تُزرع البطاطس في أكثر من 100 بلد حول العالم، يتزعمها في هذا المجال من حيث حجم الإنتاج : الصين، الولايات المتحدة، الهند، روسيا وأوكرانيا. برغم شعبيتها الواسعة عموماً، فالنظرة الشائعة نحوها سيئة من الناحية الصحية، لدرجة تصنيفها بأنها خطرة إذا كنا نرغب في الحصول على قامة رشيقة. لكن هذا التصور النمطي ربما يكون سببه البطاطس المقلية والأطعمة التي مصدرها الفاست فود.
لقد قررنا في هذا المقال أن نتحقق من تأثير الاستهلاك اليومي للبطاطس على الصحة وهل هي مؤذية. والنتيجة فاجأتنا كثيراً.
الموطن الأصلي للبطاطس هو أميركا الجنوبية وهناك، حتى اليوم، نستطيع أن نعثر على بعض الأنواع البرية. استعمال هذه الجذور في الزراعة بدأ على الأراضي البوليفية ما بين 9000 إلى 7000 سنة قبل العصر الذي نعرفه.
لا تخافوا من أكل البطاطس كل يوم
قشرة البطاطس غنية بالبوتاسيوم، وهو العنصر الذي يساهم في المحافظة على القلب بصحة جيدة. بالإضافة إليه، نجد في البطاطس كمية أقل من الفوسفور، المغنيزيوم، الكالسيوم، الصوديوم، الحديد والزنك.
إنها تحتوي على الكثير من الفيتامين C (تقريباً 45% من الحاجة اليومية في حبة بطاطس واحدة). لكن الجزء الأكبر منه يتلف بالتسخين، لهذا السبب فإن البطاطس المطهوة مع قشرها مفيدة أكثر.
كما أن كل 100 غرام من البطاطس تحتوي على حوالى 2 غرام من الألياف الغذائية الضرورية لأمعاء بصحة جيدة.
في حالتها الطبيعية، ليس هناك كولسترول في البطاطس. ولكن طريقة تحضيرها هي التي تسبب مشكلة مثل البطاطا المقلية والتشيبس…
البطاطس يمكن أن تحسّن حالة البشرة، لكنها تساعد آيضاً على محاربة الكآبة والضغط النفسي.
بعكس أصناف المقبلات الأخرى التي تحتوي على الكثير من النشويات، فالبطاطس المطهوة بقشرتها تشعركم بالشبع أكثر. نحن نأكل منها أقل، ولكننا لا نشعر بالجوع لفترة طويلة ولهذا نستطيع أن نخسر من وزننا بفضلها.
معايير الأمان
أحياناً، يمكن أن يؤدي استهلاك البطاطس ومشتقاتها إلى زيادة الوزن. وخصوصاً إذا كانت مقلية أو مضافاً إليها أطعمة تحتوي نسبة عالية من الدهون. لكن، لكي يؤدي هذا إلى مشاكل مهمة على الصعيد الصحي، يجب استهلاك هذه الوجبات بانتظام وبكميات كبيرة.
الأشخاص المصابون بالسكري يجب أن يأكلوا البطاطس بحذر، لأن هناك انواعاً عديدة تمتلك مؤشر سكر مرتفع. لكن إذا كان الطبق بارداً، فإن تأثيره على مستوى السكر ينخفض بمقدار الربع.
بديهياً، النساء لا يحببن تصغير حجم صدرهن. لكن البطاطس عندما يتم تحضيرها بشكل جيد تصبح مرافقاً يومياً صحياً أكثر، وشيئاً فشيئاً، تساعدنا على التخلص من قسم من الدهون الموزعة في كل الجسم. مع هذا، طبقة الدهون هي العنصر الذي يتعلق به، بشكل كبير، حجم الثديين. بالنتيجة، إنه خبر سيء للنساء، ولكنه خبر جيد للرجال.
من الأفضل ألا تستهلكوا البطاطس ذات اللون المائل للاخضرار، فهي تحتوي على الكثير من السولانين السام الذي لا يمكن التخلص منه حتى بعد الطهو. لكن لا تهلعوا : من غير المحتمل أن يحدث لكم شيء بعد أن تستهلكوا حبة بطاطس مخضرة قليلاّ.
هل لاحظتم سابقاً لأي درجة من الصعب أن تتوقفوا عندما تبدأون بأكل البطاطا المقلية أو كيس تشيبس ؟ بالنتيجة، نحن نأكل أكثر مما يجب أن نأكل وبسبب هذا الميل للفاست فود قد يزيد وزننا بضعة كيلوغرامات في وقت قصير.
يمكننا اعتبار البطاطس طعاماً صحياً بشكل عام، وحتى أنها مناسبة للريجيم.
لكن ما الذي يحدث عندما نأكل البطاطس بشكل حصري ؟
في سنة 2016، قرر أندرو تايلور، من مدينة ملبورن بأستراليا، عبر قناة اليوتيوب الخاصة به Spud Fit، أن يجد الجواب على هذا السؤال. بدأ أندرو بزيارة السوبرماركت لشراء ستة كيلوات من البطاطس. برأيه، كان يحصل على %99 من السعرات الحرارية عن طريق استهلاك هذا الطعام. والواحد بالمئة الباقية من البهارات والأعشاب والصلصات والإضافات القليلة السعرات الحرارية مثل الثوم أو حليب الصويا.
كان أندرو يرغب في أن يبدأ نشاطاً رياضياً، يحارب بدانته ويتخلص من إدمانه على الطعام. كان يحاول أن ينظر إلى الأطعمة على أنها وقود للجسم وليست تعويضاً أو مكافأة.
في السابق، بحث هذا الرجل كثيراً عن معلومات بخصوص البطاطا واستشار أخصائي تغذية. واتخذ الاثنان القرار بالتوقف عن التجربة إذا انتكست حالة أندرو.
9” شهور من ريجيم يرتكز على البطاطس.
قبل : 151,7 كلغ. بعد : 101,5 كلغ”.
من وقت لآخر، كان تايلور يجري فحوصات طبية، ومن بينها فحص الدم. وانخفض عنده مستوى الكولسترول والسكر في الدم، بينما عادت مؤشرات أخرى مثل ضغط الدم إلى معدلها الطبيعي. كان يمارس الرياضة ويشعر بالحيوية والنشاط. في تسعة شهور، توصل إلى خسارة 50,2 كلغ.
أطلق أندرو التحدي وتابع هذا الريجيم مدة سنة : توصل بالمجمل إلى فقدان 53,2 كلغ. أجرى العديد من المقابلات، ظهر عدة مرات على التلفزيون، وحتى أنه كتب كتابين : كتاب في الطبخ وآخر يشرح كيف توصل إلى أن يقهر إدمانه على الطعام.
برغم النجاح الشخصي لهذا الأسترالي، لم يكن الرأي العلمي مشجعاً. مع نظام غذائي يرتكز على البطاطا، تكون الحصص اليومية محدودة للغاية، الجسم يفتقر إلى الفيتامينات (A, E, K) وإلى المعادن (الكالسيوم والسيلينيوم) غير الموجودة أو الموجودة بكميات غير كافية.
إنها تحتوي على القليل من البروتينات والأحماض الدهنية الضرورية للمحافظة على الجهاز المناعي، والتي تساعد على تنظيم الوزن وعلى بناء الكتلة العضلية. بينما الدهون السليمة تغذي البشرة، الشعر والأظافر.