كشفت دراسات حديثة وجود جزيئات صغيرة في الملح البحري في بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، الصين والولايات المتحدة (وعلى ما يبدو أن هذه النتائج تنطبق على أغلب أنحاء العالم).
كما ذكروا أن لسبب قد يعود إلى التلوث ناتج بأغلبه عن المايكروفايبر والبلاستيك الذي يستعمل لمرة واحدة. مثل قناني الماء التي تمثّل القسم الأكبر من النفايات البلاستيكية.
فكل سنة، يُرمى 12 مليون طن من البلاستيك في محيطات العالم. وهو ما يعادل إلقاء حمولة شاحنة من النفايات البلاستيكية بالدقيقة في محيطات العالم، بحسب الأمم المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك أعلن شيري ماسون البروفسور في جامعة ولاية نيويورك في فريدونيا، الذي أشرف على الأبحاث الأخيرة فيما يتعلق بتلوث الملح بالبلاستيك: “البلاستيك ليس فقط متواجداً في كل مكان في مجتمعنا من حيث الاستخدام اليومي، لكنه متواجد في كل مكان في البيئة”.
جزيئات البلاستيك
إنها في كل مكان، في الهواء، في الماء، في الاسماك وثمار البحر التي نأكلها، المشروبات التي نشربها، الملح الذي نستهلكه. البلاستيك فعلياً في كل مكان”.
لذلك تعاون ماسون مع باحثين من جامعة مينيسوتا، لاختبار وجود المايكروبلاستيك في الملح والمشروبات ومياه الشرب. وقد شملت أبحاثهم 12 نوعاً مختلفاً من الملح ( منها 10 أنواع من ملح البحر).
لاحظ ماسون أن الأميركيون سوف يبتلعون أكثر من 660 جزيئة من البلاستيك كل سنة. وذلك إذا اتبعوا نصيحة الهيئات الصحية المسؤولة بتناول 2,3 غرام من الملح يومياً.
مع هذا، فأغلب الأميركيين يبتلعون أكثر من هذا بكثير، لأن هذه الهيئات نفسها تقدّر أن النظام الغذائي ل %90 من الأميركيين غني جداً بالملح.
لا نعرف تأثير ابتلاع جزيئات البلاستيك على الصحة. يجد العلماء صعوبة في اكتشاف مدى تأثير البلاستيك على الجسم البشري. لأنهم لا يستطيعون العثور على أي مجموعة من الناس غير معرضة للبلاستيك كي يقوموا بالمقارنة معها.
سجّل الباحثون في كلية الصحة العامة Bloomberg Hopkins Johns وجامعة ولاية أريزونا سنة 2013 أن “كل الناس معرضون للبلاستيك في لحظة ما من الولادة إلى الوفاة.
تم اكتشاف مستويات ملحوظة من ثنائي الفينول أ bisphenolA في البول عند %95 من البالغين في الولايات المتحدة”.
ليس هناك تأثير واضح على الصحة
أعلن خوان كونيزا البروفسور الذي يشرف على الأبحاث حول ملح البحر في جامعة آليكانتي في أسبانيا: “ليس هناك أي تأثير واضح على الصحة البشرية لأنه لا يوجد هناك دراسات بهذا الشأن”.
في شهر آب / أغسطس الماضي، استنتج باحثون اسبان أن “منتجات البحر ملوثة بشكل لا رجعة فيه بالمايكروبلاستيك. وأن هناك وجود عميق للمايكروبلاستيك في البيئة”، بحسب دراسة منشورة في Nature in Reports Scientific.
فحص العلماء 12نوعاً من ملح البحر ووجدوا البلاستيك في كل منها. أكثر نوع بلاستيك عثروا عليه كان ال polyethyleneterephthalate وهي المادة المستخدمة في تصنيع قناني البلاستيك.
فحصت مجموعات من العلماء في فرنسا، بريطانيا وماليزيا حديثاً، 17 نوعاً من الملح قادمة من ثمانية بلاد مختلفة واختبروا، ما كانوا بعتقدون أنه جزيئات من البلاستيك.
فعثروا على البلاستيك في كل العينات، باستثناء واحدة، واكتشفوا أن نوع البلاستيك الغالب كان من ال polyethylene وال polypropylene .
اكتشف العلماء وجود البلاستيك في الملح سنة 2015.
فقد وجدوا جزيئات متناهية في الصغر قادمة من مستحضرات تقشير البشرة، من مستحضرات التجميل كما من قطع من قناني البلاستيك. تمّ العثور عليها في عينات من 15 منتج تحتوي على الملح، متوافرة في محلات البقالة الصينية.
يعتقد بعض الباحثين، ومنهم ماسون، أن الملح البحري يتعرض أكثر من غيره للتلوث بالبلاستيك بسبب طريقة تصنيعه التي تعتمد على تجفيف ماء البحر.