التهاب اللثة وانحسارها : هل تقضم البكتيريا لثّتك دون أن تعلم ؟

إن سؤالي هذا فظٌ بعض الشيء لكنه مهم جداً لصحتك: هل تتعرّض لثتك للقضم من البكتيريا المسببة للأمراض، بحيث أصبحت أسنانك مكشوفة أكثر فأكثر؟
إن كنت معنياً بما أقوله فأنا أدعوك لأن تقرأ هذا المقال حتى آخره. يصحّ هذا الكلام أكثر إن كنت قد تجاوزت الخامسة والستين من العمر: لأنّ هذه المشكلة الرهيبة في الأسنان تطال 64% من المسنين الذين تجاوزوا هذا العمر.
وتراجع اللثة عن الأسنان لا يؤدي إلى عدم توازن بكتيري في الفم وحسب بل يؤدي بعد حين إلى سقوطها وخسارتها (هذا الجزء الظاهر من جبل الجليد).
لكن ثمة أمر أخطر يحدث في داخلك: فالتهاب اللثة مرتبط بشكل مباشر بظهور العديد من “أمراض الحضارة” مثل داء السكري من النوع 2، أو تصلّب الشرايين أو حتى التهاب المفاصل الروماتويدي!
دعني أشرح لك ما أعنيه:
التهاب اللثة: لأيّ مرحلة من مراحل تراجع اللثة وصلت؟
  • المرحلة الأولى: يبدأ الأمر أولاً بالتهاب بسيط في اللثة بحيث تبدو اللثة متورمة ويسيل منها الدم عند تنظيف الأسنان.
  • المرحلة الثانية: إن لم تفعل شيئاً وقلت إنّ المشكلة مؤقتة وستزول، فيمكن للبكتيريا المسببة للمرض أن تهاجم دواعم الأسنان. عندئذ، تبدأ اللثة بالتراجع وتنكشف الأسنان أكثر.
  • المرحلة الثالثة: “تقضم” البكتيريا دواعم الأسنان وتتسبب بالتهابها: تتراجع اللثة ما يترافق مع حساسيّة قوية في الأسنان وآلام وتخلخل فيها.
بالتالي، إنّ التهاب اللثة هو مرض بكتيري والتهابي يمكن أن يتطلّب سنوات قبل أن يصبح ظاهراً (أيّ قبل أن تلاحظ أنّ لثتك تتراجع عن أسنانك).
وهنا تكمن المشكلة الكبرى: فالبكتيريا المسببة للمرض يمكن أن تكون موجودة في الفم، على مستوى الجير، على مدى 5 أو 10 أو حتى 15 سنة… من دون أن نتنبّه لها!
تنزل هذه البكتيريا تحت أطراف اللثة، قرب جذور الأسنان وتتسبب تدريجياً بتآكل الأنسجة التي تثّبت الأسنان في مكانها. وهذه العملية تسمح بمرور البكتيريا من الفم… نحو الدم!
أما المشكلة فهي أنّ هذه البكتيريا المسؤولة عن التهاب اللثة يمكن أن تتحرك عبر الدورة الدموية وتصل إلى الدماغ أو الشرايين أو حتى البنكرياس.
تابعوا المقالة التالية : تصلّب الشرايين، السكري، ألزهايمر… ماذا لو كانت أسنانك هي أصل المشكلة؟
تعليقات
Loading...