ألا تستخدموه، أليس كذلك؟
لكن هذه النصيحة كارثية بالمطلق.
بكل تأكيد، يجب أن يتجنب ضحايا التهاب المفاصل الرياضة المكثفة التي تعرّض المفاصل لامتحان قاس: كرة القدم، التنس، الجيدو، الخ.
لكن يجب أن لا تقعوا، بالمقابل، في حالة إفراط عكسي وتمضوا أيامكم بدون حركة.
النشاط الجسدي المعقول ( السير، الركض المعتدل، الدراجة، السباحة) ضروري لتليين مفاصلكم والمحافظة على غضاريفكم.
السبب بسيط: الغضاريف، مثلها مثل كل خلايا جسمكم، بحاجة إلى المغذيات الجيدة (فيتامينات، معادن، الخ. ) لكي تتجدد بشكل متوازن.
عادةً، الدم هو الذي يجلب المواد المغذية إلى مجمل أعضائكم. لكن غضاريفكم، بحد ذاتها، لا تحتوي على أوردة، فهي ليست مرتبطة بالدورة الدموية!
النتيجة: إنها تمتص المواد المغذية المفيدة بطريقة معقدة تتطلب أن تقوموا بتشغيل مفاصلكم. بدون حركة، لن تتغذى غضاريفكم بكل بساطة!
لا تخشوا إذن من الحركة، احترسوا بالأحرى من الصدمات الضئيلة جداً، هذه الضغوطات الصغيرة المتكررة التي تجعلون مفاصلكم تتلقاها بدون أن تنتبهوا لها. وهي، بخلاف التآكل الطبيعي، يمكن تجنبها بشكل كامل، إذا انتبهتم لها قليلاً!
مثلاً، يجب أن تكونوا متنبهين جداً لطريقة وقوفكم: لكي تتجنبوا الضغوطات العضلية غير الضرورية، يجب أن تقفوا بشكل مستقيم، وتنتبهوا لرقبتكم عندما تكونون أمام الكمبيوتر.
أيضاً، إذا كنتم تشعرون بآلام في الركبة أو الورك، يجب أن لا تترددوا في استشارة اختصاصي: ربما يكفي أن ترتدوا نعلاً طبياً خاصاً لكي تعيدوا التوازن إلى وزن جسمكم…وتتجنبوا التهاب المفاصل مستقبلاً!
ولكن الصدمات الضئيلة جداً الأكثر شيوعاً تبقى تلك التي يتسبب بها الوزن الزائد. لأن مفاصل ركبتيكم ليست مؤهلة لحمل وزن زائد، والعبء الذي تتحمله بسبب هذا يتلف غضاريفكم.
لهذا فإن النحافة ضرورية لمحاربة التهاب المفاصل… وهذا يمر بالتأكيد عبر النظام الغذائي، الذي يقال لكم دائماً إن لا علاقة له بالتهاب المفاصل!
الخرافة المؤذية رقم 2: ليس هناك نظام غذائي “مضاد لإلتهاب المفاصل”
إذا كان التهاب المفاصل يتم اختصاره بتآكل الغضروف بشكل ميكانيكي، فيمكننا أن نستنتج أن النظام الغذائي ليس فعلياً ذا أهمية كبيرة ضد التهاب المفاصل.
يكفي أن تحرصوا على شيئين: لا تزيدوا وزنكم…ولا تفتقروا إلى بعض العناصر الغذائية التي يحتاجها الغضروف كي يصلح نفسه ويتجدد.
الزنك، بالذات، مهم جداً: الخلايا الأكثر نشاطاً في صيانة الغضاريف لا يمكن بكل بساطة أن تعمل بدون زنك! انتبهوا إذن إذا كنتم نباتيين، لأن أفضل مصادر الزنك موجودة أساساً في اللحم.
بالإضافة إلى الزنك، هناك عنصران طبيعيان مهمان جداً للغضاريف: الكوندرويتين والجلوكوزامين.
أتعرفون في أي أطعمة تجدونهما؟ في الغضاريف الحيوانية!
لهذا السبب، لا يصاب سكان جزيرة أوكيناوا في اليابان بالتهاب المفاصل… فهم يأكلون بشكل منتظم خطم الخنزير وقدميه، الغنية بالغضاريف! ولهذا من الضروري أن نفعل مثل أجدادنا ونشرب مرق العظام الذي يتم تحضيره انطلاقاً من عظام الحيوانات!
ولكن أهمية النظام الغذائي تتجاوز بكثير المحافظة العادية على الغضاريف.
إذا كان النظام الغذائي ضروري للتغلب على التهاب المفاصل، فلأنه مرض التهابي.
إذا كانت غضاريفكم تتحلل، فليس الأمر مجرد “تآكل”: السبب أولاً أنها تتعرض لتسونامي من الخلايا الإلتهابية التي تتلفها وتمنعها من أن تنمو بشكل طبيعي.
هذا الإلتهاب قد تتسبب به صدمات ميكانيكية… لكنه قد يتفاقم بسبب “أسلوب حياة مسبب للإلتهاب”: النظام الغذائي السيء، قلة الحركة والرياضة، الضغط النفسي المزمن، قلة النوم، الخ.
بالمقابل، لمعاكسة الإلتهاب وإيقاف تدهور الغضاريف، ليس هناك ما هو أقوى وأكثر فعالية من نظام غذائي مضاد للإلتهاب، غني بالخضار (بروكولي، ملفوف)، وبالدهون الجيدة (أوميغا-3) وبالبهارات (كركم، زنجبيل)، لكنه فقير أيضاً بالسكر وبالأطعمة المحفزة للإلتهاب (منتجات الحليب، غلوتن)!
وهنا، قد نرتكب جريمة حقيقية إذا لم نخبر المرضى بهذا!
بدل أن نعطيهم الفرصة كي يوقفوا التهاب المفاصل عن طريق تعديل النظام الغذائي، لا نمنحهم سوى خيار ابتلاع أدوية مضادة للألم… هي عموماً غير نافعة بقدر ما هي خطيرة!
تابعوا الجزء الأول: التهاب المفاصل : يمكنكم أن تشفوا أنفسكم (1)
انتظروا الجزء الثالث: التهاب المفاصل : الأفكار الخاطئة التي عليكم تصحيحها (3 )