أدوية حرقة المعدة (الحموضة) أخطر بكثير مما كنا نعتقد : ما علاقتها بسرطان المعدة ؟

أدوية حرقة المعدة: ينشط مطلقو التحذيرات وكاشفو المخاطر منذ أكثر من 10 سنوات ويحذّرون من مخاطر مثبطات مضخّة البروتون IPP (مجموعة من الأدوية تثبط انتاج الحمض المعويّ – اوميبرازول، انكسيوم، لانزوبرازول، بانتوبرازول، الخ…) لكن السلطات العامة الصحية لم تتخذ للأسف أيّ اجراءات مناسبة في هذا الشأن.
بالتالي، سنعمل على تأكيد ما هو مؤكّد، بالاستناد إلى الاكتشاف الذي نُشر مؤخراً في مجلة Prescrire1، بشأن دورها في زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة بشكل كبير.
يشير المقال في المجلة إلى أنّ الصلة المحتملة بين هذه الأدوية وسرطان المعدة ليست بجديدة بل تعود إلى تاريخ ظهور هذه الأدوية، ما ساهم في إبطاء عملية طرحها في الأسواق…
يقول البروفسور جان لوك راوول، أخصائي الأورام:
في ثمانينات القرن الماضي، أظهرت الدراسات التي أجريت على حيوانات أنّ هذه الأدوية يمكن أن تساهم في ظهور الأورام الحميدة في المعدة، ما أدى إلى إبطاء عملية طرحها في الأسواق“.
لكن، وفي العام 1988، حصلت مثبطات مضخّة البروتون على الأذونات اللازمة وأُغرقت الأسواق بها.
بعدئذ، لم نعد نسمع عنها الكثير… باستثناء بعض الدراسات الوبائيّة الخجولة التي تشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان المعدة.
إلا أنّ العام 2017 شكّل منعطفاً هاماً!
أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 350000 مريض أنّ معدل الوفيات ارتفع بنسبة 25% تقريباً لدى مستخدمي هذه الأدوية على المدى الطويل مقارنة مع مرضى جرت معالجتهم بمثبطات مستقبلات الهيستامين من النمط الثاني، وهي أدوية ذات مؤشرات مشابهة لمؤشرات مثبطات مضخّة البروتون.
في العام 2023، تم اثبات العلاقة بسرطان المعدة بشكل واضح وجليّ.
أظهرت دراستان أنّ خطر الإصابة بسرطان المعدة ارتفع بمعدل أربع مرات لدى الأشخاص الذين عالجوا إصابتهم بجرثومة المعدة (الملويّة البوابيّة) بمثبطات مضخة البروتون لمدة تجاوزت الستة أشهر.
في الواقع، تعمل مثبطات مضخة البروتون على خفض حموضة المعدة ما يؤثر سلباً في التوازن الطبيعيّ للمعدة ويزعزعه. ويؤدي هذا إلى انتشار البكتيريا مثل الملويّة البوابيّة(Helicobacter pylori) المعنيّة بظهور سرطان المعدة.
كما أنّ الحموضة الضعيفة تنشّط انتاج الغاسترين، وهو هرمون من شأنه أن يساهم في النمو الخلويّ غير الطبيعيّ.
وهكذا، يمكن لاستخدام هذه الأدوية لوقت طويل أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
ويشدد المقال في المجلة على عبارة “لوقت طويل” لأن الخطر مرتبط حصراً بتناول هذه الأدوية على المدى الطويل ويؤكّد أنّ فترات العلاج يجب أن تكون متباعدة أيّ أن يفصل بين العلاج والآخر فترة زمنيّة وألا تتعدى بضعة أسابيع متتاليّة.
لكن المشكلة تكمن في أنّ هذه الأدوية الفعّالة في التخفيف من حموضة المعدة غالباً ما تتسبب على أرض الواقع بتأثير معاكس عند التوقّف عن تناولها ما يؤدي إلى العودة إلى العلاج ويفضي تدريجياً إلى استهلاك هذه الأدوية بشكل دائم ومستمر.
تعليقات
Loading...