علاج السرطان بالفيتامين C: بعد مرور 50 عاماً (راجع الجزء الأول من المقالة : مرض السرطان والفيتامين C : العلاج المضاد للسرطان الذي يزعج المؤسسات الطبية )، ها هو الفيتامين C يعود إلى الواجهة. عاد الفيتامين C الفعّال بهدوء!
منذ عقدين من الزمن، اهتم العديد من العلماء المستقلين والشرفاء من جديد بهذا العلاج المضاد للسرطان.
أثبت الباحثون أولاً أنّ الفيتامين C يقلل الأورام السرطانية في الأنابيب في المختبر. بعدئذ، تم تأكيد فاعلية الفيتامين C في الأجسام الحيّة، على الفئران.
وأثبتت تجارب سريرية صغيرة لاحقاً أنّ الفيتامين C لا يخلّف أيّ آثار سلبية أو أن آثاره السلبية محدودة جداً على مرضى السرطان (باستثناء الحصى في الكلى لدى الذين عانوا من هذه المشكلة في السابق).
بالتالي، فإنّ وجود علاج غير سام نعمة، حتى وإن كان هذا العلاج لا ينفع “وحده” وينبغي استخدامه “كمكمّل” للعلاجات التقليدية. فالتجارب السريريّة كلها تبيّن أنّ الفيتامين C بالوريد يقلل الآثار السلبيّة للعلاج الكيميائي ويحسّن نوعية حياة المرضى (تعب أقل، غثيان أقل، اكتئاب أقل، الخ…)
وهذه أسباب ممتازة لتجربة هذا العلاج بالإضافة إلى العلاجات التقليديّة.
ولهذه الأسباب بالذات نجد أنّ معظم الذين يعملون في عيادات الطب البديل يستخدمون الفيتامين C بالوريد، لاسيّما مع وجود احتمال أن يكون أثر الفيتامين C أبعد من مجرد “الحدّ من الآثار الجانبيّة السلبيّة”.
هل يمكن لهذا العلاج أن يشفي بعض حالات السرطان؟ هل يمكنه أن يحسّن إمكانية نجاة المرضى؟ وهل يمكنه أن يحلّ محل العلاج الكيميائي في بعض الحالات؟
أكتب كلمات هذا السؤال الذي أطرحه بيد مرتجفة نظراً للشموليّة الطبيّة الحالية.
ليس لدينا أجوبة حاسمة على هذه الأسئلة حتى اليوم، نظراً لعدم وجود دراسات كافية من حيث العدد. لكن ثمة إشارات واعدة للغاية:
انظروا نسبة النجاة في هذا النوع من السرطان الذي يكاد يكون غير قابل للشفاء:
في العام 2020، نشر أخصائيو أورام صينيون نتائج تجربة سريرية عشوائيّة مقابل دواء وهمي على 97 مريضاً. يعاني هؤلاء المرضى من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (NSCLC)، وهو أحد أنواع السرطان التي يصعب علاجها، لاسيّما عندما يصبح في مرحلة متقدّمة.
في التجربة السريريّة، تلقى نصف هؤلاء الرعاية المعتادة التي تُقدّم في حالة الإصابة بسرطان عنيد وصل إلى مرحلة متقدّمة جداً.
تلقى النصف الآخر العلاج نفسه بالإضافة إلى الفيتامين C بالوريد (وعلاج فرط الحرارة المعدّل- وهو علاج إضافي واعد جداً سأكلّمكم عنه لاحقاً).
جاءت النتيجة مذهلة.
إليكم منحنيات نجاة المرضى على الرسم. نرى باللون الأخضر أولئك الذين حصلوا على فيتامين C عبر الوريد وعلى علاج فرط الحرارة المعدّل:
المسألة بسيطة: إنّ المرضى الذين تلقّوا العناية التقليديّة المعتادة (اللون البنفسجي)، توفوا جميعاً خلال العام. وهذا ليس مستغرباً جداً بالنسبة إلى مرضى السرطان الحاد والمتقدّم والذي يقاوم العلاجات التقليديّة.
أما المجموعة التي تلقّت علاجات مكمّلة، من ضمنها الفيتامين C، بالإضافة إلى العلاج التقليديّ، فقد بقي نصف أفرادها أحياء بعد مرور 12 شهراً… وبقي ما يُقارب ال30% منهم أحياء بعد 3 سنوات!
هذه إشارة مذهلة وواعدة للغاية بالنسبة إليّ! وهذه الدراسة ليست وحيدة.
ففي العام 2017، أظهرت تجربة سريرية عشوائية صغيرة أنّ الفيتامين C بالوريد يمكن أن يحسّن فرص نجاة مرضى سرطان المبيض مقارنة مع اللواتي يكتفين بالعلاجات التقليدية.
وأكّدت هذه الدراسة أيضاً قدرة الفيتامين C بالوريد على تقليل أضرار العلاج الكيميائي وتحسين نوعية عيش المرضى.
كانت النتيجة التي توصّل إليها الباحثون الأميركيون واضحة وقاطعة:
“نظراً لفائدته المحتملة وسميّته المحدودة، من المبرر اختبار الفيتامين C بالوريد بالتزامن مع العلاج الكيميائي المعتمد، في تجارب سريرية أوسع.”
حدث هذا في العام 2014، قبل 11 عاماً.
إنّ المسألة محسومة مسبقاً، فوحده قطاع صناعة الدواء يملك الإمكانات اللازمة لتنظيم تجارب سريريّة واسعة… ومن الواضح أنه لن ينفق فلساً واحداً على علاج من شأنه أن يجعله يخسر عشرات المليارات من الدولارات كل عام.
إنّ علاجات السرطان الفعّالة والمحدودة السميّة موجودة كما ترون. وقد أخبرتكم من قبل عن النتائج الواعدة التي سجّلها الفيتامين D والميلاتونين في علاج السرطان، وثمة علاجات أخرى.
كل ما تحتاجه هذه العلاجات هو أن تصادق عليها دراسات كبرى مستقلة ونزيهة… لكن هذه الدراسات لن تُجرى طالما بقي نظامنا الصحي أسير نفوذ شركات صناعة الدواء الكبرى.
أتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
راجع الجزء الأول من المقالة : مرض السرطان والفيتامين C : العلاج المضاد للسرطان الذي يزعج المؤسسات الطبية
[2] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC431183/
[3] http://www.impactjournals.com/oncotarget/index.php?journal=oncotarget&page=article&op=view&path%5B%5D=15400
[4] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19197388
[5] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23670640/, https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/16570523/
[6] https://iv.iiarjournals.org/content/25/6/983#:~:text=Results%3A%20Comparison%20of%20control%20and,disorders%2C%20dizziness%20and%20haemorrhagic%20diathesis.
[7] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/20628650/
[8] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32368355/
[9] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/24500406/
المقالة التالية
تعليقات