أطعمة تخرب الجهاز الهضمي: عندما نرى بأيّ سرعة خارقة تُحدث الأطعمة المعدّلة أو المصنعة أضراراً في الجسم، فهل هذا يكفي كي نقتنع؟
يكشف الدكتور جون أكس، أحد أكبر أخصائيي التغذيّة في الولايات المتحدة، التأثير المريع للأطعمة المعدّلة على البكتيريا المعويّة، مع نتائج رهيبة يمكن أن تظهر في غضون 15 يوماً فقط.
وراقبت دراسة أجرتها جامعة بيتسبرغ النظام الغذائي لدى مجموعتين من الأشخاص: الأولى تتألف من 20 أميركياً يعيشون في المدينة ويتبعون نظاماً غذائياً “أميركياً بامتياز”: مأكولات مقليّة والقليل من الخضار؛ أما المجموعة الثانية فتتألف من 20 مواطناً من جنوب أفريقيا يعيشون في الريف ويتناولون المأكولات التقليدية، والفاصوليا والخضار.
وكما يجري في برامج تلفزيون الواقع، تبادلت المجموعتان نظامهما الغذائي… مدة أسبوعين، حيث بدأت المجموعة الثانية بتناول الهمبرغر والدجاج المقلي فيما تناولت المجموعة الثانية عصيدة الذرة المقدّمة مع الخضار، أو الفاصوليا أو يخنة اللحم.
النتيجة: أسبوعان فقط كانا كافيين لكي يسجّل مواطنو جنوب أفريقيا “تغييرات ملحوظة في مؤشراتهم البيولوجية تشير إلى إمكانية الإصابة بسرطان القولون”، مؤشرات لم تكن موجودة في بداية التجربة!
ويمكن أن تجري الأمور… بسرعة أكبر!
أراد تيم سبكتور، بروفسور في علم الأوبئة الوراثية في الجامعة الملكيّة في لندن، أن يفهم ما يجري في الفلورا المعويّة التي تخضع “لحفل صاخب” من المأكولات المحوّلة جداً.
وليكتشف ذلك، استعان بابنه الذي قرر أن يهديه 10 أيام من الوجبات لدى ماكدونالد، لقاء أن يتمكّن من دراسة الفلورا المعويّة لديه.
هنا أيضاً، وبعد مهرجان من الدهون المحوّلة ومن الطعام غير الصحي (بطاطا مقليّة، قطع دجاج مقليّة، همبرغر ومشروبات غازيّة)، جاء تحليل الفلورا الذي أجرته فرق مشروع بريتش غات British Gut (أو الأمعاء البريطانية) مذهلاً:
“تدمّرت الفلورا المعويّة لديه. وفقد 1400 نوع من الكائنات الحيّة المجهريّة أيّ حوالى 40% من المجموع، وذلك في غضون 10 أيام. لم تستعد أمعاؤه عافيتها سريعاً: عودة البكتيريا المفيدة إليها تطلبت أشهراً.”
قد يخطر لنا أنّ هذا المثل مبالغ فيه من دون شك فما من أحد يقصد مطاعم الوجبات السريعة كل يوم.
هذا صحيح لكن الأطعمة المحوّلة “لا تقتصر فقط على الأطعمة غير الصحيّة التقليدية، كالمشروبات الغازيّة أو البطاطا المقليّة. فهي تشكّل 80% من السلع المعروضة حالياً في السوبرماركت، بما في ذلك ما نجده على الرفوف المخصصة لمنتجات الحمية، أو العضوية أو “النباتيّة” (غالبية أنواع البرغر أو الستيك النباتي هي مأكولات محوّلة).
وتشكّل هذه المأكولات أكثر من ثلث ما يستهلكه الناس من أطعمة.”
تابعوا المقالة التالية : الوجبات السريعة fast food أصبحت السبب الأول للموت المبكر. ما هي البدائل ؟
المقالة السابقة
أطعمة نتناولها يومياً ولكنها ترفع معدل الموت المبكر بنسبة 14%
تعليقات