كلوا ” القذارة “
لقد قرأتم العنوان جيداً: إنها نظرية جدية جداً لطبيب وأخصائي تغذية أميريكي. إنه يقترح نظاماً غذائياً من البكتيريا لتقوية جهازكم المناعي.
للحفاظ على صحة جيدة، هل يجب أن تأكلوا ” القذارة ” ؟
نعم، لم تقرأوا خطأ : إنها نظرية جدية جداً للطبيب وأخصائي التغذية الأميركي، جوش آكس، مؤسس عيادة لممارسة الطب الطبيعي وموقع أنترنت مخصص للصحة.
لقد طوّر فكرته من خلال كتاب بعنوان “القذارة جيدة للصحة” أكد فيه أن “التحسينات” التي حصلت في أسلوب حياتنا، منذ عدة عقود:
النظافة المفرطة، التعقيم، المضادات الحيوية…كانت على حساب صحتنا، وعرّضتنا في الحقيقة لأمراض مزمنة مثل الحساسيات، الربو، عدم القدرة على تحمل بعض الأطعمة…
يذكر في الكتاب :
“عندما نعيش في فقاعة معقمة ونعتبر الميكروبات والقذارة أعداءً علينا أن نقضي عليها أو نتجنبها بأي شكل كان، فنحن نبعد عنّا بعض أقوى حلفاء صحتنا، والعواقب الكارثية لهذا تتراكم كلها من حولنا”.
“لقد تخلينا عن المعركة من أجل الحفاظ على الفلورا المعوية (الحاضنة للبكتيريا المفيدة) وتركنا حاجز الأمعاء مفتوحاً على مصراعيه أمام جيوش البكتيريا التي حاولنا جهدنا أن نتجنبها”.
مثال غسيل الأطباق اليدوي
بحسب ما يقول الطبيب “الرأي العام يملي علينا أنه من الأفضل دائماً غسل الأكواب، الأطباق، الملاعق والسكاكين في غسالة الأطباق (الجلاية) الكهربائية لأنها تخرج منها أنظف، “معقمة” بالماء الساخن جداً.
لكن، في هذا الوقت، نحن نحرم جسمنا من فرصة أن يتعرض لبكتيريا أكثر، مما يساعد على تقوية جهازه المناعي”.
تبين نتيجة دراسة سويدية نشرت سنة 2015وشملت 1029ولد سويدي أعمارهم ما بين 7و 8سنوات أن
“الأهل الذين يغسلون أوانيهم باليد لا بالجلاية يكون أولادهم أقل تعرضاً للإصابة بالأكزيما أو بالربو التحسسي أو بحمى القش”.
ودائماً حسبما يقول الأخصائي، عندما نركّز انتباهنا على حياة بدون ميكروبات، فنحن نؤذي جهازنا الهضمي ونتسبب بنمو تشققات متناهية الصغر في جهازنا الهضمي، مما يؤدي إلى التهاب عام وضعف مناعة نتيجة “متلازمة الأمعاء الراشحة”.
لكن قد ثبت علمياً أنه يسكن في أمعائنا حوالى 100000مليار من البكتيريا المفيدة لصحتنا ! تتجمع هذه البكتيريا في بيئة حاضنة تسمى “الفلورا المعوية”.
كيف نحميها ؟
يقترح جوش آكس أن نعيد القليل من “القذارة” إلى حياتنا ونسمح هكذا للبكتيريا الجيدة، مثل البروبوبيوتيك، بأن تستعمر من جديد جهازنا الهضمي.
يمكننا أن نجدها في نظامنا الغذائي.
أين نجد البروبيوتيك ؟
- الحليب المخمر (الكفير…) وكل منتجات الألبان المخمرة (اللبن الطبيعي، اللبنة…)
- المخللات (الكبيس) على أنواعها
- منتجات الصويا المخمرة مثل الميزو
- علاوة على الأطعمة، يمكننا أن نتناول البروبيوتيك أيضاً على شكل مكملات غذائية : كبسولات، حبوب…
لكن ما هو مدهش أكثر أن الدكتور أكس يقول إنه مقتنع إلى حد كبير بفوائد “توسيخ اليدين” على الصحة حتى أنه يأكل كميات صغيرة من التراب:
“عندما أشتري حزمة من الجزر العضوي من السوق، أعرف أنه من الأفضل أن أكتفي بغسل الجزر بكل بساطة تحت الماء بدل أن أفركه بالفرشاة وبسائل تنظيف
لأن القشرة الخارجية للجزر تحتوي على ميكروبات مفيدة”.
باختصار، من الأفضل أن لا ننظف الفواكه والحضار قبل الاستهلاك…بمعنى أن نترك بضع حبات من الرمل عند تناولها !
هناك مجالات أخرى للعثور على البكتيريا الجيدة
علاوة على التغيير في نظام غذائنا، ينصح أخصائي التغذية باقتناء كلب أو قط، لأنه بحسب الدراسة المنشورة في مجلة “allergy experimental and Clinical”
فإن وجود حيوانات أليفة “يمكن أن يحسّن الجهاز المناعي ويحدّ من الحساسيات عند الأولاد”.
إنه يعتقد أيضاً ان السباحة في المحيط جيدة، لأن هناك “بكتيريا جيدة” في الماء المالح.
أخيراً، إنه ينصح بالمشي بقدمين حافيتين قدر الإمكان : “قدمان حافيتان في العشب، على طرقات ترابية، في الرمل أو على دروب الحصى بعد عاصفة، تحتك قدماكم بالأرض مباشرة مما يتيح الإمكانية لمليارات البكتيريا وميكروبات أخرى مفيدة أن تصعد”.