فحص فقر الدم: إن كنتم تعانون من فقر الدم فهذه التقنية ستثير اهتمامكم. خذوا خاتماً من ذهب (يُفضّل أن يكون الذهب أصفر) وافركوه على ظاهر يدكم.
إذا رأيتِم آثاراً سوداء تظهر وكأنها آثار قلم رماديّ، فأنتم تعانون على الأرجح من فقر الدم. أطلعتني على هذه التقنية امرأة، فأثارت فضولي فعلاً وبدأت البحث كعادتي عن دراسات وتفسيرات علميّة… لكنني لم أجد شيئاً أو على الأقل لم أعثر على أدلة علميّة قويّة ودامغة.
إنه لغز غامض… حسن، وجدت العديد من الشهادات (الموثّقة بالصور). يوجّه الكثيرون التهمة إلى الخاتم ويعتبرون نوعيته رديئة، فوجدت بالتالي صفحات على الانترنت حيث يشرح الصاغة أنّ هذا التغيّر في اللون شائع إلا أنه لا يعني أنّ نوعية الذهب سيئة أو أنّ القطعة مزيّفة. لا بد من أنّ الصاغة يحاولون أن يحموا أنفسهم.
وبعد الكثير من الأبحاث، والعديد من التفسيرات السخيفة أو المجنونة، وجدت ثلاثة تفسيرات معقولة ومقنعة.
هل تعانون من فقر الدم أو من مشكلة في الكبد؟
التفسير الأول هو مشكلة فقر دم أو مشكلة في الكبد. وتتميّز هاتان الحالتان ببشرة حمضيّة بشكل غير طبيعي (درجة الحموضة pH متدنيّة) حيث تعمل الحموضة على أكسدة المعدن المخلوط مع الذهب. إذن، يتفاعل الخاتم كيميائياً مع البشرة ويترك أثراً قبيحاً.
إنه السبب نفسه الذي يجعلنا نمتنع عن حفظ المأكولات الحمضيّة في وعاء من نحاس، فلا نستخدم وعاءً من هذا النوع للمخللات أو الحامض أو الحليب أو اللبن الرائب، إذ يمكن أن نتعرّض للتسمم.
إنّ الجلد الحمضيّ جداً إشارة إلى أنّ الصحة ليست جيدة، ودليل على وجود خلل جديّ في التوازن داخل الجسم. ولهذا السبب، أدعوكِم للخضوع لفحص دم بغية الكشف عن معدل الحديد لديكم وعلامات صحة الكبد (ناقلات الأمين، ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل، بيليروبين…)
يشير الكثيرون إلى أنّ هذه الآثار السوداء على الجلد تكشف عن وجود فقر دم أو مشاكل في الكبد (التهاب الكبد، تشمّع الكبد، ورم، دمل).
لعل بعض أعراض فقر الدم الأخرى تظهر لديكم:
- أنتم متعبون
- تلهثون بسهولة
- تعانون من برودة في اليدين والقدمين
- بشرتكم شاحبة
- تعانون غالباً من الدوار
- تعانون من آلام في الرأس
- تلتقطون بسهولة أيّ عدوى موجودة في محيطكم
و لعلكم تعانون من أعراض مرض الكبد:
- غثيان
- نقص في الشهيّة
- تعب
- ألم تحت الأضلاع
- اصفرار (يصبح الجلد وبياض العينين صفراوين)
- تراجع في الرغبة الجنسيّة
أعود وأكرر أنّ هذه مجرد تخمينات لكن ينبغي أن نتوخّى الحذر دوماً.
هل تعانون من حساسيّة على هذا المعدن؟
يمكن للآثار السوداء على اليد أن ترتبط بوجود حساسيّة. لكن وقبل الخوض في هذا الموضوع، عليّ أن أحدّثكم عن خلائط الذهب.
لمَ لا تُصنع قطع المجوهرات من الذهب الخالص 100%؟
أنتم تعلمون بالتأكيد أن قطع المجوهرات لا تُصنع أبداً من الذهب الخالص. فهذا الأخير ليّن وطيّع في اليد… ولن يحافظ على شكله الأصلي. ولهذا السبب، يتم خلط الذهب مع معادن أخرى شائعة صلبة:
- النحاس والحديد، ما يعطينا الذهب الأصفر أو الزهري (بحسب النسب)
- النيكل أو البلاديوم، ما يعطينا الذهب الأبيض
- الكوبالت أو الحديد، ما يعطينا الذهب الأزرق
- الألمينيوم، ما يعطينا الذهب البنفسجي
تتأكسد بعض المعادن الشائعة بسهولة كبيرة، لاسيما عند تماسها مع الجلد: فكّروا في “الصدأ أو الزنجار” الذي يظهر على النحاس والفضة. يمكن لهذه الأكسدة أن تغيّر لون الجلد (لاسيّما في البيئة الرطبة) فتظهر بالتالي الآثار الخضراء… إنه التفسير الأقرب إلى المنطق.
لكن بعض الأشخاص يعانون أيضاً من الحساسيّة على المعادن الشائعة، وهذا هو الحال غالباً مع النيكل. وردود فعل الجلد التحسسيّة على النيكل متعددة: حكّة، احمرار، طفح، الخ… وهذه فرضيّة أخرى عليكم أن تستكشفوا مدى صحّتها.
هل تكمن المشكلة في الكريم الذي تستخدمونه؟
إذا استبعدنا الفرضيات السابقة كلها، فيبقى أمامنا مستحضرات التجميل. والمذنب الأساسيّ هنا هو أكاسيد المعادن التي نجدها في الكريمات الواقيّة من الشمس، وفي المراهم، والمستحضرات العطريّة للجسم.
نجد فيها بشكل خاص:
- أكسيد الزنك
- ثنائي أكسيد التيتانيوم
- أكسيد الحديد الثلاثي
- كالامين (خليط من أكسيد الزنك وأكسيد الحديد)
إنّ أكاسيد المعادن هذه الموجودة في مستحضرات التجميل أكثر صلابة من الذهب ما يعني أنها تحفّ الخاتم (كما تفعل ورقة الصنفرة). يتألف غبار الذهب الذي يبقى على الجلد من جزيئات صغيرة جداً إلى حدّ أنها لا تعكس الضوء. ولهذا فهي لا تلمع كما تفعل سبيكة الذهب إذ أنّ لونها أسود فاحم.
أما الحل فيكمن في أن تتجنبي مستحضرات التجميل هذه عندما تضعين المجوهرات وأن تنزعي المجوهرات عندما تستخدمين الصابون والكريمات.