دراسات حديثة: شرب القهوة يساهم في تراجع نسب الوفاة، وللقهوة فوائد لامتناهية

هل أنتم مع أو ضد القهوة ؟
هل هي مخدر خطر أم علاج معجزة ؟
منذ 40 سنة، والنقاش محتدم حول القهوة في العالم الطبي.
لكن اليوم، عندما نقرأ عناوين الصحف الكبرى، يتملكنا الانطباع أن النقاش أصبح محسوماً.
نتيجة تراكم الدراسات العلمية، يبدو أنها “دواء خارق” !
عاصفة من “الأخبار الطيبة” حول القهوة
إليكم هذا البحث الضخم المنشور حديثاً.
تابع الباحثون سنوات طويلة أكثر من 520000 شخص بالغ من 10 دول أوروبية مختلفة.
واكتشفوا أن كبار شاربيها يتراجع خطر وفاتهم بنسبة %12 مقارنةً بالذين لا يشربونها.
نفس النتائج المدهشة لوحظت عند 185000 شخص في أفريقيا، أميركا الجنوبية أو اليابان : تراجع خطر الموت بنسبة %18 عند الذين يشربون على الأقل كوبين أو 3 أكواب يومياً.
حتى القهوة المنزوعة الكافيين مفيدة للصحة !
ذهبت دراسات أخرى حديثة في هذا الاتجاه بالضبط :
  • بحسب تحليل ضخم قامت به كلية الصحة العامة في هارفارد، فإن 3 إلى 5 أكواب من القهوة باليوم (بكافيين أو بدونه) قد تكفي للحدّ بشكل قوي من خطر الوفاة بمرض في القلب والشرايين او بمرض عصبي أو حتى بالسكري؛
  • جمع باحثون آخرون حوالى 10000 دراسة منشورة عن القهوة واستنتجوا منها أن استهلاك 4 أكواب منها باليوم ليس له تأثير سلبي على الصحة، بل له بالأحرى فوائد حقيقية !
شرب القهوة ضد السرطان ؟
إذا أردنا أن نصدق “الاكتشافات” الأخيرة، فإنها أيضاً شراب مدهش مضاد للسرطان :
  • للرجال، شرب 4 إلى 6 أكواب منها باليوم يؤدي إلى انخفاض بنسبة %60 في الإصابة المتقدمة بسرطان البروستات
  • للسيدات، أكثر من 5 أكواب قهوة في اليوم قد تحميكم من أخطر أنواع سرطان الثدي، وكوبان سيحدّان من خطر معاودة المرض؛
  • حتى سرطان الجلد يتأثر نتيجة القهوة : 4 أكواب منها تخفض الخطر بنسبة %20؛
  • بالنسبة لسرطان الحنجرة، 4 أكواب منها باليوم تخفض خطر الوفاة بنسبة %49.
ولا ننسى أنها تحدّ من خطر الإصابة بسرطان المستقيم : ينخفض الخطر %50 عند الذين يشربون أكثر من 2,5 أكواب في اليوم !
ظاهرياً، إنها أخبار رائعة لشاربي القهوة، أليس كذلك ؟
ولكنها لا تتوقف عند هذا الحدّ :
حتى الجنس !
لا أريد أن أصدع رأسكم بالدراسات، لكن اعلموا أن دراسات أخرى تؤكد أن هناك فوائد للقهوة على الكبد والدماغ.
وقد وجدوا أيضاً تأثيراً مدهشاً…على الجنس !
أعزائي الرجال، اعلموا أن ثلاث أكواب منها تخفف بنسبة %40 من مشكلة خلل الانتصاب.
هذا التأثير قد يكون سببه زيادة تدفق الدم في أسفل البطن، وهي المنطقة التي تكون بأمسّ الحاجة لهذا في حالة النشاط الجنسي !
نعم، القهوة لها فوائدها المثبتة حقاً
أولاً، لن تتفاجأوا عندما تعلمون أنها ممتازة للإمساك.
لا نحتاج بدون شك إلى دراسات من أجل معرفة هذا، ولكن لم يعد هناك أدنى تشكيك في الموضوع بعد الأبحاث الحديثة.
من جهة أخرى، هذا يعطي مصداقية لتأثير القهوة المضاد لسرطان القولون : مجرد قضاء حاجتكم بشكل منتظم يحميكم من هذا السرطان.
أيضاً، ليس هناك أدنى شك أن لها تأثيراتها الإيجابية جداً على الكبد.
حتى عند المرضى المصابين بالتهاب الكبد C، فإن استهلاكها يساعد على تحسين عوارض المرض بشكل واضح.
كما أنه استناداً إلى دراسة أخرى، فإنها قد تحمي جيناتكم الوراثية من الأضرار التي تحدث لها يومياً.
هذا ما قد يشرح تأثيرها الإيجابي على الصحة بشكل عام، لأن تلف ال DNA هو أحد الأسباب المباشرة لتسارع شيخوخة الجسم.
ببقى السؤال المفتاح : ما الذي يمتلك هذا التأثير الإيجابي في القهوة ؟
سر القهوة الصحي – ليس الكافيين !
بعكس ما نعتقده، ربما لا يكون الكافيين.
الكافيين هو منشط يرفع الأداء الرياضي والفكري…لكن فوائده تتوقف دون شك هنا !
على ما يبدو، يمكن أن نعزو التأثيرات الإيجابية للقهوة بغالبيتها إلى “البوليفينولات” الثمينة التي تحتويها.
لماذا ؟
لأن هذه البوليفينولات تغذي البكتيريا الجيدة في أمعائكم وتحسّن صحة الفلورا المعوية الشهيرة.
ووجود فلورا معوية سليمة، هو إحدى أهم الضمانات لتعيشوا عمراً أطول وبصحة جيدة.
لهذا فإن القهوة بما فيها المنزوعة الكافيين (بما أنها تحتوي من البوليفينولات بقدر ما تحتوي القهوة الحقيقية) هي بالأحرى جيدة للصحة بشكل عام.
لكن انتبهوا : إنها ليست نهاية القصة.
حتى أفضل الأطعمة صحياً لها عيوبها – ليس هناك طعام مثالي %100.
وخصوصاً، ليس هناك طعام ملائم ل%100 من الناس – لأننا مختلفون كلنا عن بعضنا البعض !
الطعام الذي يلائم أغلبية الناس قد لا يلائم اقلية معينة.
الجنسالسرطانالقهوة