نقص البوتاسيوم: هذا هو العدو الأول لضغط الدم (وليس الملح !) (2)

نقص البوتاسيوم: ألا تجدون هذا مدهشاً عموماً؟
يتمتع العديد من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم بالأثر نفسه كالبوتاسيوم المتأتي عن الطعام، لكن مع آثار جانبيّة غير مرغوب فيها.
إذن، لمَ لا يوصف للشخص الذي يعاني من ارتفاع في الضغط مكمّلات من البوتاسيوم أولاً؟ تجدر الإشارة إلى أنّ فاعلية المكملات من البوتاسيوم أُثبتت علمياً: أظهرت عشرات التجارب السريرية العشوائيّة مقارنة بالدواء الوهميّ أنها تساعد على خفض ضغط الدم.
وبيّنت هذه الدراسات أنّ أثر البوتاسيوم المضاد لارتفاع الدم أقوى وأوضح لدى الأشخاص “المفرطي الحساسيّة على الملح” أو أولئك الذين يفرطون في استهلاكه، ما يؤكد أهمية ضبط الصوديوم وتحقيق التوازن بفضل البوتاسيوم.
لكن البوتاسيوم يخفض ضغط الدم عبر آلية أخرى: يبدو أنه يعمل أيضاً على إرخاء الشرايين والأوعية الدمويّة.
بالتالي، إن كنتم تعانون من ارتفاع في ضغط الدم ناجم عن استهلاك الملح، فالأولويّة هي أن تزيدوا من استهلاككم للبوتاسيوم! فمن شأن هذا أن يجنّبكم تعريض أنفسكم للخطر عبر اتباع نظام غذائيّ قليل الملح بشكل كبير وأن يعيد التوازن إلى معادلة البوتاسيوم/صوديوم التي يحتاجها الجسم (من دون أدوية). كما يمكن لهذا أن يحسّن حالة الشرايين والأوعية الدمويّة.
فضلاً عما تقدّم، يشكّل السعي لزيادة استهلاك البوتاسيوم بشكل طبيعي أفضل وسيلة لإجبار أنفسنا على أن نحسّن نظامنا الغذائي. بالتالي، من بين الأطعمة التي تحتوي على أكبر قدر من البوتاسيوم “الصافي”، وبالترتيب:
  • السبانخ
  • الأفوكادو
  • الموز
  • اللوبياء (الفاصوليا الخضراء)
  • البطاطا الحلوة
  • الشمام (البطيخ الأصفر)
  • اليقطين (القرع)
  • الشمندر (البنجر) المطهو
  • الفطر
  • الناردين والخس
هذه أطعمة لذيذة “صحيّة”!
ولمزيد من الدقة، أشير إلى أنّ اللائحة الكاملة للأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم تشمل أيضاً أطعمة ينبغي استهلاكها بشيء من الاعتدال: البطاطس، التين اليابس أو المجفف، دقيق الكستناء، دقيق الحنطة السوداء (القمح الروسي) والأرز البري.
(ينبغي ألا نكتفي بمراقبة كمية البوتاسيوم الموجودة في الأطعمة إذ أنّ مواد أخرى كالفوسفور يمكن أن تعطّل عملية امتصاص البوتاسيوم. لذا، من المهم احتساب الكمية “الصافية” المستهلكة من البوتاسيوم).
إذن، ينبغي على الجميع أن يتناولوا المزيد من الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم.
ومع ذلك، لا بد من أن نواجه الحقيقة. فالكثير من الأشخاص ليسوا مستعدين لتعديل نظامهم الغذائي بشكل جذريّ. لكن ثمة حلّ حتى لهؤلاء.
تابعوا المقالة التالية : لا توقفوا تناول الملح…غيّروا نوعيته فقط ! (3)
تعليقات
Loading...