الصيام المتقطع : هل يجدد الخلايا ويمنع الشيخوخة ؟

ما الذي يحصل في الجسم عندما نأكل؟
نحن نبتلع سعرات حرارية أيّ طاقة. وندخل إلى الجسم كمية من الطاقة تفوق ما يستطيع استعماله على الفور. بالتالي، سيهتم الأنسولين وهو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس عندما نأكل، بتوزيع الطاقة:
  • سيتم استخدام قسم منها على الفور
  • ويجري تخزين القسم الآخر
بعد بضع ساعات، ينخفض معدل الأنسولين في الجسم. أما المشكلة فتكمن في أننا، عندما نأكل غالباً وأكثر مما ينبغي ومن دون أن نترك للجسم وقتاً كافياً للراحة، يبقى معدل الأنسولين مرتفعاً بشكل مستمر.
عندئذ، يُظهر الجسم مقاومة للأنسولين ما من شأنه أن يلحق الخلل بتنظيم عملية تخزين الطاقة وأن يؤدي إلى ظهور الأمراض المرتبطة بالأيض كالبدانة أو داء السكري ويساهم بالتالي في ظهور الأمراض الأخرى المرتبطة بها.
في المقابل، عندما نصوم، تنطلق العملية المعاكسة: ينخفض معدل الأنسولين ويشير إلى الجسم بأنّ الوقت حان كي يسحب من مخزون الطاقة لديه.
وأثبت العلماء أنه عندما ندرّب الجسم على أن يواجه فترات منتظمة من الانخفاض في معدل الأنسولين، ينمّي حساسية أكبر على هذا الهرمون. ويقلل هذا من إدمان الجسم على السكر ما يخفف من خطر الإصابة بأمراض مزمنة كداء السكري من النوع 2 أو البدانة.
ناهيك عن أنه يحمي الجسم:
  • من أمراض القلب والشرايين
  • من ارتفاع ضغط الدم
  • ومن الأمراض التنكسيّة كالألزهايمر.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد.
الصوم: هل ينشّط تجديد الخلايا؟
في العام 2018، حللت مجلة علميّة نتائج مئات الدراسات. وقد اكتشفوا أنّ الصوم لا يسمح بضبط الجسم في ما يتعلق بالأنسولين وحسب بل يسمح أيضاً بإطلاق عملية الالتهام الذاتي، وهي عملية التجدد الخلويّ.
نعم، الصوم هو مفتاح تجدد خلايانا، ولعله سيكون المفتاح الذي يسمح لنا بأن نتمتع بعمر أطول وبصحة جيدة.
فعند إطلاق عملية الالتهام الذاتي، يقضي الجسم على الخلايا الهرمة ويستبدلها. وسيظهر هذا على الجسم كله.
إليكم ما لاحظه مشاركون في دراسة حول الصوم، خلال فترات الامتناع عن الأكل وبعدها:
  • بدت البشرة أكثر إشراقاً، وأشار الكثيرون إلى أنها تبدو “أكثر شباباً”
  • انخفض الشعور بالخمول والنعاس وازدادت الطاقة لاسيّما في فترة بعد الظهر
  • ارتفعت القدرة على التركيز
  • ازدادت القدرة على التحكّم بالنظام الغذائي، والقدرة على تجنّب الإسراف.
وفي دراسة أخرى أجراها الباحثون على الفئران، تبيّن أنّ الصوم:
  • يزيد متوسط العمر المتوقّع
  • يحدّ من خسارة كثافة العظام المسؤولة عن الإصابة بترقق العظام
  • يقلل بمعدل النصف إمكانية ظهور الأورام ويخفف نسبة الأورام السرطانية إلى حدّ كبير
  • يخفف أمراض التهابات الجلد بمعدل النصف
  • أدت عملية تجدد الخلايا الجذعيّة إلى تجدد الجهاز المناعي، ما جعل الجسم أكثر قدرة على الدفاع عن نفسه ضد الأمراض.
  • تم تسجيل تجدد خلايا الكبد، العضلات والدماغ
  • أخيراً، وجدت 3 اختبارات إدراكية أنّ ثمة تحسن في التنسيق الحركي والقدرات التعلميّة والذاكرة لدى الفئران المسنّة.
آمل أن أكون قد أقنعتكم بفوائد الصوم الصحيّة كلها.
إذا رغبتم في أن تجرّبوا، فالأسهل أن تعتمدوا الصوم المتقطع أيّ ألا تأكلوا بعد العشاء وألا تتناولوا الفطور في الصباح.
إنّ عدم تناول الفطور للاستفادة من منافع الصوم المتقطع هو الروتين الذي قررت شخصياً اعتماده منذ بضع سنوات.
في البداية، بدا لي أنا أيضاً أنه من المستحيل أن استغني عن وجبة الفطور. ظننت أنّ بطني ستقرقر طيلة الفترة الصباحية وأنها ستصرخ من الجوع وأنني سأغيب عن الوعي بسبب نقص السكر.
لكن ما حصل لي هو العكس تماماً إذ بدأت أتمتع بالكثير من الطاقة كل صباح.
تكمن فائدة الاستغناء عن الفطور في أنّ الحدّ من السعرات الحرارية سهل وهو أسهل من الاستغناء عن وجبة الغداء، وستلاحظون أنّ هذا سيقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة وشهوة تناول الطعام.
بالهناء والشفاء… صوموا تصحوا!
اعتنوا بأنفسكم
شارل دوفال
تعليقات
Loading...