ثمة ترابط ما بين العقل والجسم والصحة. ولا نحتاج إلى بحث علمي لنكتشف كيف أن طريقة تفكيرنا وإدراكنا وتعاملنا مع الأحداث مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بنوعية حياتنا وصحتنا، لكن الأبحاث الحديثة قامت بدراسة ذلك. وجدت الدراسة أنّ الذين ينظرون إلى تجارب الماضي والحاضر والمستقبل بطريقة سلبية يميلون إلى الإستسلام للمحن الناجمة عن المرض.
السلبية تغذي المرض
وجدت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة غرناطة أن النظرة إلى التجارب والأحداث التي شهدتها حياة المشاركين تركت أثراً على نظرتهم إلى صحتهم</a> ونوعية حياتهم. شملت الدراسة 50 شخصاً، 25 منهم هم من الرجال وقد وضع لهم الباحثون استبياناً واختبارات زمنية تصف مواقفهم حيال الماضي والحاضر والمستقبل. كما ملأ المشاركون استمارة لقياس الصحة العقلية والجسدية.</p>
صرّح كريستيان اوينادل Cristian Oyanadel أحد واضعي الدراسة:
“استناداً إلى ما لاحظناه في دراستنا، إنّ البعد الأكثر تأثيراً هو نظرة المرء إلى ماضيه. إن النظرة السلبية إلى الماضي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمؤشرات صحية أسوأ. كما أن أولئك (الذين يميلون إلى السلبية) يميلون عموماً إلى المعاناة من الإكتئاب، القلق والتغييرات في السلوك الحالي.”
إذن، هل هذه الحالة العقلية غير الصحية تولّد التعاسة؟ إنّ الطريقة التي تنظر بها إلى تجارب الماضي وتتعامل بها مع الأوضاع الراهنة وتتطلع بها إلى المستقبل مرتبطة بمدى الصحة والسعادة اللتين تتمتع بهما.
ويميل أولائك الذين ينظرون إلى الأوضاع بسلبية إلى المعاناة على مدى يومهم فيما هم يراكمون المشاكل الصحية في حين أن التجارب السلبية ليست سلبية أبداً، أو لا ينبغي أن تكون كذلك على الأقل. فالتجربة تكون سلبية بقدر ما نراها نحن كذلك.
إذن، كيف يمكنك أن تغيّر نظرتك إلى كل ما يحدث؟
أولاً، عليك أن تدرك أنك تملك سلطة فائقة على الشعور الذي تولّده لديك الأوضاع استناداً إلى نظرتك إليها. بعد أن تدرك هذا، لا تتردد في امتلاك فن إعادة التشكيل، أيّ القدرة على جعل أيّ وضع سيء أفضل فيما أنت تتحرك قدماً على سلم المشاعر.
وينطبق إعادة التشكيل على كل حدث أو فعل، سواء أكان إطاراً مثقوباً أو خطأً في العمل أم مشكلة مع الزوجة. نحن ننظر إلى هذه الأحداث على أنها مشاكل إلا أنّ إعادة تشكيل كل حدث منها بحيث يصبح تحدٍ أو فرصة يغيّر تماماً طبيعة شعورنا.
تشكّل طريقة تفكيرك حجر الزاوية للوصول إلى أهدافك على صعيد الصحة وإلى السعادة القصوى