دخل إلى المستشفى لأنه كان يأكل أطعمة صحية. السبب غريب ولا يخطر بالبال فعلاً !

ريتشارد غيلفوند هو المدير الحالي لشركة IMAX (شاشات السينما العملاقة).

إنه شخص رياضي معروف بأن صحته كالحديد. لكن في سنة 2010، أصيب بعوارض مرضية غريبة.

بدأ يفقد حس التوازن. وازدادت حالته سوءاً بالتدريج…حتى لم يعد يستطيع عبور الشارع بدون مساعدة خارجية !

أجرى له طبيبه كل الفحوصات المعتادة…لكنه لم يجد شيئاً شاذاً. فاستشار طبيباً آخر اعترف أنه هو الآخر عاجز. ثم ثالث، ثم رابع…أفضل أطباء البلاد ! ولكن بدون نتيجة.

وأخيراً، توصلت الفحوصات المخبرية إلى طرف خيط : أظهر فحص دقيق وجود نسبة غير عادية من الزئبق في دمه، أعلى ب 12 مرة من المعدلات العادية ! لكن الزئبق سم، وهو حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، أحد أخطر 10 سموم في العالم، وتأثيره على الدماغ أخطر.

ومن أين أتى كل هذا الزئبق ؟ الجواب قد يدهشكم : لقد كان مصدره السوشي الذي يأكله كل يوم منذ سنوات !

نعم، كان ريتشارد جيلفوند يحاول تجنب المأكولات السريعة (مثل الهامبرغر، البيتزا، التشيبس)، فاعتقد أنه يقدم أكبر خدمة لصحته إذا أكل كل يوم هذا الطبق الياباني المكون من السمك النيء والأرز الأبيض.

في الواقع، إنه طبق مرتفع الملوحة، يفتقر إلى الخضار، وهو غني جداً بالسكريات السريعة (الموجودة في الأرز الأبيض).

لكن المدهش أن السمك هو السبب الكامن وراء هذه المشكلة خصوصاً.

نظرياً، السمك هو غذاء رائع، ببروتيناته القليلة الدهون ومعادنه والأوميغا-3. باستثناء أن…الحقيقة المرّة اليوم هي أن محيطاتنا وبحارنا ملوثة بشكل غير معقول.

لهذا السبب، وبحسب المكان الذي اصطيدت فيه، فإن الأسماك المدهنة (مثل السلمون) يمكن أن يتركز فيها كمية مخيفة من المنتجات الكيميائية (PCB، مبيدات حشرية، أدوية).

والأسوأ من هذا : كل الأسماك تحتوي على كميات ليست قليلة من الزئبق. حتى أن الأسماك البرية مثل سمك التونة والسيف، قد يتركز فيها كميات مخيفة منه !

وبهذا الطريقة تسمم ريتشارد جيلفوند على مهل، بينما كان يعتقد أنه يحسّن صحته. اليوم، هو أفضل بكثير، ولكنه لم يستعد كامل طاقته…وبدون شك، لن يستطيع العودة إلى الركض من جديد أبداً.

هذا سبب إضافي لتتحققوا أكثر مما تأكلونه !