يمرّ حسن إدارة داء السكري بشكل أساسي عبر نظام غذائي مناسب وعبر الحد من استهلاك السكر خصوصاً، بغية الحؤول دون ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل حاد. ماذا عن الفواكه الغنيّة بالكربوهيدرات؟ وماذا تحديداً عن العنب، المعروف بأنه حلو المذاق بشكل خاص؟
بشكل عام، لا يُمنع مريض السكري من استهلاك الفواكه: فهي تزوّد الجسم بالفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة، كما أنّ الجسم قادر على امتصاص السكر الموجود فيها بشكل أفضل بسبب أليافها. ينبغي بكل بساطة أن نراقب الكمية المستهلكة وأن نختار الأصناف ذات مؤشر السكر المنخفض أو المعتدل.
يشكّل العنب جزءاً من الفواكه الأكثر حلاوة، ما يعني أنّ علينا أن نستهلكه بكميات أقل (100غ لكل حصة) مقارنة مع الفواكه الأخرى.
ولا يتوقف الأمر عند العنب، فثمة أنواع أخرى من الفواكه ينبغي عدم الإفراط في تناولها: الموز، الكرز، المانجو، التين، البطيخ الأحمر أو الفواكه المجففة، لأنها إما أكثر حلاوة وإما قادرة على رفع نسبة السكر في الدم بشكل أسرع. فضّلوا الفواكه الحمراء والحمضيات والكيوي الأقل حلاوة وذات مؤشر السكر المنخفض.
على الرغم من أن الفواكه غنيّة نسبياً بالسكر إلا أنها تحتوي على العديد من الفوائد الغذائية، ما يعني أنه ينبغي ألا نلغيها من نظامنا الغذائي. فالفواكه غنيّة بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة ما يجعلها ضرورية للتوازن الغذائي. مما لا شك فيه أنّ استهلاك الفواكه ينبغي أن يكون مضبوطاً، لكن ما من نوع محدد يمنع على مريض السكري تناوله بالتحديد.
للحدّ من الارتفاع الحاد في نسبة السكر في الدم، لا بد من أن نأخذ عنصرين بعين الاعتبار: كمية السكر في المأكولات ومؤشر نسبة السكر، أيّ سرعة قدرتها على رفع مستوى السكر في الدم.
تحتوي الفواكه الكاملة على الألياف التي تبطئ امتصاص السكر: ترتفع نسبة السكرفي الدم بسرعة أقل مما تفعل عندما نستهلك السكر “الخالص”. كما تحتوي الفواكه على الفيتامينات (C، B9…)، والمعادن (بوتاسيوم، مغنيزيوم) ومضادات الأكسدة، المفيدة للقلب والشرايين التي يجعلها داء السكري ضعيفة.
أخيراً، إنّ مؤشر السكر في معظم الفواكه منخفض أو معتدل، ما يعني أنها لا ترفع نسبة السكر في الدم بشكل سريع.
ينصح مرضى السكري عادة بتناول حصتين إلى 3 حصص من الفواكه في اليوم، ويفضّل أن يختاروا الأنواع الأقل حلاوة وذات مؤشر السكر المنخفض أو المعتدل. إنّ متوسط حصة الفواكه هو 150غ أيّ ما يعادل تفاحة متوسطة الحجم. ويُنصح بتناولها عند انتهاء وجبة الطعام للحد من تأثيرها على معدل السكر في الدم وذلك بحسب خبراء التغذية.
المقالة السابقة
المقالة التالية
تعليقات