هل تعلمون أنّ الملفوف أو الكرنب هو أحد أركان الوقاية من السكري من النوع 2، وذلك بحسب دراسة أجريت مؤخراً وشملت أكثر من 57000 شخصاً بالغاً في الدانمرك؟
أثبتت هذه الدراسة الواسعة أنّ الملفوف هو أحد العناصر الأساسيّة للنظام الغذائي الأكثر فاعلية في الحؤول دون ظهور هذا المرض.
حدد خبراء التغذيّة عشرات الفلافونيودات و15 فينول في الملفوف، وكلها من مضادات الأكسدة. وتعتبر مضادات الأكسدة عمّال التنظيف في الخلايا إذ تحول دون شيخوختها وظهور الأمراض المزمنة، ومنها السرطان.
وتثير مضادات الأكسدة الموجودة في الملفوف اهتمام الكثير من الباحثين الذين يركّزون جهودهم على أمراض القلب والشرايين.
مئات الأنواع من الملفوف تُزرع حول العالم إلا أنّ الدراسات تتركّز أكثر حول الأنواع ذات اللون الأحمر المائل إلى البنفسجي لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تُسمّى الأنثوسيان أو الأنثوسيانين.
ومضادات الأكسدة (الأنثوسيان) هذه الموجودة في الملفوف الأحمر تسمح له بحماية الكريات الحمراء مباشرة. وقد تبيّن مؤخراً أنّ استهلاك الفواكه والخضار التي تحتوي على الأنثوسيان يخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 9%.
كما تبيّن أنّ استهلاك الملفوف الأحمر يحسّن بشكل واضح معدلات البيتا كاروتين واللوتين في الدم فضلاً عن تحسين القدرة المضادة للأكسدة للدم كله.
من ناحية أخرى، ينخفض معدل الكولسترول الضار.
يعتبر الملفوف مضاداً مميّزاً للالتهاب، ويُنصح به من دون تحفّظ في حالات الالتهابات المزمنة كالتهاب المفاصل بشكل خاص.
وهذا مهم لأنّ الالتهابات المزمنة إذا ما اجتمعت مع الضغط النفسي أو الإجهاد التأكسديّ، تشكّل عامل خطر مسبباً للسرطان.
ثبت منذ العام 1949 أنّ الملفوف مفيد لشفاء تقرّحات المعدة، ويعود هذا بالطبع إلى عمله الهجومي على الجرثومة الملوية البوابية، التي تعد السبب الرئيسي للإصابة بالتقرّح.
يحب جهازكم الهضمي كله الملفوف وذلك بسبب مركبّاته الثمينة المتعددة، مثل الإيزوثيوسيانات المضادة للالتهاب وبسبب “كثافة” الألياف العالية فيه.
إنّ خفض الكولسترول الضار الذي أتينا على ذكره سابقاً، فضلاً عن المركّبات المتعددة المضادة للأكسدة، تجعل من الملفوف سنداً ممتازاً لصحة القلب والشرايين.
إذن، هل أعطاكم ما سبق سبباً وجيهاً كي تجعلوا الملفوف جزءاً من نظامكم الغذائي؟
المقالة التالية
تعليقات