لماذا لا يفيد الحليب في تقوية عظامكم ؟
الحليب وتقوية العظام
الكل يعلم أهمية أن يكون معدل الكالسيوم في الجسم جيداً لاسيما لتجنّب الكسور وهشاشة العظام وحتى ما يُعرف بضعف كثافة العظام وهي المرحلة التي تسبق مرض هشاشة العظام. ولهذا السبب نسعى إلى تناول أطعمة غنيّة بالكالسيوم لكن ينبغي أن نتنبّه إلى توافرها البيولوجي أيّ إلى قدرة الجسم على امتصاصها بسهولة. فعلى سبيل المثال، يحتوي كوب من حليب البقر 240مل، أيّ كوب كبير من الحليب، على 300ملغ من الكالسيوم، ما يُعتبر نسبة جيدة لكن الجسم سيمتصّ أقل من 100 ملغ أيّ أقل من الثلثين في حين أنّ 80غ من الكرنب الأجعد أيّ حصة صغيرة جداً تحتوي على 380 ملغ من الكالسيوم الذي يمتصه الجسم بنسبة 100%.
إذن، يجب أن نعرف كمية الكالسيوم الموجودة في صنف الطعام لكن ينبغي أن نعرف أيضاً مدى توافرها البيولوجي أيّ النسبة التي يمكن للجسم أن يمتصها.
في الواقع، ومنذ فبراير/شباط من العام 2017، اعترفت الوكالة الفرنسية لأمن الغذاء بعدم قدرة الحليب ومشتقاته على الحماية من الكسور؛ بالتالي، إذا راجعتم توصيات هذه الوكالة، فسترون أنّها لم تعد توصي بالحليب ومشتقاته للوقاية من الكسور ومن هشاشة العظام. لذا، من المهم أن نعرف كيف نحصل على الكالسيوم.
مما لا شك فيه أننا نستطيع الحصول على الكالسيوم على شكل كبسولات لكن الجسم لا يمتصها بسهولة وذلك لسبب وجيه وهو أنّ الطبيعة تشتمل على ممالك أو عوالم عديدة: مملكة المعادن، مملكة النبات، مملكة الحيوان ومملكة الانسان.
ونجد أنّ مملكة الانسان بعيدة عن مملكة المعادن، ما يعني أننا نستطيع أن نهضم ونمتصّ المعادن كالكالسيوم إذا ما تم تحويلها إلى شكل نباتيّ أو حيواني أيّ إذا مرّت أولاً بمملكة النبات أو مملكة الحيوان. يمكن أن نحصل على الكالسيوم من مملكة النبات عبر تناول بودرة الليثوثامني، وهي طحالب صغيرة جداً ورقيقة تحمي نفسها بواسطة قشرة غنيّة بالكالسيوم الذي يمكن للجسم أن يمتصه بسهولة. إذن، يمكن تناول كبسولات من الليثوثامني، وهي أفضل من كبسولات الكالسيوم المنتجة من مملكة المعادن مباشرة. أما في ما يتعلق بمملكة الحيوان، فيمكننا على سبيل المثال أن نتناول الأراغونيت الموجود في صدفة المحار أو من داخل المحار، وهي غنيّة جداً بسيترات الكالسيوم القابل للإمتصاص لأنه مرّ بمملكة الحيوان. ويحتوي الأراغونيت بالإضافة إلى الكالسيوم على أحماض أمينية وكولاجين ومعادن أخرى. ولعل أهمية هذه العلاجات الطبيعيّة تكمن في أنها تقدّم لنا الكثير من المواد الإضافية التي تعزز فاعلية الكالسيوم.