علاج الرشح والانفلونزا والأمراض الشتوية: الاكتشاف الذي غيّر مسار التاريخ
Share
علاج الرشح والانفلونزا : مجموعة من الظروف الاستثنائية أدّت إلى اكتشاف هذا العلاج الهام للالتهابات الشتويّة أو أمراض الشتاء
أصدقاء الصحة الأعزّاء،
لا، أنا لا أتحدّث عن الفيتامين C. لكن كان من الممكن الحديث عنه أيضاً! لأنّ الفيتامين C فعّال جداً في مواجهة أمراض الشتاء، شرط أن تكون الجرعات مناسبة. وكنّا لنغفل عن هذا العلاج الهام لو أنه لم يثر اهتمام أحد الحائزين على جائزة نوبل للكيمياء (لينوس بولينغ)، عن طريق الصدفة نوعاً ما.
لكنني سأحدّثكم اليوم عن العلاج الآخر البارز للعدوى وللالتهابات.
احتاج الأمر وعلى غرار الفيتامين C إلى تصميم رجل غريب عن المجتمع الطبي. وهو ليس حائزاً على جائزة نوبل مع ما يترافق معها من مكانة علميّة… بل مجرد مخطط مدنيّ حائز على إجازة في الرياضيات!
الرشح الذي غيّر مسار التاريخ
بعد بضعة أشهر (تابع الجزء الأول من المقالة : شفاء السرطان بالزنك : لماذا يتجاهل أخصائيو أمراض السرطان العلاج بالزنك ؟https://ma3lomatsohiya.com/56632/2025/12/شفاء-السرطان-بالزنك-لماذا-يتجاهل-أخصا/) أُصيبت كارين برشح حاد جداً. وبلغ الالتهاب في حلقها حداً حال دون قدرتها على ابتلاع قرص الزنك 50ملغ. عندئذ، نصحها والدها بأن تمضغه ففعلت ذلك لكنها غفت من شدة الإنهاك والقرص لا يزال في فمها.
بعد وقت قصير، وصلت كارين إلى الصالة مع ألعابها وهي تصرخ “أنا بحال جيدة يا أمي!” تمكّنت من التخلّص من رشحها تماماً في غضون بضع ساعات…. في حين أنّ جهازها المناعي لا يعمل جيداً بسبب العلاج الكيميائي!
ذُهل أبوها. هذا الشفاء غير المتوقّع لم يكن وليد الصدفة بالنسبة إليه، لاسيما أنه يعرف الآن كافة الخصائص العلميّة للزنك، وقدرته المناعيّة الكبيرة.
أخبر طبيب الأسرة وخبيراً في التغذية في جامعة تكساس بما جرى. وسرعان ما قرر الرجال الثلاثة اختبار أقراص الزنك للمصّ على أنفسهم وعلى محيطهم… وسجلوا نتائج ممتازة! فقرروا إطلاق تجربة سريريّة حسب الأصول لكي يثبتوا علمياً فاعلية هذه الطريقة في تناول الزنك.
جاء النجاح ساحقاً… ثم لا شيء.
صنعت التجربة السريرية التي نُشرت في العام 1984 التاريخ.
اقتُرح على أكثر من مئة متطوّع يعانون من الرشح أن يمصوا أقراصاً من الزنك على مدى 7 أيام. تلقّى قسم منهم أقراصاً من الزنك فيما تلقى القسم الآخر أقراصاً “وهميّة”.
جاءت النتائج مبهرة. فأولئك الذين تناولوا الزنك عانوا من أعراض العدوى مدة 4 أيام فقط كمعدل وسطي… فيما عانى الآخرون مدة 11 يوماً!
كانت جرعات الزنك عالية نسبياً لتحقيق هذه النتائج.
طُلب من المرضى البالغين أن يمصّوا قرصين 23ملغ بشكل متتالٍ، ومن ثم قرصاً واحداً كل ساعتين على ألا تتعدى الكمية 12 قرصاً في اليوم.
كانت النتيجة فوريّة بالنسبة إلى البعض: مريض واحد من أصل خمسة مرضى شفي تماماً في غضون 24 ساعة (في حين أنّ أحداً لم يُشفَ من المجموعة التي تناولت دواءً وهمياً!)؛
وشُفي ثلاثة أرباع أفراد المجموعة في غضون 3 أيام.
إنها نتائج استثنائيّة.
إنّ العدوى “العادية والبسيطة” التي تصيبنا في الشتاء ليست خطرة لكن يصعب علاجها.
يترافق هذا مع تجنّب ملايين الساعات من المرض… ووعود كبيرة بشفاء أنواع العدوى الفيروسيّة الأخرى.
تم منطقياً إجراء العديد من التجارب السريرية للتحقق من هذه النتائج المبهرة.
لكنها لم تسجّل النتائج نفسها التي توصّل إليها جورج إبي، حتى أنّ بعض الدراسات توصّلت إلى أنّ الفائدة معدومة أو صفر.
هذا غير مفهوم أبداً. لكن كيميائياً فرنسياً وجد مفتاح اللغز. وجدتها!
الزنك لا يعطي نتيجة إلا إذا…
سأخبركم في المقالة القادمة، فابقوا على تواصل معنا!