أدرك العلم أخيراً لما تظهر التجاعيد لدى البعض أكثر من غيرهم!
أيها الأصدقاء الأعزاء،
التجاعيد البارزة: التراجع في نسبة الكولاجين والتعرّض للتدخين والشمس والتلوّث البيئي: أنا واثقة من أنكم سمعتم من قبل بهذه العوامل التي تعرّضكم لخطر شيخوخة الجلد المبكرة.
لكني لست واثقة من أنكم على علم بهذا الاكتشاف الحديث الذي توصّل إليه العلماء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو في بداية العام.
يبدو أنّ ظهور التجاعيد والخطوط الرفيعة وتجاعيد التعابير يرتبط إلى حدّ كبير بتنوّع الميكروبيوم الجلديّ، أيّ مجموع الكائنات الحيّة الدقيقة أو البكتيريا المفيدة التي تعيش على سطح الجلد.
أجرى الباحثون الأميركيون دراسة تحليليّة واسعة انطلاقاً من 13 دراسة حول صحة الجلد، شملت 650 امرأة ما بين سن 18 و70 عاماً.
كشف العلماء، بعد انتهاء أبحاثهم، عن نقطتين هامتين:
- علاقة ايجابية بين تنوّع الميكروبيوم الجلديّ (الذي يشمل أنواع البكتيريا الجيدة التي تعيش على الجلد) والتجاعيد المحيطة بالعين أو ما يُعرف بتجاعيد قدم الإوزة.
- رابط سلبي بين هذا التنوّع نفسه وخسارة الماء عبر البشرة (كمية الرطوبة التي تتبخر عبر الجلد).
هذا ما كان ينبغي إثباته: كلما كان ميكروبيوم الجلد “مثقلاً” كلما مال الجلد إلى أن يشيخ بسهولة وسرعة.
هنّأ سي جين سونغ، الباحث المسؤول عن هذه الدراسة، الفريق على هذا الاكتشاف وأعلن أنه “بداية مرحلة مهمة في تطوير التقنيات من أجل جلد يتمتع بالصحة والشباب”.
حسن…
لكن المشكلة تكمن في أنّ هذه الأعمال الرائعة وضعت كالعادة في خدمة تطوير علاجات جماليّة اصطناعيّة، في حين أنّ الحلول الطبيعيّة الفعّالة والوقائيّة متوفرة بالمجّان…
إليكم إذاً نصائحي الثلاث البسيطة والطبيعيّة 100% لتنظيف الميكروبيوم الجلدي وتنقيته في الحال:
1- الزيوت العطرية، نعم هنا أيضاً!
تتمتع الزيوت العطرية بخصائص مذهلة مضادة للبكتيريا، على مستوى الجلد، وذلك بفضل تركيبتها الكيميائيّة الفريدة.
- تعمل التربينات الموجودة في العديد من الزيوت العطرية مثل زيت شجرة الشاي، على تعطيل أغشية خلايا البكتيريا ما يؤدي إلى القضاء عليها
- تتمتع الكحول، الموجودة في الزيوت مثل زيت اللافندر (الخزامى)، بخصائص مطهّرة تمنع نمو البكتيريا عبر تعطيل أيضها.
- إنّ الفينولات الموجودة في الزيوت مثل زيت كبش القرنفل، فعّالة بشكل خاص في مواجهة البكتيريا التي تتسبب بالمرض عبر تدميرها مباشرة.
إليكم خلطتان جرّبتهما شخصياً ومن شأنهما أن ينقّيا الميكروبيوم، علماً أنّ غيرهما يتوفّر بسهولة على الانترنت:
- امزجوا زيت اللافندر العطري مع زيت نباتي مثل زيت الجوجوبا، ثم ضعوا الخليط على البشرة بعد تنظيفها. يُهدئ اللافندر، وهو ملك المواد المطهّرة، الجلد مع الحفاظ على التوازن الميكروبيولوجي الصحي.
- ثمة حل فعّال للبشرة الحساسة أو التي تعاني من مشاكل وتقضي بخلط زيت الجيرانيوم (إبرة الراعي) العطري مع زيت البندق. يُعرف الجيرانيوم بخصائصه المطهّرة في حين أنّ زيت البندق يعيد التوازن إلى انتاج ألزهم ويغذي الجلد من دون أن يسدّ المسام.
تحذير: أفضّل أن أكرر كلامي لكن لا تنسوا تخفيف الزيوت العطرية بزيت نباتي أوبالماء قبل وضعها على الجلد إذ يمكن أن تكون مركّزة جداً وأن تتسبب بتهيّج البشرة.
2- حذار البارابين والكبريتات والمواد الحافظة الصناعيّة
يتم استخدام البارابين والكبريتات بشكل واسع في منتجات العناية التي تستخدمونها يومياً على الأرجح: مستحضرات التجميل، منتجات العناية بالشعر والمنتجات المخصصة للجلد.
إنّ آثار هذه المواد على جهاز الغدد الصماء معروفة، لكن ما ليس معروفاً جيداً هو أنها تترك أثراً كبيراً أيضاً على تركيبة الميكروبيوم الجلدي.
فقد أظهر العديد من الدراسات أنّ البارابين يمكن أن يعزز نمو بعض أنواع البكتيريا وأن يعمل في الوقت نفسه على تقليل تنوّع الميكروبيوم العام.
أما الكبريتات، وتحديداً كبريتات لوريل الصوديوم وكبريتات لوريث الصوديوم، فتميل إلى القضاء على زيوت الجلد الطبيعيّة، ما يعزز جفاف البشرة وتهيّجها ويساعد على تأمين الأرضيّة اللازمة لانتشار البكتيريا.
بالتالي، اعتمدوا لتنظيف البشرة، تقنيات أوليّة وخالية من المخاطر.
ضعوا على سبيل المثال بضع نقاط من زيت الجوجوبا في كف اليد ودلكوا الوجه والعنق بنعومة. ستسمح حرارة اليد بتسخين الزيت الذي سيتغلغل في الجلد فيذيب الأوساخ وألزهم.
ويعتبر زيت الجوجوبا مزيلاً ممتازاً للماكياج.
3- العناية بالميكروبيوم تبدأ من طبق طعامكم
لتخفيف عبء البكتيريا عن الميكروبيوم الجلدي، لا بدّ من استهلاك أطعمة غنيّة بالعناصر الغذائيّة التي تساعد على تحقيق توازن صحي للبكتيريا على الجلد.
فالحفاظ على ميكروبيوم جلديّ صحيّ وسليم يمرّ بشكل عام عبر نظام غذائي متوازن، طبيعيّ وعضويّ.
وترتبط بعض الأطعمة بشكل مباشر بهذا الوصف:
- تحتوي الأطعمة المخمّرة مثل اللبن الرائب، الملفوف (الكرنب) المخلل، لبن الكفير، الكيمتشي (وهو طعام كوري) على البروبيوتيك (البكتيريا الحيوية المفيدة) المفيدة لصحة البشرة ولتوازن الميكروبيوم الجلدي. تناولوها باعتدال.
- أضيفوا إلى مأكولاتكم الثوم والبصل لأنّ خصائص هذين الصنفين الطبيعيّة المضادة للبكتيريا يمكن أن تساعد في الحد من انتشار البكتيريا على الجلد.
تصوّروا أنّ دراسة علميّة أُجريت مؤخراً في الصين أثبتت أنّ استهلاك الثوم بشكل يومي يسمح بمكافحة شيخوخة الخلايا على مستوى الجلد.
تناولوا فصين من الثوم النيء يومياً، وستمنحون بشرتكم تغييراً كاملاً.