أصبحت بعض الفواكه مؤذية ففي حديقة بينغتون في بريطانيا، لم تعد القرود لديها الحق في أكل الموز !
بدل هذا، بدأت القرود تتلقى الخضار الخضراء أو الخضار ذات الجذور…
والنتيجة كانت رائعة فيما يتعلق بصحتها !
منذ أن أخذت حديقة الحيوان هذا القرار في سنة 2014، لوحظ عند القرود :
- مشاكل هضمية أقل؛
- أمراض سكري أقل؛
- وأسنان بصحة أفضل.
بحسب ما يقول الدكتور بلوومان الذي يشرف على حيوانات الحديقة : “تخفيض كمية السكر التي تتناولها القرود الصغيرة جعلها أيضاً أكثر هدوءاً وحسّن اندماجها مع المجموعة”.
وأخذت حديقة ملبورن الكبرى، في أستراليا، حديثاً، نفس القرار.
فالموز هناك أيضاً يجعل القرود بدينة، ويتلف أسنانها.
لماذا ؟ ما هو اللغز هنا ؟
ما هو الطبيعي أكثر من يأكل القرد الموز ؟
الجواب هو أن الموز الحديث يحتوي السكر أكثر بكثير مما يحتويه الموز البري !
وهذا ينطبق على أغلب الفواكه : محتواها من السكر أعلى بكثير من أسلافها !
لنتذكر التفاح البري : إنه أصغر وأكثر مرارة من الأنواع الحديثة.
بالنسبة إلى الخوخ، فقد تضاعف محتواه من السكر في خلال 20 سنة !
هذا ما يشرح القرار الشجاع الذي اتخذه دكتور لانش الطبيب البيطري في حديقة حيوانات ميلبورن.
حتى أن الدكتور لانش أدلى بهذا الاعتراف المدهش للصحافيين : “بعد أن عملت كثيرا في مجال التغذية، أميل أنا نفسي لتناول فواكه أقل”
هل ما تعيشه القرود يجب أن ينبهنا نحن أيضاً ؟
هل يجب علينا بالضرورة أن نتوقف عن تناول هذه الفواكه ذات معدل السكر المرتفع ؟
إذا كنتم بصحة جيدة، لا مشكلة في تناول حبتي فاكهة في اليوم !
قد تقولون : “ولكن الفواكه لذيذة وغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة…لن تحرمونا من تناول هذه الأطعمة أيضاً !”
لن تتوقفوا عن تناولها بالتأكيد !
إذا كنتم بصحة جيدة، تستطيعون أن تأكلوا بدون أي مشكلة حتى حبتي فاكهة في اليوم “تعادل تفاحة”، ما يعني 300 إلى 400 غرام من الفواكه.
هذا يعني إذا لم يكن لديكم مشكلة مرضية مثل :
- ارتفاع الضغط،
- ارتفاع السكر في الدم (أكثر من 100ملغ/ديسلتر)،
- البدانة…
إذا كنتم معنيين بإحدى هذه المشاكل الصحية، من الأفضل ان تحدّوا تناولكم للفواكه بواحدة يومياً كحد أقصى.
نفس النصيحة إذا كنتم تعانون من النفخة والمشاكل المعوية ! لأن مشاكل أمعائكم قد تكون ناتجة عن “عدم القدرة على تحمل الفركتوز”…بدون أن تعلموا !
بحسب ما تقول الدكتورة أنطونيلا دورو، فإن هناك شخصاً من كل ثلاثة أشخاص يمتص جسمهم الفركتوز بصعوبة، وهذا عدد كبير !
إذن إذا كنتم تعانون من مشاكل معوية، ابدأوا بالحدّ من تناول فركتوز الفواكه، ولاحظوا كيف تشعرون.
عل كل الأحوال، من الأفضل ألا تتجاوزوا 25 غراماً من الفركتوز باليوم، لأن الفركتوز الزائد سام بالنسبة للكبد والبنكرياس.
لتأخذوا فكرة، 25 غراماً من الفركتوز تعادل :
- كوباً من التين المجفف؛
- حبة مانغا كاملة؛
- كوبان من العنب؛
- 2,5 تفاحة/ إجاصة؛
- 3 موزات.
ستقولون لي إن أسوأ نوع من الفركتوز ليس فركتوز الفواكه، وهذا صحيح. الفركتوز الأخطر هو فركتوز السكر العادي.
وخصوصاً، خصوصاً، ذلك الذي يستعمل في الحلويات وأغلب المنتجات المصنعة تحت اسم “شراب الذرة” أو “شراب الفركتوز-غليكوز”.
ولكن الفواكه تحتوي هي أيضاً على القليل من الفركتوز، وهذا سبب إضافي لاستهلاكها باعتدال.
إذن نصيحتنا لكم بسيطة : ليس أكثر من حبتي فاكهة (تعادل تفاحة) يومياً…حبة واحدة إذا كان لديكم مشاكل صحية…وطبعاً يجب أن تكون الفواكه طازجة، كاملة وعضوية.