8 أسباب تجعلكم تشعرون بالنفخة كل الوقت وطريقة حل هذه المشكلة

النفخة هي إحدى أهم الشكاوى التي أسمعها في عيادتي، لكن الأخبار الجيدة هي أنه يمكن معالجتها بشكل جذري عندما نحدد السبب المختفي وراءها. النفخة الشائعة أمر مزعج، ولكنها بالنسبة للكثير من النساء أمر يؤثر على ثقتهن بأنفسهن وبما يفكرن فيه عن أجسامهن.

إليكم من معلومات صحية هي الأسباب الأكثر شيوعاً التي أبحث عنها عندما يشكو المريض من النفخة :
  • تكاثر الفطريات في الأمعاء
  • عدم القدرة على تحمل أطعمة معينة
  • الحساسية على الغلوتين الموجود في القمح ( مرض السيلياك celiac )
  • مقاومة الأنسولين
  • الخلط السيء لبعض الأطعمة مع بعضها الآخر
  • عدم الانتظام في مواعيد الوجبات
  • النقص في انزيمات الهضم ( بما فيها الحساسية على اللاكتوز )
  • تكاثر البكتيريا المعوية السيئة والطفيليات

نستطيع فحص بعض هذه العوامل في المختبر مثل عدم القدرة على تحمل الطعام، الحساسية على الغلوتين، مرض السيلياك، مقاومة الأنسولين، وفي حالات أخرى نعالج المشكلة حسب الأعراض وحسب تاريخ المرض.

1- تكاثر الفطريات في الأمعاء

تكاثر الفطريات في الأمعاء هي حالة منتشرة جداً وسببها عادة هو استخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر أو على المدى الطويل. الأسباب الأكثر انتشاراً هي تناول الكثير من المضادات الحيوية في الطفولة لمعالجة التهابات الأذن أو التهاب اللوزتين، استخدام المضادات الحيوية لمدة طويلة لعلاج حب الشباب، أو استخدام المضادات الحيوية لالتهاب المسالك البولية بشكل متكرر. المضادات الحيوية تغير تركيبة الفلوراالمعوية، مما يسمح للفطريات التي هي جسيمات انتهازية أن تسيطر.

عندما يكون هناك الكثير من الفطريات في الجسم، ستصابون بالنفخة. وهذا سببه أن الفطريات تخمّرالأطعمة فتسبب النفخة. بعض الأشخاص يختبرون أيضاً رغبات قوية بالسكر أو النشويات، نوبات شراهة مرضية، تشوش الذهن، تعب، التهابات مهبلية، وأخيراً التهابات جلدية فطرية.

الأخبار الجيدة أننا نستطيع معالجة كل هذا بإعادة التوازن للفلورا المعوية عن طريق تنظيفها من الفطريات : ريجيم غذائي بدون سكر، تناول مكملات غذائية لقتل الفطريات، وإعادة بناء الفلورا المعوية بواسطة البكتيريا الجيدة ( probiotics ).

2. عدم القدرة على تحمل أطعمة معينة

إن عدم القدرة على تحمل طعام ما أمر مختلف عن الحساسية الغذائية من حيث أنها ردة فعل متأخرة على طعام، وليست ردة فعل فورية مثل الحكاك، التورم أو صدمة الحساسية. عدم القدرة على تحمل الأطعمة تسبب إجهاداً لجهاز المناعة والتهاباً، وهذا ما قد يهيج الجهاز الهضمي ويسبب نفخة. وعدم القدرة على تحمل الأطعمة الأكثر انتشاراً تحدث تجاه منتجات الحليب، البيض، بعض الفواكه ( الموز، الحمضيات، الأناناس بشكل خاص )، وأحياناً المكسرات (حساسية اللوز والفستق هي الأكثر انتشاراً )، القمح، الغلوتين، الذرة وغيرها.

عدم القدرة على تحمل الأطعمة يمكن اكتشافها بواسطة فحص الدم لتمييزها بدقة. ويمكن تشخيصها عند الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالحساسية أو الأكزيما أو الربو أو بمرض ذاتي المناعة، لكنها يمكن أن تترافق أيضاً مع مشاكل صحية أخرى عديدة مثل المشاكل الجلدية، مشاكل الهضم ونقص الطاقة. تتراجع مشكلة النفخة في خلال 4 إلى 6 أسابيع بعد إزالة كل الأطعمة المشتبه فيها من النظام الغذائي.

3. الحساسية على الغلوتين أو مرض السيلياك

عم القدرة على تحمل الغلوتين ومرض السيلياك ( شكل أكثر خطورة من أشكال الحساسية على الغلوتين ) هما مشكلتان في حالة انتشار واسع، خصوصاً بسبب التغييرات الكبيرة التي طرأت على القمح في خلال ال 50 سنة الأخيرة، وأيضاً بسبب الاستهلاك الكبير لمنتجات الحبوب. كثير من الناس الذين لديهم حساسية على الغلوتين يشكون من نفخة، مع أو بدون غازات، من الإمساك أو من الإسهال.

هناك اختبارات طبية للتحسس على الغلوتين ومرض السيلياك ولكنها لا تنجح في معظم الحالات، لأن معظم الأشخاص الذين تظهر نتيجة الاختبار لديهم سلبية، يشعرون بأنفسهم أفضل بدون غلوتين. هناك مؤشر آخر على عدم القدرة على تحمل الغلوتين هو ظهور نقص في الفيتامين B12 لدى الشخص بدون أن يكون نباتياً.

إذا كنتم تشكون أن الغلوتين هو سبب مشكلتكم، فابدأوا بعمل فحص دم خاص للتأكد أو جربوا نظاماً غذائياً بدون غلوتين لمدة 5 أسابيع. بعد 5 أسابيع من مقاطعة الغلوتين بشكل صارم، أعيدوا إدخاله إلى نظامكم الغذائي حتى تلاحظوا ردة فعل جسمكم. هناك العديد من البدائل الجيدة الخالية من الغلوتين : الأرز، الكينوا، الدخن، الكوسى والبطاطا الحلوة وغيرها.

4. مقاومة الأنسولين

الأنسولين هو هورمون يفرزه البنكرياس عند وجود الغليكوز ( السكر ) في الدم. يرتفع إفراز الأنسولين بعد تناول الطعام. عندما يفرز الجسم الأنسولين لدى شخص سليم ( غير مقاوم للأنسولين )، فهو يجعل خلايا الجسم تستخدم الغليكوز والدهون الموجودين في الدورة الدموية. مقاومة الأنسولين تحدث عندما لا تستجيب الخلايا أو عندما تتفاعل بشكل خفيف مع تنبيه الأنسولين. وهذا ما يجعل البنكرياس يفرز الأنسولين بشكل أكبر ثم أكبر، مما يؤدي في النهاية إلى مستويات سامة من الغليكوز في الدم، وهذا ما يعرف بمرض سكر الدم أو السكري.

الأعراض الشائعة لمقاومة الأنسولين تتضمن : زيادة الوزن ( غالباً سريعة في فترة 2 – 3 سنوات )، رغبات قوية جداً بالنشويات وبالحلويات وبالسكر، زيادة الشهية، والشعور بالتعب والنفخة بعد الأكل.

إذا كان عندكم هذه الأعراض، وخصوصاً إذا كان عندكم سوابق عائلية وراثية في السكري، قد تحدث لديكم مقاومة أنسولين. الأخبار الجيدة أن هذا المرض يمكن علاجه وعكسه بواسطة تغييرات غذائية جذرية وممارسة الرياضة. المفتاح هو في الحدّ من استهلاك السكر والأطعمة الغنية بالنشويات، مع التركيز أكثر على الخضار، البروتينات والألياف والدهون المفيدة صحياً، والمباشرة بممارسة الرياضة بشكل منتظم.

5. خلط الأطعمة بشكل سيء

أتعرفون أن نوعية الأطعمة التي تأكلونها في نفس الوقت يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تهضمون بها الطعام ؟ بعض الأشخاص حساسين أكثر من غيرهم. عندما نجمع أطعمة لا يجب أن نأكلها في نفس الوقت، فهذا يبطئ عملية الهضم، ويؤدي إلى النفخة وإلى سوء الهضم.

أهم قاعدة في مزج الأطعمة هي أن تأكلوا الفواكه وحدها، وليس مع أطعمة أخرى، وخصوصاً البروتينات. مثلاً لا تأكلوا الشمام أو سلطة الفواكه مباشرة بعد عشاء من السمك !

قاعدة أخرى في مزج الأطعمة هي أن لا تأكلوا البروتينات مع النشويات. هذا صعب وحتى مستحيل تقريباً مع النباتيين، لكن بالنسبة للذين يأكلون اللحوم والطيور أو السمك، جربوا أن تفصلوا بين النشويات والبروتينات ولاحظوا كيف تشعرون. قد تلاحظون أن عملية الهضم عندكمأصبحت أسهل بكثير. مثلاً، تناولوا فطوراً مكوناً من الفواكه، وجبة خفيفة من الجوز في منتصف الصباح، تناولوا غداء مؤلفاً من اللحم أو من الدجاج أو من السمك مع الكثير من الخضار، وتناولوا على العشاء وجبة غنية بالنشويات مثل البطاطا الحلوة المطهوة مع الخضار.

6. أوقات الوجبات غير منتظمة

هناك سبب آخر شائع للنفخة هو بكل بساطة تناول الطعام في أوقات غير منتظمة. عندما تمضون ساعات طويلة بدون أكل، أو تأكلون كميات كبيرة من الطعام في لحظة النوم، فإن عملية الهضم ( وعملية الأيض ) ستتأذى. مثلاً، إهمال وجبة الفطور ثم تناول وجبة كبيرة يسبب دائماً تقريباً نفخة، لأن هذا بمثابة صدمة للجهاز الهضمي، كما يسبب أيضاً ارتفاعاً كبيراً في معدل السكر في الدم والأنسولين. ستجدون أنفسكم منتفخين ومتعبين، تبحثون عن الكافيين لتبقوا صاحين بعد الظهر.

يعمل جسمنا أفضل مع توقيت منتظم للوجبات، وجهازنا الهضمي يعمل أفضل أيضاً. جربوا أن تتناولواالفطور في الساعة التي تلي استيقاظكم، الغداء في منتصف النهار، والعشاء قبل الساعة السابعة مساء. خصصوا وقتاً في منتصف النهار وبعد الظهر للوجبات الخفيفة عند الضرورة.

7. النقص في أنزيمات الهضم ( بما فيها عدم تحمل اللاكتوز )

يفرز البنكرياس الأنزيمات الهضمية ليساعد على هضم الأطعمة حتى يستطيع الجسم أن يمتصها. تحلل الأنزيمات البروتينات والنشويات والدهنيات واللاكتوز.

في بعض الحالات، لا يستطيع الجسم أن ينتج ما يكفي من أنزيمات الهضم، وهذا يؤدي إلى حدوث نفخة، أوجاع، سوء هضم، وخروج غير منتظم.

يرجع سبب النقص في الأنزيمات الهضمية إلى :
  1. عدم تحمل أطعمة معينة مما يسبب التهاباً خفيفاً في الجهاز الهضمي
  2. تكاثر البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات
  3. مستوى الحموضة في المعدة منخفض
  4. الضغط النفسي المزمن
  5. الشيخوخة

عدم القدرة على تحمل اللاكتوز هو أيضاً شكل من أشكال نقص الأنزيمات، عندما لا يكون هناك ما يكفي من أنزيم اللاكتاز لهضم اللاكتوز، فسيحدث هضم سيء للحليب ومنتجاته. يمكن فحص عدم تحمل اللاكتوز بواسطة فحص رائحة الفم، أو بواسطة الانقطاع عن تناول منتجات الحليب لمدة أسبوعين، ثم إعادة تناولها لنرى ما الذي سيحدث.

هناك حل مؤقت لهذه المشكلة يكمن في تناول أنزيمات الهضم مع وجباتكم، وفي تجنب منتجات الحليب إذا كنتم غير قادرين على تحمل اللاكتوز. لكن من المهم أن نرجع إلى أصل المشكلة ونعالج الخلل حتى نشجع الجسم على إنتاج ما يكفي من الأنزيمات هو بنفسه.

8. تكاثر البكتيريا المعوية السيئة والطفيليات

من الشائع كثيراً وجود خلل في نوعية البكتيريا في الجهاز المعوي، وبالإضافة إلى الفطريات التي تكلمنا عنها سابقاً، الكثير من الناس لديهم أيضاً بكتيريا مسببة للمرض وحتى طفيليات في قناتهم الهضمية. مع هذا النوع من الخلل الهضمي، يوجد أيضاً إسهال، فقدان وزن وتعب.

هناك اختبارات دقيقة تكشف عن تكاثر البكتيريا والطفيليات بواسطة تحليل البراز. عندما يكشف الفحص عن وجود هذه الجسيمات الصغيرة، يصبح العلاج أبسط بكثير.

في الخلاصة، هناك العديد من الأسباب للنفخة التي يبحث عنها الاختصاصي بالطب الطبيعي، وهي مشكلة يمكن معالجتها. ليس شيئاً عادياً أن تفك زر البنطلون كل مساء بعد العشاء، أو تحس بثقل غير طبيعي آخر النهار يمنعك من الخروج وزيارة الناس. أعتقد أن هذا المقال المختصر يعطيك نقطة الانطلاق نحو تحسين صحتك الهضمية !

هل وجدتم حلاً لمشكلتكم في إحدى هذه الأسباب ؟ يهمنا في معلومات صحية أن تشاركونا تجربتكم في التعليقات. إذا كان هذا المقال مفيداً لكم شاركوه مع أصدقائكم ومعارفكم.

البكتيرياالشهيةالنفخةالهضم