للتغلب على استحالة رفع مستوى الدوبامين في الدماغ لمحاربة مرض باركنسون، خطرت ببال العلماء فكرة أن ينشطوا مباشرة مستقبلات الدوبامين. ومن هنا أتت الأدوية التي تحولكم إلى أشخاص مهووسين بالقمار والجنس.
التأثير غير مباشر لهذه العملية:
لا يزيد إفراز الدوبامين، ولكن المستقبلات تتصرف كأنها تلقت للتو جرعة من الدوبامين.
ونجحت الفكرة. ليست بنفس فعالية ال L-Dopa، ولكن بما يكفي لإعطاء دفعة من الدعم للجسم. إنها تُعطى عموماً في بداية المرض، بدل ال L-dopa، الهدف هو أن نؤخر إلى أقصى حد اللحظة التي يجب على المرضى فيها أن يأخذوا ال L-dopa، بما أننا نعرف أن تأثيراته تنتهي بالتلاشي.
المشكلة “الصغيرة” هي أن هذه الأدوية الجديدة لا تلائم كل الناس. حتى أن لديها خاصية تحويل مرضى عديدين…إلى مهووسين بألعاب القمار وبالجنس !
تجربة ديدييه وتحوّله إلى رجب مهووس بالقمار والجنس:
هذا ما حدث لديدييه التي اضطربت حياته عندما بدأ بتناول أحد هذه الأدوية، ال Requip (ropinirole)، سنة 2004. والذي يعد من الأدوية التي تحولكم إلى أشخاص مهووسين. هذا الأب النموذجي المنظم أصبح فجأة مدمناً على ألعاب القمار على الأنترنت. في البداية، لم يكن يستخدم (أو يخسر) سوى بضع مئات من الدولارات شهرياً. ثم أصبح الأمر أكثر جدية : لقد كان يمضي لياليه يلعب على الأنترنت، وبدأ يخسر عشرات الألوف من الدولارات. وهو الذي لم يقترض أبداً كل حياته، أخذ يستدين من كل من حوله ليرضي إدمانه المخيف.
فيما يتعلق بموضوع الجنس، لقد كان يفعله عن طيب خاطر. فقد كانت هذه الطاقة الإضافية أمراً مثيراً له وأكثر تسلية.
كما بالنسبة للقمار، الأمر مفيد بجرعات صغيرة. لكن ليس عندما تتخلخل كل حياته، ويبدأ بأذية من حوله وتدمير نفسه.
هذه كانت حالة ديدييه، الذي تملكته طاقة جنسية دائمة لا تشبع. كان يخرج تقريباً كل مساء ولا يعود إلا بعد أن ينجح في إغواء أي شخص، سواء كان رجلاً أو امرأة، مهما كانت حالته من ناحية النظافة والصحة والعمر.
لم يتحرر من هذه السلوكيات إلا عندما أوقف هذه الأدوية. لكن في خلال هذه الفترة، كان قد دمّر على نطاق واسع حياته الزوجية التي بناها منذ عقود.
رفع دعوى ضد شركة GSK التي تنتج دواء Requip:
ربح ديدييه في سنة 2012 دعواه ضد شركة GSK التي تنتج دواء Requip. لأن هذه الشركة كانت حريصة على عدم ذكر هذه “التأثيرات غير المرغوب فيها” في نشرة الدواء… مع أنها كانت تعرفها أفضل من أي شخص آخر.
تجارب عيادية:
في الواقع، خلال التجارب العيادية، قام مريضان يستعملان دواء Requip بالتعري وسط الشارع ! لكن شركة GSK اكتفت بذكر أن دواءها يزيد الليبيدو، وهذا ما يزيد مبيعاتها بالطبع. منذ ذلك الوقت، تم توثيق التأثيرات الضارة لهذا النوع من الأدوية على نطاقٍ واسع. يعتقد مستشفى مايو كلينيك، أهم مستشفى في أميركا، أن هذه التأثيرات تصيب حتى %18 من المرضى.
لهذا فإن الطرق الطبيعية ثمينة جداً. إنها تحسّن نوعية حياة المرضى بدون أدنى تأثير جانبي، ويمكن حتى أن تؤخر تناول ال L-dopa…مما يضيف إلى عمركم سنوات من الحياة تقضونها وأنتم بكامل لياقتكم !f