هل فعلاً البرونزاج مؤذي لصحة الجلد ويسبب شيخوخته (أم العكس تماماً) ؟

لبرونزاج: من السخافة أن نعتبر أنّ الإسمرار أو البرونزاج، أيّ انتاج الميلانين في الخلايا الميلانينيّة، هو تفاعل لحماية الجلد من اعتداء.

التفكير بهذه الطريقة يعني أن نتجاهل أنّ عملية استحداث الميلانين تشبه عملية الإنهاض أو الاستجابة لحافز ما. ونشير للتذكير بأن الإنهاض هي ظاهرة بيولوجية يثير بموجبها التعرّض المعتدل أو الخفيف لعامل إجهاد جيد استجابات مفيدة تسمح للجسم بأن يصبح أقوى. فبناء العضلات على سبيل المثال يقوم على إحداث تمزّقات دقيقة في العضلات والتئام الألياف العضلية يزيد حجم العضلة. من قد يخطر له أن يقول إنّ تكبير العضلات مضرّ بالصحة؟ ينطبق الأمر نفسه على الأشعة فوق البنفسجيّة الطبيعية:

هي تؤدي إلى استجابات تكيّفيّة تجعل الجسم أكثر قدرة على المقاومة لاحقاً.

عندما يتم انتاج الميلانين  بشكل تدريجي، يتعزز حاجز الجلد بدلاً من أن يضعف. وقد أُثبت حتى أنّ أشعة الشمس تفعّل وتنشّط الجينات التي تثبط الأورام، ما يفسّر أنّ تنكّس النسيج المرن الشمسي (ايلاستوز أو ورم الجلد الحميد) يجعل الشخص أقل عرضة لخطر الإصابة بالميلانوميا أو سرطان الجلد الخبيث.  فالجلد الذي صبغته الشمس هو جلد أقوى!

إنّ الإسمرار ليس ضرراً، إلا أنه لا يمكننا أن ننكر أنّ الإفراط في التعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة يلحق الأذى بالجلد. فالرابط بين ضربات الشمس وإمكانية الإصابة بسرطان الجلد قوي جداً إلى حد أنّ احتمال وجود علاقة سببيّة بين الاثنين لا يترك مجالاً للشك. وعلى غرار الماء أو الهواء القاتلين بكميات ضخمة، يمكن لأشعة الشمس أن تفقد قدرتها على العلاج وأن تصبح ضارة إذا ما أحرقتكم قبل أن تكسبكم الإسمرار. لذا، من المهم أن تكتسبوا السمرة من دون أن تحترقوا عبر اتباع النصائح التي قدّمتها لكم سابقاً. إذا اتبعتم هذه الاحتياطات التي غالباً ما تكون بعيدة عن النصائح المعتادة، فيمكنكم أن تتعرضوا لأشعة الشمس بأمان تام. إذا اكتسبتم لوناً أسمر بشكل جيد فستصبحون بحال أفضل.

تعليقات
Loading...