الشاي الأخضر أكثر من مجرد شراب: مزايا صحية أسطوريّة إنما حقيقيّة

الشاي الأخضر: يُعرف في الصين باسم “تشا” وقد أصبح الشاي شراباً شائعاً بين الناس إلى حدّ أنهم ينسون مزاياه الطبيّة وغناه بمضادات الأكسدة القوية.

تُعزى مزايا الشاي الأسطوريّة في جزء كبير منها إلى الكاميليا وهي نبتة تنمو في المناخ الحار.
ما إن توضع في الماء الساخن حتى تبدأ أوراقها في إطلاق مزيج مضادات الأكسدة القوية الموجودة فيها. تساهم مئات المواد المركّبة التي تحمل اسم البوليفينولات في تحييد الجذور الحرّة المسؤولة عن ظهور السرطانات وعن تلف خلايانا عموماً.
تحتوي كافة أنواع الشاي على البوليفينولات التي تتمتع بخصائص رائعة تفيد الصحة، إلا أنّ الشاي الأخضر يحتوي على ما لا يقل عن 27% منها في مقابل 4% في أنواع الشاي الأخرى.

الحماية من السرطان

توصّلت مجموعات مختلفة من الباحثين إلى الاستنتاج نفسه وهو أنّ شرب الشاي بانتظام يسمح بحماية النفس من المرض والموت المبكر.

وأظهرت دراسة أجريت على حوالى 20 ألف شخص أنّ استهلاك ما بين كوب واحد و3 أكواب من الشاي في اليوم يؤدي إلى خفض نسبة الوفيات إلى حدّ كبير.

ويمنح الكاتيشين، وهو مركب من صنف الفلافونويدات، الشاي خصائصه المضادة للسرطان. يحتوي الشاي الأخضر على العديد من هذه المركبات ولعل أهمها الايبيجالوكاتشين جاليت أو EGCG. لكن كمية الكاتشين الموجودة في أوراق الشاي تختلف إلى حدّ كبير بحسب مكان زراعته، وموسم قطافه وطريقة تصنيعه. تبيّن أنّ الشاي الأخضر الياباني أغنى بكثير بالEGCG من الشاي الصيني. ونجد في الشاي الياباني أيضاً أنواعاً مختلفة إلا أنّ الأكثر فاعلية في مواجهة السرطان هي تلك الأغنى بالEGCG.

حماية القلب والشرايين

أثبت باحثون إيطاليون أنّ الشاي يزيد بشكل كبير النشاط المضاد للأكسدة في الدم. وبيّنوا أنّ كوباً من الشاي القوي أيّ ثلاث ملاعق صغيرة من الأوراق المنقوعة في الماء الساخن مدة دقيقتين، زاد معدل مضادات الأكسدة بنسبة وصلت إلى 48%. وقد ظهرت هذه الزيادة بعد ثلاثين دقيقة فقط من امتصاص الشاي الأخضر وبعد خمسين دقيقة في حالة الشاي الأسود. كما لاحظ الباحثون أنّ النشاط المضاد للأكسدة يعود إلى طبيعته بعد ثمانين دقيقة.

ويتمتع الشاي أيضاً بخاصيّة تحفيز النشاط الانزيميّ المسؤول عن إزالة السموم من الجسم، وهو نشاط لا يمكن للخلايا من دونه أن تتخلّص من الجذور الحرة وغيرها من المنتجات المسببة للضرر. وجاءت نتائج الدراسات المختلفة التي هدفت إلى تحديد آثار الشاي على عوامل خطر مختلفة، ومنها نسبة الكولسترول في الدم، وتراكم الدهون على جدران الشرايين، والميل إلى تشكّل الجلطات وإلى الإصابة بالأزمات القلبية، ايجابية وحاسمة.

في النهاية، علينا أن نتذكّر أن البوليفلافونيدات الموجودة في الشاي الأخضر تجعل منه حامياً جيداً لجهاز القلب والشرايين عبر خفض معدل الكولسترول وعبر تنشيط أيض الدهون. تفسّر مزاياه المضادة للأكسدة عمله المفيد في الوقاية من السرطانات، لاسيما سرطانيّ الرئة والجلد. كما يتمتع الشاي الأخضر بنشاط مضاد للبكتيريا.