يُقال إنّ توت الآساي البرازيلي يجدد البشرة ويتمتع بخصائص تسمح له بمكافحة السرطان وأمراض القلب والشرايين. وهو ينشّط جهاز المناعة ويسهّل الهضم.
إنّ حبة التوت الصغيرة التي يتراوح لونها بين الأحمر والأرجواني والتي تحمل اسم آساي بيري أو توت آساي هي ثمرة شجرة نخيل نجدها بشكل حصريّ في جنوب أميركا الوسطى وشمال أميركا الجنوبيّة، لاسيّما في البرازيل التي تصدّر القسم الأكبر من الانتاج المسوّق..
تُباع هذه الثمار الصغيرة على شكل عصير أو هلام أو مسحوق يتم الحصول عليه بعد طحن وتجفيف الثمرة مع لبّها على البارد.
كتب الدكتور نيكولاس بيريكون الذي ساهم إلى حدّ كبير في جعل الآساي يكتسب شعبيّة ورواجاً في أميركا الشماليّة: “تُزرع في الغابات الاستوائيّة في البرازيل وهي ثمرة يُذكّر طعمها بالتوت والشوكولا في آنٍ معاً. تزخر هذه الثمار بمضادات الأكسدة والأحماض الأمينيّة والأحماض الدهنيّة الأساسيّة، وهي مثاليّة على صعيد الطاقة وتستمدّ قدراتها الاستثنائيّة من الأصباغ ذات اللون الأرجواني الملكيّ. يحتوي لب الآساي على كميّة مركّزة من مضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الشيخوخة المبكرة، مع كمية تفوق تلك الموجودة في العنب الأحمر بعشر مرات وكمية من الأنثوسيانين تفوق تلك الموجودة في النبيذ الأحمر بنسبة تتراوح بين 10 و30 مرة. وتحتوي هذه الثمار على مجموعة من الدهون الأحاديّة غير المشبعة (دهون جيّدة)، وعلى ألياف غذائيّة وفايتوستيرول تعمل على نحو متضافر ليبقى جهاز القلب والشرايين والجهاز الهضمي في صحة جيدة.
ونجد فيها مجموعة شبه مثاليّة من الأحماض الأمينيّة الأساسيّة والعناصر الغذائية النادرة الحيويّة للعضلات. يشبه محتوى الآساي من الأحماض الدهنية محتوى زيت الزيتون الغني بالحمض الأولييك (حمض الزيت) الأحادي غير المشبع. ويؤكّد الدكتور بيريكون أنّ استهلاك هذا الحمض الدهني مهم لتعزيز امتصاص الأوميغا-3 الذي نجده في زيوت السمك، ودخوله إلى الغشاء الخلوي لجعله أكثر مرونة. عندما يحافظ الغشاء الخلويّ على مرونته، تعمل الهرمونات والناقلات العصبية ومستقبلات الأنسولين بفاعلية أكبر. ويضيف الدكتور بيريكون أنّ هذا الأمر مهم بشكل خاص لأنّ معدلات الانسولين العاليّة تولّد الالتهابات المرتبطة بالشيخوخة.”
إذن، يجري الترويج للآساي البرازيليّة على أنها تجدد البشرة، وتتمتع بخصائص تحارب السرطان وأمراض القلب والشرايين. كما أنها تنشّط جهاز المناعة وتسهّل الهضم.
ما حقيقة هذه الإدعاءات كلها؟
يؤكّد باحثون أنّ هذه الثمار العنقوديّة الصغيرة تحتوي على الفيتامينات B1, B2, B3, C, E كما تحتوي على معادن لاسيّما البوتاسيوم والقليل من الفوسفور والكالسيوم. وتحتوي هذه الثمار أيضاً على ألياف وبروتينات وأحماض دهنيّة أوميغا-9 وأوميغا-6.
ويُفترض بثمار الآساي أن تؤمّن كمية من مضادات الأكسدة تفوق تلك الموجودة في العنب الأحمر وكمية من الفلافونيدات والأنثوسيانين تفوق تلك التي يوفّرها النبيذ الأحمر. وتحتوي هذه الثمار طبعاً على المعادن والفيتامينات المعتادة التي نجدها في معظم الفواكه.
بعض الدراسات المنشورة
بيّنت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry أنّ ثمار الآساي قضت على ما بين 56 و86% من الخلايا السرطانيّة عند الانسان التي جرت تنميتها في علب بيتري (علب تُستخدم في المختبرات).
وفي دراسة أجرتها Natural and Medicinal Products Research في واشنطن، كشف تحليل لبّ الثمرة المجفف والمجمّد عن نشاط استثنائيّ مضاد للاكسدة ضد الجذور الحرة المسؤولة عن تدمير الخلايا. وقد فاقت فاعليتها ما تم تسجيله حتى اليوم في الفواكه أو الخضار الأخرى بكثير.
وتؤكّد فحوص أخرى تستند إلى طريقة Orac أو قياس قدرة امتصاص الأكسجين الجذريّة، وأجريت أيضاً على لبّ الفاكهة، أنّ الآساي تندرج ضمن الفواكه المضادة للأكسدة الأبرز، على غرار عنب الأحراج والكرنبري.
لكن النشاط المضاد للأكسدة لعصير الآساي يُعتبر متوسطاً مقارنة مع عصائر الفواكه التجاريّة المختلفة والشاي والنبيذ. ويتفوّق عليه عصير الرمان والعنب الأحمر وعنب الأحراج والنبيذ الأحمر. وتُقارن القدرة المضادة للأكسدة لعصير الآساي بقدرة عصير الكرز الأسود أو الكرنبري لكنها تفوق قدرة عصير البرتقال أو التفاح أو الشاي.
ويحتوي مسحوق الآساي على كمية ضئيلة من الفيتامين C، والأنثوسيانين وعشرات الفلافونيدات وكميات قليلة من الريسفيراتول.
وأظهرت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أنّ قدرات الدم المضادة للأكسدة ترتفع بعد ساعتين من تناول محلول تحصلون عليه انطلاقاً من مسحوق الآساي الموجود في الأسواق.
وأظهرت دراسة مقارنة استندت إلى طريقة Teac أنّ القدرة المضادة للأكسدة التي تتمتع بها الآساي متوسطة مقارنة مع أنواع مختلفة من لبّ الفاكهة. أظهر التحليل أنّ القدرة المضادة للأكسدة للآساي مقارنة مع فواكه أخرى هي كالتالي:
- الآسيرولا
- المانجا
- الفراولة (الفريز)
- العنب
- الآساي
- الجوافة
- التوت
- الجرافيولا
- فاكهة العشق
- الكوبواسو
- الأناناس
الآساي وخسارة الوزن
إنّ الادعاءات التي تقول إنّ ثمار الآساي العنقوديّة أو المنتجات المتأتيّة عنها تصنع المعجزات في خسارة الوزن لا تستند إلى أيّ دليل أبداً.
في الختام
نشير في ختام كلامنا عن القيمة الغذائيّة لثمار الآساي إلى أنّ الدراسات لا تزال قليلة جداً كي يتم التوافق على القيمة الغذائيّة والعلاجيّة لهذه الثمار الصغيرة. وعلى غرار معظم الفواكه، يبدو أنّ لبّ الفاكهة يوفّر الحماية المضادة للأكسدة الأكبر. إنّ التسويق الشبكي أو المتعدد المستويات يجعل من الآساي سلعة مكلفة. لكن الرواج المتزايد لهذه الثمار يجعل الوصول إليها في الوقت الحالي أسهل وتميل أسعارها إلى الانخفاض حتى وإن بقيت مرتفعة نسبياً.
تجدر الإشارة إلى أنّ عنب الأحراج أو الكرنبري أو حتى الرمان، هذه الفواكه التي نملك بشأنها دراسات موثوق بها أكثر والتي تتمتع بميزات مضادات أكسدة عاليّة معروفة، تعتبر خياراً اقتصادياً أكثر.
ولعل الحل الأمثل هو التنويع في استهلاك الأطعمة، ومن المهم لربما أن نضيف الآساي من حين إلى آخر إلى غذائنا.
منتجات أخرى تهمكم:
السبيرولينا تزيل السموم من الجسم و9 فوائد أخرى تعالج أمراضكم
تخلصوا من كرشكم أسرع 4 مرات مع شاي الماتشا
الكولاجين لإزالة التكلس والتخلص من الآلام ولبشرة شابة دائماً
اشربوا كوبين من شاي أولونغ في اليوم ولاحظوا كيف ستذوب دهون جسمكم خلال النوم
زيت شجرة الشاي : فوائد لا تحصى للجهاز التنفسي والتناسلي وكل مشاكل الجلد