هذا ما يبدو عليه الملح الحقيقي،
وكلنا نعرف كيف يبدو الملح الأبيض العادي، ونعتقد خاطئين أنه ملح حقيقي في حين أنه ليس كذلك. الحقيقة هي أن الملح الأبيض المكرر كالملح التجاري الذي نستخدمه للطعام سيء وهو ضار جداً. أما الملح الطبيعي غير المكرر فهو من ناحية أخرى جيد وجيد جداً ويتمتع بالعديد من المنافع الصحية.
ملح البحر غير المكرر صحي. إن تأثير ملح الطعام على ارتفاع ضغط الدم ينجم عن كمية الصوديوم الكبيرة فيه وعدم وجود كمية كافية من المغنيزيوم لإيجاد توازن. يعمل ملح الطعام على خفض معدلات المغنيزيوم وهذا ما يقلّص الشرايين ويرفع ضغط الدم. اما الملح الحقيقي (على اختلاف أنواعه) فيحتوي على كمية كبيرة من المغنيزيوم وغيره من المعادن الهامة وهذا ما يجعله لا يؤثر سلباً في ضغط الدم
إنّ الصوديوم عنصر غذائي أساسي وضروري يحتاجه الجسم للحفاظ على معدلات السوائل ولتأمين قنوات لكي يرسل العصب رسائله. يحتاج الجسم إلى بعض الصوديوم كي ينظّم السوائل وضغط الدم وكي يحافظ على حسن عمل العضلات والأعصاب.
ومن دون الكميات الكافية من الصوديوم، قد يجد الجسم صعوبة في أن يهدأ بعد ممارسة الرياضة أو أيّ نشاط آخر بشكل مكثّف. عندما تشعر بالحر تتعرّق. وإن لم يكن الجسم يحتوي على كميات كافية من الصوديوم فقد لا يتعرّق كثيراً ما يجعل حرارته ترتفع أكثر. وقد يؤدي هذا إلى سكتة أو إنهاك فضلاً عن فقدان السوائل من الجسم.
يعدّ الصوديوم ناقلاً للطاقة.
كما أنه مسؤول عن إرسال رسائل من الدماغ إلى العضلات عبر الجهاز العصبي بحيث تتحرك العضلات بحسب الأوامر المعطاة لها. عندما تريد تحريك ذراعك أو أن تشدّ ايّ عضلة من عضلات جسمك، يرسل الدماغ رسالة إلى جزيئة صوديوم تنقلها بدورها إلى جزيئة بوتاسيوم ومن ثم تعود مجدداً إلى جزيئة صوديوم، الخ… حتى تصل إلى وجهتها النهائية وتتقلّص العضلة. وتُعرف هذه العملية باسم التبادل الأيوني بين الصوديوم والبوتاسيوم. بالتالي، من دون الصوديوم لن تتمكن من تحريك أيّ عضلة من عضلات جسمك.
يطرح الجسم فائض الصوديوم (الناتج عن مصادر غذائية) عبر البول. ويتجمّع معظم الصوديوم الموجود في الجسم (حوالى 85%) في الدم والسائل اللمفاوي. ويعمل هرمون يحمل اسم ألدوسترون Aldosterone وتفرزه الغدد الكظرية على ضبط معدلات الصوديوم جزئياً. وتحدد معدلات الالدوسترون ما إذا كانت الكليتان تحبسان الصوديوم في الجسم أو تطرحانه عبر البول.
يتحدّث الدكتور دايفيد براونشتاين Dr. David Brownstein عن هذه المسألة فيقول: “لا أحد يميّز بين الملح المكرر والملح غير المكرر. ويجمعون كافة أنواع الملح معاً من دون تمييز ويعتبرونها مادة ضارة، وهذه غلطة شنيعة. ثمة نوعان من الملح في الأسواق: الملح المكرر والملح غير المكرر. الملح المكرر هو ملح فقد معادنه وتم تبييضه لمنحه اللون الأبيض الذي اعتدنا أن نراه وهو الملح الناعم والأبيض المتوفر في كافة المتاجر والمطاعم. تم تبييض الملح المكرر وتعريضه للعديد من المواد الكيميائية السامة للوصول إلى المنتج النهائي. وأصبح يحتوي على المينيوم، فيروسيانيد ومواد مبيّضة. اعتقد أن عملية التكرير هذه جعلته مادة سامة، فاقدة الحيوية، لا بد من تجنّبها.”
ويتابع براونشتاين كلامه قائلاً:
“لم يخضع الملح غير المكرر من ناحية أخرى لعملية كيميائية قاسية. وهو يحتوي على المعادن الطبيعية التي كانت في الأصل جزءاً من المنتج. ويمنحه محتواه من المعادن لونه المميّز. يمكن لألوان الملح غير المكرر أن تختلف بحسب المكان الذي استُخرج منه، ويتأتى هذا عن المعادن المختلفة الموجودة في أصناف الملح المتنوعة. والمعادن الموجودة في الملح غير المكرر هي مصدر فوائد هذا المنتج كلها، فهي تزود الجسم بأكثر من 80 عنصراً غذائياً يحتاجها للحفاظ على صحته بشكل مستدام.
وترفع المعادن درجة حموضة الجسم (الحموضة الصحيحة) وتخفض ضغط الدم. منحنا الخالق الملح لنستخدمه في نظامنا الغذائي، واعني هنا الملح غير المكرر بكل ما يحتويه من معادن. يجب أن يكون هذا هو الخيار فهو مكوّن حيوي لا بد من أن يشكّل جزءاً من النظام الغذائي لكل واحد منا.”
ويضيف الدكتور براو
نشتاين: “قرر مصنّعو الملح قبل سنوات أنّ الملح الأبيض الصافي أجمل من الملح العاجي اللون وأن المستهلكين يفضّلون الملح الأبيض الجميل. لذا، بدأوا بتبييض الملح كما أضافوا إليه عناصر تمنع تكتّله لإطالة عمره على رفوف المتاجر. وتكمن المشكلة في أن المواد الكيميائية التي أضيفت لتمنع الملح من امتصاص الرطوبة عن الرفوف تؤثر سلباً في أحد أهم وظائف الملح: ضبط وتعديل نسبة السوائل في الجسم. إنّ كلورايد الصوديوم في ملح الطعام مركّز جداً، ومعدّل وسام للجسم. لا تسكب الملح أبداً على جرح مفتوح فهو يحرق!
يترك الملح المكرر الأثر نفسه على الأنسجة الداخلية ويتسبب بتفاعل سلبي:
يحتبس الجسم الماء ليحمي نفسه وتطلق الخلايا الماء لتساعد على تذويب الملح وتفتيته والقضاء على مفعوله. وخسارة الماء هذه تُفقد الخلايا سوائلها وتجعلها ضعيفة ويمكن أن تتسبب في موتها بشكل مبكر. إنّ ملح البحر الطبيعي افضل بكثير من ملح الطعام الذي عولج كيميائياً وأُضيف إليه اليود إذ يحتوي على 92 معدناً نادراً فيما تبلغ نسبة كلورايد الصوديوم فيه 84% مقارنة مع ملح الطعام الذي تبلغ نسبته 98% فيه.
ويفضي هذا كله إلى نتيجة واحدة: إنّ ملح الطعام أو المائدة سام. فهو يسمم الجسم وهو مسؤول بنسبة كبيرة عن ظهور العديد من الأمراض الخطرة بما في ذلك الخلل في وظيفة الغدة الدرقية وفي الأيض.
ولكن هناك ما هو أهم من الملح الطبيعي غير المكرر اسمه ملح الهملايا الذي له ذات طعم الملح إضافة إلى قدرته على معالجة الضغط المرتفع. فما هو ملح الهملايا ؟