آلام المفاصل : ما هو الطعام الذي يلتصق بغضاريف الركبتين ويتلفهما ؟

آلام المفاصل: يجب أن أخبركم بأمر مهم، ولعله السبب الخفي الذي يقف خلف 75% من مشاكل المفاصل. إنه تفاعل كيميائي غريب بعض الشيء يحدث داخل الجسم. هذا التفاعل يلحق الضرر بالغضاريف فضلاً عن الأوتار والأربطة والأنسجة…
وثمة مذنب يقف خلف هذا التفاعل الكيميائي الغريب: إنها الأطعمة التي “تُكرمل” المفاصل… نعم، نعم… الأمر أشبه بوجود كراميل صلب جداً في المفاصل.
أول من أشار إلى ما يمكن أن يكون “السبب الخفي” لآلام المفاصل هو البروفسور لويس كاميل مايارد. حصل هذا في العام 1911 حيث نال العديد من الجوائز بسبب هذا الاكتشاف. اكتشف العالم الشاب ظاهرة نسمّيها الآن الغلوزة glycation.
إنه اكتشاف مهم جداً بحيث يُطلق عليه حالياً اسم “تفاعل مايارد أو ميار” كتقدير لاكتشافه.
ما هو؟ إنه تفاعل كيميائي يحدث عندما تلتصق السكريات بالبروتينات.
عندما تطهون البطاطس في الفرن، يصبح لونها ذهبياً ومكرملاً. إنها لذيذة، أليس كذلك؟
خلال الطهي، تحوّلت البروتينات إلى “بروتينات متسكّرة”. وتكمن المشكلة في أنّ هذه البروتينات المتسكّرة “نهائية وغير قابلة للعكس”. مع مرور الوقت، تتراكم هذه البروتينات المتسكّرة في الخلايا وتتلف كل شيء خلال مرورها، لاسيّما الكولاجين الطبيعي في الجسم.
عندما تلتصق البروتينات المتسكّرة بالكولاجين الموجود في المفاصل، تصبح هذه الأخيرة أكثر خشونة وتصلّباً ويمكن أن تظهر التصلّبات بسهولة أكبر.
لهذا السبب يجب ألا يكون نظامنا الغذائي غنياً بالمأكولات “المسكّرة”. تجنّبوا كل ما هو غنيّ بالسكر وكل ما هو مشويّ أو محمّص كثيراً، حتى وإن كان لذيذاً…
حاولوا ألا تقل نسبة الأصناف النيئة في نظامكم الغذائي عن 40%، في المقبّلات والتحلية.
المسألة لا تقف هنا، فثمة شيء آخر يحتاجه الجسم ويختفي نسبياً مع التقدّم في السن. نعم، الأمر أشبه بالنظر الذي يضعف مع التقدّم في السن.
لا بدّ من أنكم تضعون نظارات… وأنا أيضاً. وينطبق الأمر نفسه على الشعر… عندما نتجاوز الأربعين أو الخمسين من العمر، يفقد الشعر كثافته.
ينطبق الأمر نفسه على هذه المادة العضوية: يتراجع انتاج الجسم لها تدريجياً. لكن الأمر أسوأ مما هو عليه بالنسبة إلى النظر أو تساقط الشعر إذ لا نتنبّه لهذا النقص ولا نرى أنّ هذه المادة تختفي، علماً أنها ضرورية. وهي موجودة في كافة أنحاء الجسم: في الغضاريف، والأوتار والأربطة والأنسجة العظمية والعضلات والأنسجة الضامة وحتى الجلد.
وهذه المادة الطبيعية هي التي تسمح لهذه العناصر بأن تحافظ على مرونتها وأن تتجدد: إنه الكولاجين.
نأتي كثيراً على ذكره في ما يتعلق بالجلد لأنه يختفي من الوجه أيضاً فتظهر التجاعيد. لكن الأمر نفسه يحدث في المفاصل. عندما يتراجع انتاج الجسم للكولاجين، تفقد المفاصل مرونتها وقدرتها على الحركة. الأمر أشبه بسلسلة دراجة هوائية من دون تشحيم… ستُصدر في البدء صريراً خفيفاً… لتعلق بعدئذ… ثم تفلت… سنقوم بتركيبها لكن المشكلة ستبقى وتتفاقم يوماً تلو الآخر حتى تنقطع السلسلة ذات يوم!
لذا، من الضروري أن نزوّد الجسم بالكولاجين لاسيّما عندما نشعر بأنّ المفاصل خسرت ليونتها وقدرتها على الحركة بسلاسة.
ستتساءلون بالتأكيد عن مصدر الكولاجين؟ من حسن الحظ أنه موجود في غذائنا، فبعض الأطباق غنيّة جداً بالكولاجين مثل مرق العظام على سبيل المثال.
لكن هذا الطبق لا يستسيغه الجميع… إن كنتم تحبون اللحوم العادية فيمكن لقطعة من لحم العجل أو حتى الدواجن أن تفي بالغرض… اطمئنوا فكافة اللحوم غنيّة بالكولاجين. ويمكنكم أيضاً تناول الأسماك وبياض البيض فهي تُعدّ مصدراً جيداً للكولاجين.
لكن الحل الأبسط كي تمنحوا الجسم “جرعة” حقيقية من الكولاجين بشكل مستمر هو أن تتناولوا مكمّلات من الكولاجين.
تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي تناول أيّ نوع من الكولاجين، فالأكثر فاعلية هو الكولاجين من نوع II غير المتحلل. ولتعزيز مفعوله، لا بد من مراقبة كمية الفيتامين C التي تتناولونها إذ أنّ هذا الفيتامين ضروري لصناعة الكولاجين. فما من كولاجين من دون فيتامين C.
لا ينحصر تأثير هذا الفيتامين الضروري في تزويدنا بالطاقة بل يساهم أيضاً في تشكّل الكولاجين كي تعمل الغضاريف بشكل طبيعي.  

Charles Duval

تابعوا الجزء الثاني من المقالة : مفاصلكم تؤلمكم : عشبتان يؤكد العلماء أنهما تخلصانكم من معاناتكم

تعليقات
Loading...